علي الكاش
الاعلام العراقي ببغاء في قفص ولاية الفقيه
قال الشاعر:
ألاَ ليت اللحَى كانت حشيشاً ... فنعلَفها دوابَ المسلمينا
(العيون الغامزة على خبايا الرامزة).
الأعلام بكل وسائله له أهمية كبيرة في حياة الشعوب، باعتباره البوصلة التي تحدد اتجاهات الرأي العام وتؤثر فيها بشكل مباشر، وقد يكون له دورا ايجابيا لأنه السلطة الرابعة التي تراقب إداء الحكومة والبرلمان وتشير الى مواطن الخلل في الإداء، وربما تساعد في تصويب الأخطاء، وقد يكون للإعلام دورا سلبيا عندما يطبل للحكومة، ويصبح بوقا للسياسيين وخطاباتهم الجوفاء، أي يوافق على أن يكون جحشا للحاكم يركبه، بعد ان يضع اللجام على عينيه، وهذه ظاهرة استفحلت في الدول المتخلفة والتي تخضع لحاكم مستبد.
الإعلام بشكل عام أما محلي (وطني)، أو عالمي ويدخل ضمنه الاعلام الاقليمي، وهناك تداخل بين النوعين من حيث نوع النشاط الذي يُمارس ومساحته، ولكن في العراق يوجد اعلام ثالث وهو الإعلام الممول من الخارج ويخدم أجندة اجنبية تعمل ضد مصالح الشعب العراقي، اعلام يخالف الدستور، وتحمية السلطات الثلاث، وهذه مفارقة لا توجد الا في العراق والدول الخاضعة لولاية الفقيه. فهناك العديد من القنوات التابعة للنظام الايراني تمارس نشاطها الإعلامي في العراق الجديد بعد عام 2003 تحت خيمة (اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية) ومقره ايران، وهو يمثل توجهات ولاية الفقيه ومحاولها ترسيخها في العراق، بموافقة ورعاية الحكومات الشيعية، مع ان غالبية الشعب العراقي لا تتابعه ولا تهتم به، بما فيهم شيعة العراق لأن مآربه باتت معروفة للجميع، ومصداقيته وصلت الى الحضيض، وبات قصده بائنا.
هذه القنوات العميلة يشرف عليها أمين عام هو (الشيخ علي كريمان) وهو من عناصر المخابرات الايرانية، ورئيس المجلس الأعلى للاتحاد هو ( مطر البكاء) عميل إيراني سافل، ومقر الإتحاد الرئيس في طهران، أسس عام 2007 ويضم حوالي (210) عضوا من عدة بلدان. يتألف من الجمعية العامة، الأمانة العامة، المجلس الأعلى واللجان الدائمة. ويقوم القسم الدولي بتمويل أكثر من (60) شبكة تلفزيونية تابعة له، إضافة إلى نحو 200 إذاعة جميعها تبث بلغات غير فارسية، يقوم بتمويل أكثر من (200) شبكة تلفزيونية، و(600) إذاعة دولية ومحلية، وأكثر من (5000) محطة إخبارية، ونحو (50) وكالة أنباء تنشر أخبارها بلغات غير الفارسية، في أرجاء العالم، ومعظمها يعمل من خارج إيران. ويعقد المجلس مؤتمره السنوي في طهران بحضور رؤساء هذا القنوات المشبوهة او من ينوب عنهم من عبيد ولاية الفقيه.
سبق ان التقوا بالقزم العميل (جوار ثورة تشرين عادل عبد المهدي رئيس الوزراء الاسبق) الذي أشاد بدور الإتحاد في نشر الحقيقة، والقضايا العادلة!! يبدو ان الطائفية وتشويه الحقائق وتمزيق الوحدة الوطنية يعتبرها عبد المهدي قضايا عادلة! لا غرابة في موقف عبد المهدي فالعميل والانتهازي يدافع عن مصالح أسياده، وهو على استعداد ان يلحس بصاقهم، ويتنسم بروائح اوراق حمامهم، العميل العراقي، هو الأفضل عمالة ما بين عملاء العالم، فولائه مطلق وعنيف، ولا يمكن أن يجاريه أحد في عمالته، ولا سيما عملاء ايران، فهم يحتلون مرتبة الصدارة، ومن الأحرى ادخالهم في موسوعة غينيز للأرقام القياسية في العمالة للأجنبي. ربما تجد في العالم عملاء بأعداد ما بين (10 ـ100) عميل، لكن في العراق هناك مئات الآلاف من العملاء، وغالبيتهم لا تدفع لهم ايران أجورا، النزعة الطائفية المتجذرة في عقولهم المتكلسة تقف وراء عمالتهم، انها ظاهرة شاذة لا يوجد لها مثيل مطلقا. ربما عملاء الإتحاد السوفيتي السابق من الأحزاب الشيوعية يزيدون عددا في جميع دول العالم عن عملاء العراق اليوم، لكن عملاء العراق اكثر تبعية وضراوة عن عملاء الإتحاد السوفيتي السابق. اما الأحزاب الشيوعية العراقية فهم نادرة غريبة، فقد تحولوا من عمالة الإتحاد السوفيتي السابق الى عملاء لإيران بعد الاحتلال، فقد تحالفوا مع أكثر العملاء لايران، وهو الزعيم الطائفي مقتدى الصدر(صاحب جيش المهدي الإرهابي)، الذي يحظى بدعم خاص لثلاث قنوات من قبل الإتحاد الايراني.
مهمات هذه القنوات الايرانية.
اولا: تنمية وإشاعة الأفكار الشعوبية، والطعن بالعرب ورفع قيمة العنصر الفارسي كمرتبة عليا.
ثانيا: تأجيج الروح الطائفية والنزعة العنصرية بين افراد الشعب العراقي.
ثالثا: منع التقارب من الحاضنة العربية والإساءة الى الدول العربية عموما، ودول الخليج العربي خصوصا.
رابعا: الإساءة الى الرموز الإسلامية، بالطبع رموز أهل السنة، والمغالاة في سير أئمة الشيعة، وتشويه وتزيف التأريخ الإسلامي بشكل عام من خلال الروايات الكاذبة المنسوبة لأئمتهم.
خامسا: تمجيد النظام الإيراني ورموزه، وتهويل قوته والمغالاة فيها على الرغم من ضعفه الذي توضح بعد اغتيال المقبور الجنرال سليماني، والعمل على تلميع صورته، واعتبار ولاية الفقيه هي الممثل الصحيح للإسلام، مع ان الشيعة هي اقلية لا تزيد عن 10% من مجموع المسلمين، لذلك تجدهم يتحدثون بالمليونية، كزيارات عاشوراء المليونية، والتظاهرات المليونية، تعبيرا عن عقدة النقص التي تلازمهم منذ تولي علي بن ابي طالب الخلافة ولحد اليوم.
سادسا: الترويج للطقوس والمعتقدات الشيعية كأحياء عاشوراء والغدير وفرحة الزهرة وتغطية زيارة الأربعين، وركضة طويريج، والمزارات المزورة وغيرها. فقد بلغت المواكب الإيرانية القادمة الى كربلاء (2000) تبخرت معظمها، وتحول الزوار الى مستوطنين عراقيين وعمال ومتسولين، ومعظمهم انضم الى الميليشيات الشيعية وارسل بعضهم الى سوريا، بعد ان تدربوا في مدينة جرف الصخر (اكبر قاعدة إيرانية في العراق)، ومنهم نسبة غير قليلة تعمل في تجارة المخدرات والأعضاء البشرية، وقد ذكر احد ضباط نقطة التفتيش الحدودية (معبر زرباطبة) ان احد الزوار الإيرانيين (يسمونه حاج) كان يحمل نسخة كبيرة من القرآن الكريم، فساوره الشك، وبعد ان فتحه، وجده مجوفا من الداخل وتم ملأه بالمخدرات. وعندما انصل بقائده، اخبر الأخير ان يتستر على الفضيحة ويترك الحاج لشأنه مع مخدراته، لعلها لاستخدامه الشخصي!!
سابعا: الإساءة الى الحركات الوطنية ورموزها، وتشوية التظاهرات الوطنية والزعم بأنها ممولة من دول الاستكبار العالمي والشيطان الأكبر.
ثامنا: تنفيذ توجيهات الحرس الثوري، وتقديم المعلومات للمخابرات الايرانية الموجودة في العراق بأغطية مختلفة، رجال دين، وسائل اعلام، منظمات إنسانية، بنوك، شركان تجارية، اتحادات إنسانية وغيرها.
تاسعا: نشر الشائعات بين الشعب العراقي، وتمرير ما يزيد من الفتنة والشقاق، وبث السموم الطائفية، وتلميع صورة العملاء.
القنوات العراقية التي ترضع من ثدي ولاية الفقيه:
ـ قناة العهد. ميليشيا عصائب أهل الحق.
ـ قناة العهد 2. ميليشيا عصائب أهل الحق.
ـ قناة الغدير. ميليشيا بدر.
ـ قناة الأيام. المجلس الاسلامي الأعلى.
ـ قناة النجباء. ميليشيا النجباء.
ـ قناة الولاء. ميليشيا الخراساني.
ـ قناة حشدنا. ميليشيا الحشد الشعبي، يستلمها فالح الفياض.
ـ قناة الموقف. ميليشيا سيد الشهداء.
ـ قناة النعيم. حزب الفضيلة.
ـ قناة المنهج. ميليشيا سريا السلام.، العائدة لمقتدى الصدر.
ـ قناة الطيف. ميليشيا سرايا السلام.
ـ قناة الشذرات. ميليشيا السلام.
ـ قناة الأضواء. ميليشيا السلام.
ـ قناة الفرات. تيار الحكمة لعمار الحكيم.
ـ قناة الإباء. ميليشيا حزب الله العراقي.
ـ قناة الاتجاه. ميليشيا حزب الله العراقي.
ـ قناة آفاق. حزب الدعوة جناح مختار العصر نوري المالكي.
ـ قناة بلادي. للمخبول إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء الاسبق.
ـ قناة المسار. التابعة لحزب الدعوة/ تنظيم الداخل.
ـ قناة المسار 1. التابعة لحزب الدعوة/ تنظيم العراق.
ـ قناة الطليعة. للمرجع الشيعي محمد تقي الدين المدرسي
ـ قناة السلام. المرجع الشيعي حسين الصدر
ـ قناة آسيا. المؤتمر الوطني جماعة العميل المزدوج (امريكي ـ ايراني) المقبور احمد الجلبي.
ـ قناة الحدث. عبد اللطيف الهميم. رئيس الوقف السني المتشيع (من أتباع الخامنئي)
ـ قناة البينة. المؤتمر الوطني الشيعي.
ـ قناة الإمام الغائب. ميليشيا الامام الغائب تعود الى ذو الفقار الدايني.
ـ قناة أهل البيت. المرجع هادي المدرسي.
ـ قناة كربلاء. تابعة للعتبة العباسية.
ـ قناة (آي نيوز) للعميل الإيراني عبد الأمير العبودي، من ابرز المدافعين عن النظام الايراني.
ـ (11) محطة إذاعية. منها ثأر، ميسان، الحشد، الوعد.
هناك من يزعم ان مؤسس جيش المهدي الإرهابي لا يرتبط بإيران، وهو انسان وطني، لكن الماء يُكذب الغطاس، قنواته مرتبطة بإيران كما لاحظنا، ومرجعه الحائري وهو من اتباع الولي الفقيه، والصدر ينفذ اجندة سيده الخامنئي، وزعماء اهل السنة المستحمرون يتحالفون معه!!!
الحقية المرة في الاعلام العراقي
جميع اصحاب هذه القنوات لهم نواب في البرلمان، ويسيطرون على المناصب الأمنية والوزارات في العراق علاوة على نفوذهم الكبير في القضاء منهم قاضي القضاة الولائي فائق زيدان (لديه شهادة دكتوراة مزورة من بيروت) والعميل الولائي جاسم المعموري رئيس المحكمة الاتحادية العليا، فماذا ترتجي من العراق، سيما بعد أن أجهضوا انتفاضة تشرين بقوة السلاح؟ وهل ثمة أمل في الإصلاح؟ ومن يقوم بالإصلاح، مقتدى الصدر الذي يتبجح بالإصلاح ووزرائه من أكبر الفاسدين في الحكومة، وهو لا يقل فسادا عنهم، قبل انسحاب تياره من الانتخابات الأخيرة كان شريكا للأحزاب الفاسدة، وأصبح من أكبر الأثرياء، وجميع المليشيات العراقية (67 ميليشيا) فقست تحت عباءة مقتدى الصدر وجيشه الإرهابي (جيش المهدي). التيار الصدري الذي يعتبره البعض تيار وطني هو الأكثر استفادة من اتحاد الإذاعات الإسلامية، فلا عجب!
اتحاد اللاذعات الاسلامية أشبه بصباغ الأحذية يلمع لنا ذيول ايران لكن دون جدوى، فقد كثرت الشقوق وما عادت الرُقع تنفع. وإذا اضفنا الى عمالة اتحاد الإذاعات عمالة اخرى مشرعة قانونا ومتمثلة بشبكة الأعلام العراقي عرفنا ان السلطة الرابعة تخضع الى النفوذ الإيراني بشكل مطلق، شأنها شأن بقية السلطات الثلاث.
قدم الاعلامي اللامع (محمد سيد محسن) في برنامج السابق المعروف (البوصلة) تقريرا مفصلا وايضاحات عن هذا الإتحاد الايراني الطائفي وذيوله من القنوات العراقية، وفضح دورة المشبوه في تعبئة الشعب العراق بما يتفق والرؤية الإيرانية للعراق كولاية تابعة لها، والعمل على ضرب المصالح الوطنية، والتشهير بالمتظاهرين السلميين، والدفاع عن النظام الايراني باستماته، علاوة على تنمية النفس الطائفي، وإثارة الفتنة بين شرائح الشعب العراقي. وهناك مُنح ورواتب شهرية لأصحاب الأفواه المبوقة، والأقلام المأجورة، وابرز رموز العمالة في العراق (عبد الأمير العبودي، هاشم الكندي، عبد الكريم خلف، نجاح محمد علي، عدنان السراج، محمد البصري، احمد عبد السادة، حيدر البرزنجي، عباس العرداوي) هؤلاء جميعا ابواق مأجورة للولي الفقيه.
علاوة على الخلية الاعلامية المرتبطة بالحرس الثوري الايراني التي كشف عنها الشهيد هشام الهاشمي، والذي دفع حياته ثمنا لها ـ أطلق سراح قاتله الملازم شرطة الكناني(من عناصر كتائب حزب الله العراقي) على الرغم من اعترافه بجريمته، وانه تسلم فتوى من الخامنئي، والجريمة موثقة في أفلام اطلع الجميع عليها، فقد تبين ان الاعتراف لا قيمة له وليس سيد الأدلة كما افتونا. كشف المرحوم الهاشمي إن رئيس الخلية هو آغا شاهيني (إيراني الجنسية) ومساعده قاسم قصير (لبناني الجنسية)، مضيفا أسماء المحررين وهم (نجاح محمد علي، عبد الأمير العبودي، مازن عبد الهادي الزيدي، عباس العرداوي). وأرسل الشهيد الهاشمي أسماء فريق الخلية وهم (أحمد عبد السادة، علي المطيري، مهند العقابي، مازن الزيدي، محمد الخزاعي، أحمد هاتف، علي مراد الأسدي، أسعد البصري، باسم الماجدي، علي فضل الله، جاسم الغرابي، حيدر البرزنجي، واثق الجابري وأمير القريشي) الى وزير الداخلية، فكان فيها حتفه.
ربما يظن البعض ان ايران هي التي تمول اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية ماديا، ولكن هذا غير صحيح مطلقا، فالمال عراقي 100%، حيث تسيطر الميليشيات العراقية على المنافذ الحدودية وتهرب النفط الخام الى ايران وتركيا علاوة على البنوك الايرانية بواجهات عراقية وهي المستفيد من نافذة بيع العملة (مزاد العملة) في البنك المركزي العراقي الذي يخضع لايران ويرأسه علي العلاق، قيادي في حزب الدعوة العميل، فالدورة المالية للاتحاد، مال عراقي بحت من الميليشيات الولائية عبر القنوات التي أشرنا اليها ـ يدخل في حساب الحرس الثوري الايراني ـ يرسل جزء من هذا المال العراقي الى اتحاد الإذاعات الإسلامية ـ و يقوم الإتحاد بتوزيع جزء منه على القنوات العراقية التابعة له.
أما موضوع السيادة، فمن المضحك جدا ان تتحدث عن اربعة أشياء في العراق، السيادة الوطنية، هيبة الدولة، حيادية القضاء، نزاهة الجيش والقوات الأمنية.
الخاتمة
قال سَّرِيَّ السقطي" لِسانُك َترْجُمانُ قَلْبك؛ ووَجْهُكَ مرآةُ قلبك؛ يَتَبَيَّنُ على الوَجْهِ ما تُضْمِرُ القُلوب ". (طبقات الصوفية/32)
ان حقيقة ما يحدث في العراق من قمع واضطهاد وسرقات وجرائم وإرهاب وتدخل إيراني سافر في الشؤون الداخلية لا يعرفها الا العراقيون، لأن الاعلام العراقي الخاضع للأحزاب الحاكمة، لا ينقل صورة حقيقة عما يحدث في الداخل، وهذا ما يقال عن الاعلام العربي والأجنبي، فكلاهما يحذو حذو النعل بالنعل. الحقيقة المؤلمة ( لقد ثبت ان غالبية السياسيين العراقيين هم من خريجي كلية (قلة الآداب/ فرع لغة الغيرة سزيه).
علي الكاش
1289 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع