علي الكاش
كفى الله البصراويين النشامى شر الصفوية والخمينية
مشكلة العوام، انهم لا يفقهوا بعد طبيعة هندسة الجهل الذي تمارسه المرجعيات الدينية بحقهم.
تنويه
نود ان نبين ان ما سيرد من معلومات ربما هي موجعة لبعض البصراويين، فإننا لا نقصد بهم ثوار تشرين والوطنيين الأحرار الذي أحرقوا قنصليات ايران المشؤومة ومكاتب الأحزاب الولائية في البصرة، فهؤلاء أشرف من أن يطعن بهم أحد، ولكن هذا لا يعني تجاهل حقائق التأريخ، لذلك الكلام سيتعلق بالغلاة من الشيعة والولائيين والطائفيين فقط. أما بقية أهل البصرة فهم تاج على الرأس.
كان خالد بن ميمون يقول: البصرة أشد الأرض عذابا، وأسرعه خرابا، وشره ترابا". (البلدان لابن الفقيه/238). ونسب القول الى ابن عمر يقول: البصرة أسرع أرض اللّه خرابا، و أخبثه ترابا. قيل: فما بال الكوفة؟ قال: يأتي اللّه بأمره إذا شاء". (البلدان لابن الفقيه/238). ونقل ابن الفقيه عن ابن شبرمة " لأهل البصرة: لنا أحلام ملوك المدائن، وسخاء أهل السواد، وظرف أهل الحيرة. ولكم سفه السند وبخل الخوز وحمق أهل عمان". (البلدان لابن الفقيه/239). قال ابن شوذب" أول منبر يصعده الدجال منبر البصرة فيقول: أيها الناس من كان غنيا زدناه، و من كان فقيرا موّلناه". (البلدان لابن الفقيه/239).
هل تستذكروا تواجد عدد من مسؤولي البصرة (مجلس محافظة البصرة) في مكان تبول فيه الخميني لبناء مزار لشيعة البصرة، وهل تتذكروا استحداث شارع في البصرة باسم الخميني، مع ان هذه المحافظة البطلة قدمت آلاف الشهداء في الحرب العراقية الإيرانية التي أطال الخميني المقبور أمدها لأكثر من ثماني سنوات بعنجهيته الفارغة التي انتهت بجرعه كأس السم الزعاف، ولكن منذ الاحتلال الامريكي الايراني للعراق وتعيين محافظ ولائي لعدة سنوات (أسعد العيداني) صار من أصحاب المليارات خلال عقد من الزمان مع زوجته المستثمرة، وتحولت أعداد غفيرة من أهل البصرة الى المذهب الصفوي بامتياز، والتعامل مع أهل السنة كمواطنين من الدرجة الثالثة (بعد الكرد)، لابد من التوقف عند بعض المحطات ليتعرف بعض الجهلة الغلاة على حوادث مهمة لا يتطرق اليها مراجع الشيعة ولا خطباء المنبر الحسيني لأنها تكشف حقيقة ولاء أهل البصرة لعهد ليس ببعيد، ونظرة تأريخية الى الأبعاد التي تقف وراء تغيير دين البصراويين، ومعرفة موقف أئمة الشيعة من أهل البصرة، ان الدجل الذي يمارسه خطباء المنبر الحسيني ليس بظاهرة جديدة، ففي كتب التأريخ توجد الكثير من هذه المظاهر الزائفة.
قال ابن بطوطة عن البصرة" شهدت مرة بهذا المسجد صلاة الجمعة فلما قام الخطيب إلى الخطبة وسردها لحن فيها لحناً كثيراً جلياً فعجبت من أمره وذكرت ذلك للقاضي حجة الدين فقال ليٌ : أن هذا البلد لم يبق به من يعرف شيئاً من علم النحو وهذه عبرة لمن تفكر فيها. سبحان مغير الأشياء ومقلب الأمور وهذه البصرة التي إلى أهلها انتهت رياسة النحو وفيها أصله وفرعه ومن أهلها إمامه الذي لا يُنكر سبقه لا يقيم خطيبها خطبة الجمعة على دؤوبة عليها ولهذا الجامع سبع صوامع، إحداهما الصومعة التي تتحرك بزعمهم عند ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه صعدت عليها من أعلى سطح الجامع، ومعي بعض أهل البصرة فوجدت في ركن من أركانها مقبض خشب مسمراً فيها كأنه مقبض مملسة البناء فجعل الرجل الذي كان معي يده في ذلك المقبض وقال بحق رأس أمير المؤمنين علي رضي الله عنه تحركي وهز المقبض فتحركت الصومعة فجعلت أنا يدي في المقبض وقلت له وأنا أقول بحق رأس أبي بكر خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تحركي وهززت المقبض فتحركت الصومعة! فعجبوا من ذلك وأهل البصرة على مذهب السنة والجماعة ولا يخاف من يفعل من مثل فعلي عندهم ولو جرى مثل هذا بمشهد الحسين أو بالحلة أو بالبحرين أو قم أو قاشان أو ساوة أو آوة أو طوس لهلك فاعله لأنهم رافضة غالية". (رحلة ابن بطوطة1/143).
ذكر الطبري" كان سبب عزل عبد الله بن عامر أنه كان لينا لا يأخذ على أيدي السفهاء و لا يعاقب، ففسدت البصرة بذلك، و قدم ابن الكواء- و اسمه عبد اللَّه بن أبي أوفى على معاوية، فسأله عن الناس، فقال: أما البصرة فقد غلب عليها سفهاؤها وعاملها ضعيف، فعزله معاوية، وبعث الحارث بن عبد اللَّه الأزدي". (تأريخ الطبري5/202). (المنتظم5/209). وأضاف الطبري" لما قدم زياد البصرة وجد الفسق فيها ظاهرا، فخطب فقال في خطبته " أنكم لم تسمعوا ما أعد اللَّه من الثواب لأهل طاعته، و العذاب لأهل معصيته، أيكونون كمن طرفت عنه الدنيا و سدّت مسامعه الشهوات، و اختار الفانية على الباقية"، فقال الشعبي: ما سمعت متكلما قط تكلم فأحسن إلا أحببت أن يسكت خوفا أن يسيء إلا زيادا، فإنه كان كلما أكثر كان أجود كلاما". (تأريخ الطبري5/162). (المنتظم5/212). (العقد الفريد4/110). (البيان والتبيين2/61). قال الخطيب البغدادي" أخبرنا علي بن المحسن القاضي أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر حدثنا علي بن محمد بن عبيد حدثنا أحمد بن أبي خيثمة حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال كان أسد بن عمرو على قضاء واسط فقال رأيت قبلة واسط ردية جدا وتبين ذاك لي فتحرفت فيها فقال قوم من أهل واسط هذا رافضي فقيل لهم ويلكم هذا من أصحاب أبي حنيفة كيف يكون رافضيا ". (تأريخ بغداد7/18).
ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي" قدم زياد البصرة واليا لمعاوية والفسق فيها ظاهر فاش، فخطب خطبة قال فيها: أما بعد فإن الجاهلية الجهلاء، والضلالة العمياء، والغيّ الموفي بأهله على النار، ما أصبح فيه سفهاؤكم ويشتمل عليه حلماؤكم من الأمور العظام، كأنكم لم تقرأوا كتاب الله عزّ وجلّ، ولم تسمعوا ما أعدّ الله من الثواب الكريم لأهل طاعته، والعذاب الأليم لأهل معصيته، في الزمن السرمديّ الذي لا يزول. أتكونون كمن طرفت الدنيا عينه وسدّت مسامعه الشهوات، واختار الفانية على الباقية، ولا تدركون أنكم أحدثتم في الإسلام الحدث الذي لم تسبقوا إليه، من ترككم الضعيف يقهر ويؤخذ ماله، والضعيفة المسلوبة في النهار المبصر، والعدد غير قليل؟ ألم يكن فيكم نهاة تمنع الغواة عن دلج الليل وغارة النهار؟ قرّبتم القرابة وباعدتم الدين، تعتذرون بغير العذر، وتغضون عن المختلس. كلّ أمرئ منكم يذبّ عن سفهه، صنع من لا يخاف عاقبة ولا يرجو معادا. ما أنتم بالحلماء ، ولقد اتبعتم السفهاء، فلم يزل بهم ما ترون من قيامكم دونهم حتى انتهكوا حرم الإسلام، ثم أطرقوا وراءكم كنوسا في مكانس الرّيب. حرام عليّ الطعام والشراب حتى أسوّيها بالأرض هدما وإحراقا. إني رأيت آخر هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به أوله: لين في غير ضعف، وشدة في غير عنف". (شرح نهج البلاغة16/200). (نوادر القالي/185). (الكامل للمبرد1/268).(البيان والتبيين2/611). (بهجة المجالس1/334).(عيون الأخبار2/241). (الجليس الصالح3/256). (نثر الدر5/12). (تهذيب تأريخ ابن عساكر5/415)..
البصرة ملعونة عند أئمة الشيعة!
قال الحر العاملي" ان ابا عبد الله الحسين (ع) لما قضى، بكت عليه السموات السبع والأرضون السبع، وما فيهن، وما بينهن، ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا، ومن يرى ومن لا يرى بكى على أبي عبد الله الحسين، إلا ثلاثة أشياء لم تبكِ عليه. قلت: وما هذه الثلاثة أشياء؟ قال: لم تبك عليه البصرة، ولا دمشق، ولا آل عثمان، عليهم لعنة الله". (وسائل الشيعة14/19701). وذكر وكيع" دعا عُمَر بْن الخطاب أبا موسى الأشعري حين وجهه إِلَى البصرة؛ فَقَالَ لَهُ: أبعثك إِلَى أخبث حيين نصب لهما إبليس لواءه، ورفع لهما عسكره: إِلَى بني تميم أقظه، وأغلظه، وأبخله، وأكذبه؛ وإِلَى بكر بْن وائل، أروعه، وأخفه، واطيشه، فلا تستعين بأحد منهما في شيء من أمر المسلمين". (أخبار القضاة1/285)
قال علي بن أبي طالب" لتغرقنّ البصرة أو لتحرقن إلّا بيت مالها ومسجدها". (البلدان لابن الفقيه/238). وقال عبد اللّه الضبعي: سمعت عليا يقول: ويحك يا بصرة لتغرقن أو لتحرقن حتى يرى بيت مالك ومسجدك كجؤجؤ سفينة". (نهج البلاغة/56). (البلدان لابن الفقيه/238). قال ابن الفقيه" لما افتتح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب البصرة ارتقى منبرها فحمد اللّه وأثنى عليه. ثم قال: يا أهل البصرة! يا بقايا ثمود ويا جند المرأة ويا أتباع البهيمة. رغا فاتّبعتم، وعقر فانهزمتم. دينكم نفاق، وأخلاقكم رقاق، وماؤكم زعاق. يا أهل البصرة والبصيرة و السبخة و الخريبة! أرضكم أبعد الأرض من السماء، وأقربها من الماء، وأسرعها خرابا و غرقا". (البلدان لابن الفقيه/238). (نهج البلاغة/55). لاحظ الدجل" ان عليا لم يفتح البصرة ولا أية مدينة خلال خلافته، من فتح البصرة عتبة بن غزوان في عهد الخليفة عمر الفاروق.
البصرة مهبط الشيطان ومغرس الفتن
ذكر الشريف الرضي" كتب علي بن أبي طالب إلى بعض ولاته " بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله على أمير المؤمنين إلى عبدالله بن عامر، أما بعد فإن خير الناس عند الله عزوجل أقومهم لله بالطاعة فيما له وعليه وأقولهم بالحق ولو كان مرا فإن الحق به قامت السماوات والارض ولتكن سريرتك كعلانيتك ، وليكن حكمك واحدا وطريقتك مستقيمة فإن البصرة مهبط الشيطان فلا تفتحن على يد أحد منهم بابا لا نطيق سده نحن ولا أنت والسلام". (بحار الأنوار32/401).(وقعة صفين للمنقري/106)
وذكر ايضا" كتب علي بن أبي طالب لعبد الله بن عباس وكان عامله على البصرة: البصرة مهبط الشيطان ومغرس الفتن فحادث أهلها بالإحسان إليهم، وأحلل عقدة الخوف عن قلوبهم. وقد بلغني تنمرُّك لبني تميمٍ وغلظتك عليهم، وإنَّ بني تميمٍ لم يغب لهم نجمٌ إلا طلع لهم آخر، وإنَّهم لم يسبقوا بوغمٍ في جاهليَّةٍ ولا إسلامٍ، وإن لهم بنا رحماً ماسَّةً وقرابةً خاصةً نحن مأجورون على صلتها ومأزورون على قطيعتها. فاربع أبا العباس رحمك الله فيما جرى على لسانك ويدك من خيرٍ وشرٍ فإنَّا شريكان في ذلك، وكن عند صالح ظنِّي بك، ولا يفيلنَ رأيي فيك، والسلام". (كتاب نهج البلاغة3/20).
ذكر محمد الدشتي" قال علي بن أبي طالب في ذم أهل البصرة وأهلها" كُنْتُمْ جُنْدَ الْمَرْأَةِ، وَأَتْبَاعَ الْبَهِيمَةِ; رَغَا فَأَجَبْتُمْ، وَعُقِرَ فَهَرَبْتُمْ. أَخْلاَقُكُمْ دِقَاقٌ، وَعَهْدُكُمْ شِقَاقٌ، وَدِينُكُمْ نِفَاقٌ، وَمَاؤُكُمْ زُعَاقٌ، وَالْمُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مُرْتَهَنٌ بِذَنْبِهِ، وَالشَّاخِصُ عَنْكُمْ مُتَدَارَكٌ بِرَحْمَة مِنْ رَبِّهِ. كَأَنِّي بِمَسْجِدِكُمْ كَجُؤْجُؤِ سَفِينَة قَدْ بَعَثَ اللهُ عَلَيْهَا الْعَذَابَ مِنْ فَوْقِهَا وَمِنْ تَحْتِها، وَغَرِقَ مَنْ فِي ضِمْنِهَا. و في رواية : وَايْمُ اللهِ لَتَغْرَقَنَّ بَلْدَتُكُمْ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مَسْجِدِهَا كَجُؤْجُؤِ سَفِينَة، أَوْ نَعَامَة جَاثِمَة. و في رواية : كَجُؤْجُؤِ طَيْر فِي لُجَّةِ بَحْر. وفي رواية أخرى : بِلاَدُكُمْ أَنْتَنُ بِلاَدِ اللهِ تُرْبَةً: أَقْرَبُهَا مِنَ الْمَاءِ، وَأَبْعَدُهَا مِنَ السَّمَاءِ، وَبِهَا تِسْعَةُ أَعْشَارِ الشَّرِّ، الُْمحْتَبَسُ فِيهَا بِذَنْبِهِ، وَالْخَارِجُ بِعَفْوِ اللهِ. كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى قَرْيَتِكُمْ هـذِهِ قَدْ طَبَّقَهَا الْمَاءُ، حَتَّى مَا يُرَى مِنْهَا إِلاَّ شُرَفُ الْمَسْجِدِ، كَأَنَّهُ جُؤْجُؤُ طَيْر فِي لُجَّةِ بَحْر!". (نهج البلاغة1/15). (بحار الأنوار32/245). (نفحات الولاية لمكارم الشيرازي1/229).
أهل البصرة أعداء القائم!
أعداء القائم كما حددهم جعفر الصادق (13) مدينة وطائفة كلهم من العرب! يقول العلامة الشيعي نعمة الجزائري" يحارب القائم أهلها ويحاربونه: أهل مكة، وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو أمية، وأهل البصرة، وأهل ميسان، والأكراد، والأعراب، وضبة، وغني، وباهلة، وأزد، وأهل الري". (الغيبة/299). (معجم أحاديث الإمام المهدي4/34). ويلاحظ أن هناك نوع من التداخل بين الأقوام مثل أهل مكة والمدينة، وأهل البصرة وميسان، وأهل الشام وبني أمية. ولكن العجيب هو اقحام الأكراد في هذا الأمر دون أن نفهم سبب عداء المهدي لهم! ولأهل البصرة أيضا عند الشيعة شيئا من الحقد والكراهية، فقد أورد الكليني عن أبي مسروق (ربما مسروق العقل) القول" سألني أبو عبد الله عن أهل البصرة ما هم؟ فقلت: مرجئة وقدرية وحرورية. فقال: لعن الله تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شيء". (الكافي2/409). وهذا الحديث يهم أهل البصرة الذين تشيعوا بعد أن كانوا من اهل السنة.
اهل البصرة تبايع عبيد الله بن زياد
قال المبرد" لما مات يزيد بايع أهل البصرة عبيد الله بن زياد، وكان في السجن يومئذ أربعمائة رجل من الخوارج، وضعف أمر ابن زياد، فكلم فيهم فأطلقهم، فأفسدوا البيعة عليه، وفشوا في الناس، يدعون إلى محاربة السلطان ويظهرون ما هم عليه، حتى اضطر على عبيد الله أمره، فتحول عن دار الإمارة إلى الأزد، ونشأت الحرب بسببه بين الأزد وربيعة وبين بني تميم، فاعتزلهم الخوارج". (الكامل3/206).
لكن من هو عبيد الله بن زياد؟
قال المبرد" كان عبيد الله بن زياد يرتضخ لكنة فارسية، وإنما أتته من قبل زوج أمه شيرويه الإسواري. ويقال: إن علياً عليه السلام عاد زياداً في منزل شيرويه، فقال عبيد الله يوماً لرجل كلمه فظن به رأي الخوارج (هو هانىء بن قبيصة): أهروري منذ اليومِ؟ يريد: أحروري، وهذه الهاء تشترك في قلبها من الحاء أصنافٌ من العجم". (الكامل2/167). وأضاف" كان عبيد الله بن زياد كثير المحاورة، عاشقاً للكلام الجيد، مستحسناً للصواب منه؛ لا يزال يبحث عن عذره، فإذا سمع الكلمة الجيدة عرج عليها. ويروى أنه قال في عقب مقتل الحسين بن علي عليه السلام لزينب بنت علي رحمهما الله - وكانت أسن من حمل إليه منهن، وقد كلمته فأفصحت وأبلغت، وأخذت من الحجة - فقال لها: إن تكوني بلغت في الحجة حاجتك فقد كان أبوك خطيباً وشاعراً، فقالت: ما للنساء والشعر! وكان مع هذا ألكن يرتضخ (يميل خلال النطق) لغة فارسية". (الكامل3/189). وقال أيضا" كان عبيد الله لا يلبث الخوارج، يحبسهم تارة ويقتلهم تارة، وأكثر ذلك يقتلهم، ولا يتغافل عن أحد منهم". (الكامل3/190). وقال الجاحظ" صهيب بن سنان يرتضخ لكنة رومية، وعبيد الله بن زياد يرتضخ لكنة فارسية، وقد اجتمعا على جعل الحاء هاء. شارك في تحويل القاف كافا عبيد الله بن زياد. كذلك خبرنا أبو عبيدة. قال: وإنما أتي عبيد الله بن زياد في ذلك أنه نشأ في الأساورة عند شيرويه الاسواري، زوج أمه مرجانة. قد كان في آل زياد غير واحد يسمى شيرويه. قال: وفي دار شيرويه عاد علي بن أبي طالب زيادا من علة كانت به". (البيان والتبيين1/79)
أهل البصرة زبيريون ومالكيون
قال ابراهيم فصيح الحيدري" أهل البصرة والجنوب من أهل السنة والجماعة، على مذهب الإمام الشافعي (رض)، وأما سكنة شط العرب فهم رفضة، والرفضة الذين في البصرة ليسوا من أهل البصرة، بل من العجم والبحرين وبعض أهل البادية من شط العرب وغيرهم ممن ترفض. لذا فإن كل بصري الأصل سني، وكذا كل جنوبي سني. وترفض أهل شط العرب وغيرهم من نواحي البصرة، إنما بسبب عدم العلماء في نواحي البصرة". (عنوان المجد/162).
وذكر عثمان بن سند البصري" جمع ماجد بن حمود جموعه وأكثرهم من روافض كعب، وصنع سلالم ليصعد بها سور البصرة، وهجم على البصرة ونادى مناديه: ان الأمير ماجد أباح البصرة ستة أيام، فلا تدعون فرجا ولا مالا إلا سلب، فخرج عليهم عسكر عقيل النجديون، وسكان الزبير، ونشب بينهم القتال، وصبوا عليهم الرصاص الذي يزيد على المطر، فما اشتد الوطيس إلا والهزيمة على رأس ماجد، وقُتلت عساكره أشر قتلة، وركب الباقي الفرار، وانقطعت العسكر مع المتسلم، ونهبوا خيام ماجد وأموالهم وسلاحهم، ورجع النجديون الى البصرة منصورين غانمين". (مطالع السعود/331).
ذكر عثمان بن سند البصري" كان غالب سكان الخليج يتبعون مذهب الإمام مالك، فأسس عثمان بن سند في البصرة (المدرسة الرحمانية) وهي شقيقة الأزهر من حيث الأهمية". (مطالع السعود/243).
ذكر عثمان بن سند البصري الوائلي" أزهر مصطفى باشا محبة العجم (الفرس) في الباطن، فأرسل الى مستلم البصرة (سليمان بيك) يخبره ان المدد من الدولة (العلية) بعيد جدا، فأمره أما أن يصالح العجم، أو ان يسلم البصرة لهم، وكتب خلاف الواقع الى الدولة العلية: إنا تصلحنا مع العجم، وإنهم رفعوا عساكرهم عن البصرة، فلما سمع أهل البصرة هذا الخبر، أيقنوا أنهم آلوا الى التلف، فخرج أعيان البصرة الى (صادق خان) رئيس عرضي العجم، وطلبوا منه الأمان على النفوس والأعراض، وأباحوا له ما سواها، فدخل البصرة وأباحها أياما، وعمل فيها هو وعسكره من الهتك (اغتصاب النساء) ما لم يسمع به في ملة قط، وهذا خلاف المعاهدة، وسب أصحاب النبي (ص) على المنابر، ونودي بـ (حي على خير العمل)، وهرب العلماء، وصار العجم يضربون الناس بالسياط والعصي لأجل المغارم، وكل يوم يزيد البلاء الى خربت البصرة وفرٌ أهلها".(مطالع السعود/258). وأضاف بأن نفس العجمي سولت له غزو المنتفك" فلما وصلها اتفق أن قابله ثلاثون فارسا من فرسان المنتفك فنشب القتال بينهم، فصبر الثلاثون فارسا صبر الكرام، فكانت الهزيمة على جيش العجم في موضع يسمى الفضيلة قرب الفرات، فرد الله كيد العجم في نحرهم، حيص خذلهم الله بثلاثين فارسا، فرجع العجمي الى البصرة، وكانت مع العجم قبيلة كعب الروافض". (مطالع السعود/259). وذكر عثمان بن سند البصري الوائلي" في عام 1190 حاصر الزندي الرافضي (فارسي) البصرة بالجيوش والأعراب، وصبروا أهلها على الشدائد وحاموا عن وطنهم ودينهم، حتى أكلوا الكلاب والهرر". (مطالع السعود/257).
من هم أهل البصرة؟
قال ابن الفقيه" استشار رجل ابن مسعود في سكون البصرة فقال له: إن كنت لا بدّ فاعلا، فاسكن رابيتها ولا تسكن سبختها فإنه قد خسف بها مرة، و سيخسف بها أخرى. والخسف الذي كان بها، أنه كان بها خمسة حكّام أسماؤهم: جائر وجابر وخاطئ ومخطي وحمّال الخطايا. فخرج رجل معه امرأة له حامل على حمار له حتى أتاها، فلما دخلها منعه جائر وقال: لا تدخل حتى تؤدي درهمين. فأخذ منه درهمين. فتظلم وقال: أنا رجل فقير وقد أخذ مني درهمان، فما أحد يعديني على من أخذهما مني؟ فقالوا: بلى، جابر. فأتاه فشكا إليه، فقال له: هات أربعة دراهم. فأخذها منه مكرها. فأتى خاطئ يشكوهما إليه، فقال: هات ثمانية دراهم. فأخذها منه فأتى مخطئ فقال: هات ستة عشر درهما. فقال أنا إنسان مسكين لا شيء لي. فضربه و ضرب امرأته حتى أسقطت، و قطع ذنب حماره. فأتى حمال الخطايا فشكا إليه ما حلّ به من إسقاط امرأته وقطع ذنب حماره. فقال لأصحابه: انكحوا امرأته حتى تحبل، واعملوا على حماره حتى ينبت ذنبه، فخسف اللّه بها". (البلدان لابن الفقيه/239).
للحديث بقية سنتناول فيها ماء البصرة، يشربون ماءا عكرا، ويمجدون من أبقى مائهم عكرا، الفم الذي يشرب الماء العكر سيعاني من إسهال فموي، وخلل في التفكير.
نكرر: الكلام لا يشمل ثوار تشرين والوطنيين الأحرار، بل الكلام موجه للولائيين والغلاة والبصراويين الصفويين، وما أكثرهم في البصرة!
علي الكاش
881 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع