خالد محمد الجنابي
بتاريخ 28 / 5 / 1946 ، عقدت قمة أنشاص بالقاهرة وهي أول قمة لحكومات الدول العربية التي تأسست من خلالها جامعة الدول العربية ، وهي الأردن والسعودية وسوريا والعراق ولبنان ومصر واليمن , اكرر حكومات الدول العربية وكذلك جامعة حكومات الدول العربية ، فواقع الحال واضح للعيان من خلال ابتعاد الحكام العرب عن شعوبهم بمسافات لايمكن تقديرها مطلقا ، كذلك أنفرادهم بالقرار دون ألأخذ بعين الاعتبار رأي الشارع العربي.
قمة أنشاص قمة طارئة تم عقدها في تلك الفترة من أجل مناصرة القضية الفلسطينية ، تمكن القادة العرب خلالها من التأكيد على عروبة فلسطين.. والحق يقال أن الحكام العرب في كل قمة عربية يؤكدون على عروبة فلسطين ، فهل هناك أكبر من هذه المهزلة ؟ هل ان عروبة فلسطين تحتاج الى تأكيد ؟ هل هناك من يشك في عروبة فلسطين ؟ فلسطين عربية وتبقى عربية ولاتحتاج الى تأكيد ذلك من الحكام العرب.
في كل مؤتمرات القمم العربية يتنافخ الحكام العرب قبل انعقاد قمتهم ويقولون سنفعل وسنفعل وفي البيان الختامي نجدهم يؤكدون على عروبة فلسطين وفي بعض الاحيان يكونون اكثر شجاعة ويشجبون الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ، لم يتطرق الحكام العرب في مؤتمراتهم الى تحرير فلسطين ، لم يتطرق الحكام العرب عن ضرورة عودة اكثر من 6 مليون لاجىء فلسطيني الى وطنهم ، لم يتطرق الحكام العرب الى معاناة اكثر من 6 مليون فلسطيني في فلسطين يعانون الويل نتيجة الممارسات الاسرائيلية الوحشية تجاههم ، بل على العكس ساهم عدد من الحكام العرب في ضياع القضية الفلسطينية ، ناهيك عن زيارة العار التي قام بها انور السادات الى اسرائيل في 19/11/1977 وماتبعها من مقررات ضمن اتفاقية كامب ديفيد في 17/9/1978 ، علاوة على الزيارات السرية والعلنية التي قام بها عدد آخر من اصحاب القرار في الدول العربية.
أكثر من 67 عاما مرّت على قمة أنشاص والحكام العرب لازالوا يؤكدون على عروبة فلسطين ويشجبون ويستنكرون ويتنافخون لكن دون جدوى.
أكثر من 67 عاما والحكام العرب يتاجرون بالقضية الفلسطينية..
أكثر من 67 عاما وجامعة الدول البريطانية تتبادل الانخاب على روح القضية الفلسطينية
نعم جامعة الدول البريطانية وليس العربية لأن تأسيس الجامعة العربية كان مقترحا بريطانياً ومن ثم حظي بموافقة الحكومة البريطانية، بريطانيا ارادت من خلال موافقتها على تأسيس الجامعة العربية أن تجد منتدىً يلتقي فيه الحكام العرب في كل فترة وكان لها ما أرادت وفعلا الجامعة العربية منتدى يلتقي فيه الحكام العرب للتشاور في ما بينهم عن كيفية البقاء اطول فترة في كرسي الحكم دون الاكترات بمصير الشعب العربي ، القمم العربية قمم للمجاملة والنفاق السياسي ليس اكثر ، والجامعة العربية هي التي تمهد للمجاملات والنفاق السياسي ، القضية الفلسطينية ضاعت في اروقة مجلس الرعب ( الأمن ) الدولي بسبب الحكام العرب ، وكذلك ضاع حق الشعب الفلسطيني في الحياة الحرة الكريمة ، نتيجة التواطؤ العربي عليه..
أكثر من 67 عاما ولن تتمكن الجامعة التي تُعرَف بجامعة الدول العربية من حل القضية الفلسطينية ، فكم من الوقت ستحتاج تلك الجامعة من اجل حل مشكلة الشعب البحريني واليمني والليبي والسوري ؟ هل ستشجب تلك الجامعة ممارسات الحكام العرب تجاه شعوبهم ؟ أم ستخجل منهم وستصف شعوبهم بأنها شعوب ارهابية يجب ابادتها عن بكرة ابيها ؟ لك الله ياشعب فلسطين وهو حسبك في الحكام العرب ، لك الله ياشعب اليمن وليبيا وسوريا وسائر الشعوب التي ابتليت بحكام لاتأبه بشيء سوى البقاء في الحكم
أكثر من 67 عاما وفشل الحكام العرب يتراكم
أكثر من 67 عاما وفشل الجامعة العربية يتراكم
فهل ستخجل تلك الجامعة ذات يوم وتعلن انها جامعة لاتمثل العرب وانها وجدت لغرض الشجب والاستنكار وفي اصعب الاحوال ممكن لها ان تدين
أكثر من 67 عاما على قمة أنشاص والوضع العربي في حال يرثى له
ولانعلم الى أي هاوية ستقودنا الجامعة العربية ؟
كلمة اخيرة أود ان يتذكرها الحكام العرب
وهي أن فلسطين عربية وتبقى عربية عربية عربية
ولاتحتاج منكم الى تأكيد ذلك
1097 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع