عفية حضن لو وحدة وطنية

                                          

                     د.رافد علاء الخزاعي

اليوم فحصت مريضة تعاني من الالام متعددة في الجسد وارتفاع ضغط الدم الحاد وكان ضغطها مرتفعا جدا 190\110وهو ضغط مرتفع ويمكن ان يؤدي الى مضاعفات كثيرة لا تحمد عقباها..

وبعد اخذ التاريخ المرضي السريع والدوائي تبين انها غيرت علاجها نفسه ولكن بماركة اخرى يمكن ان تكون مغشوشة وما اكثر الغش الدوائي هذه الايام في وطننا العراقي وهو مثل الغش والتدليس السياسي في تخدير الشعب المهضوم المهم اعطيتها حبتان من ادوية الضغط الجديدة وقلت لها انتظري نصف ساعة لكي افحص ضغطك من جديد وبعد ساعة فحصت ضغطها الذي بداء بالانخفاض الى مستوى مقبول وهو 140\85 وبداءات من جديد باخذ تاريخها المرضي على الواسع ولكن الذي اثار استغرابي ان ارتفاع الضغط ليس بسبب طعام دسم او زيادة في الملح او اخذها ادوية المسكنة للمفاصل او شربها للدارسين ولكن للادوية المغشوشة وللضغط العصبي  من موتمر وثيقة الشرف اليوم وقلت لها وماعلاقة وثيقة الشرف بضغطك سيدتي.........

ضحكت وقالت دكتور انا الان ارملة الان واني امرأة تركمانية اصلي من كركوك وسبق لي ان تزوجت من  تزوجت ثلاثة من الرجال على التوالي   حيث تزوجت في بداية حياتي من ضابط شيعي من محافظة البصرة ورزقني الله منه ولد وقد استشهد في احدى المعارك في الحرب العراقية الايرانية في جبال كردستان وبعد سنتين من استشهاده تزوجت من مهندس نفط من محافظة صلاح الدين (سني) ورزقني منه بنت وولد تربوا مع ابني من زوجي الاول الضابط الشهيد البصري وقد استشهد في زوجي الثاني مهندس النفط اثناء عودته من عمله برصاص الجنود الامريكان وهو يقود سيارته على طريق تكريت كركوك لاقترابه من عجلتهم وقد اضطرتني الظروف الامنية  والاقتتال الهجرة الى اربيل مع اولادي الثلاثة وهنالك تعرفت على على مدرس كردي من اهل اربيل وتزوحت منه وقد شمل اولادي الثلاثة مع ولدي الذين رزقني الله من المدرس الكردي ولكن شاءات الاقدار ان يذهب زوجي لبغداد لقضاء بعض الاشغال التي تخص عائلته وهنالك استشهد ايضا في احدى التفجيرات الارهابية لابقى وحيدة مع اولادي الخمسة من ازواجي الثلاث ليسعهم حضني وهم يعيشون بمودة وسلام لاتفرقهم خلفيات اسلافهم المذهبية والقومية وهم ينهضون باحلامهم في سعادتي بتفوقهم العلمي واخوتهم وفي بيتي في الاعياد يجتمع اعمامهم واجدادهم واخوالهم وهم ينظرون لهم بشموخ ورفعة راس على اخوتهم التي لم تفرقها الطائفية والمذهبية والعنصرية كما فرقت ابناء الوطن الواحد وهي تبكي وتقول لي دكتور ان المواطنة الحقيقة لاتحتاج الى وثيقة شرف فكيف بوزراء وممثلي الشعب يوقعون على وثيقة الشرف هل هي مكملة الى برستيجهم الخاص او هو بحاجة من يقول لهم انتم شرفاء.......

قلت لها وانا انظر لها بشموخ عفية.....عفية.....حضن......لو وطن حقق الوحدة الوطنية

الدكتور رافد علاء الخزاعي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع