علي الزاغيني
يا لايم لاتلوم الروح خلها
وعساها تموت عكب فراك اهلها
روحي بفركتك يزاغنية يذبل وردها
شمس انت تنورين دروبي
اخاف تطول غيبتي ولا راج
الوصل شيفيد لو تدني المنية
صرت اكتب شعر وابكي الفراك
وحبر القلم يزاغنية يبجي عليه(1)
وانا اتصفح كتاب ( زاغنية جدل الحياة والموت ) لمؤلفه الاستاذ حكمت السعدي عادت الى ذاكرتي ذكريات مضت من تاريخ هذه القرية الجميلة واهلها الطيبون وذكريات طفولتي وايام الشباب واصدقاء لازالوا في ذاكرة القلب واخرون امتدت اليهم يد الغدر لينظموا لقافلة شهداء القرية التي اصبحت مثلا للفداء والبطولة والتضحية لايمكن للتاريخ ان يمضي دون يسجل احداثها بكل الم وحزن لانها بكل فخر تستحق ذلك .
زاغنية اليوم تندب كل ذلك الماضي الجميل , فقد تعاظم شعور اهلها بالغربة ووجمت الوجوه , وكانك وانت تمضي في ازقتها ودرابينها لاتسمع سوى صوت الناي الحزين الذي تنهمل على انغامه الدموع ... اغلقت كل الابواب وعم السكون المخيف , ولحظات كابوسية تمر وتغتال تلك الطمانينة التي تسكن القلوب في رمضان الذي حل حزينا مشحونا بالالم نهاية عام 2006 لتبدا رحلة العنف والتهجير .(2)
الكتاب من الحجم المتوسط ويحتوي على 200 صفحة وصورة الغلاف من تصميم المؤلف .
الاهداء
الى الشهداء والابرياء والمظلومين
الى الذين حفظوا العهد ولم يخونوا امانة الانتماء الى زاغنية
الى كل من تشبث بارضه ودافع عن دينه وعقيدته
الى من اعاد صنع التاريخ
الى كل شرفاء وكرماء ووجهاء زاغنية
الى الكاظمين صبرهم
في حقيقة الامر ليس من السهل ان تجمع معلومات كبيرة وحقيقية في مثل هذه الظروف الصعبة وليس من السهل ان تصدق كل رواية تسمعها قد تكون مشوهة او مبالغ بها لذا نجد المؤلف الاستاذ السعدي بذل جهودا كبيرة في جمع هذه الاحداث وخصوصا بعد الاحداث الطائفية التي عصفت بالوطن وبالتاكيد زاغنية لها نصيب من هذا الاعمال الطائفية رغم انه ربما لم يستطيع ان يسجل كل الاحداث لانه لم يستطيع الحصول لاسباب قد تكون خارج ارادته .
تطرق السعدي في كتابه الى تاريخ زاغينة وموقعها الجغرافي على نهر ديالى وما يضيف هذا النهر اليها , وكذلك تطرق الى مرقد الامام عبدالله ( ابو نجم ) احد احفاد الامام موسى بن جعفر (ع) واسبابه دفنه في هذه القرية وكيف اصبح مزارا لجميع لما عرف لها الامام من كرامات .
اصل تسمية زاغينة
ذكر المؤلف السعدي في كتابه ثلاث روايات لتسمية زاغينة بهذا الاسم
الرواية الاولى : - احد قضاة الدولة العباسية ( عبد الرحمن بن عبدالله بن محمد الزاغيني) كان استصحب معه بضعة رجال بنوا بيتوا حول مرقد الامام ابو نجم (ع) وكما اتخذ القاضي مكان يمارس فيه عمله كقاضي ولكن مع مرور الزمن لم يبقى سوى مرقد الامام ابو نجم وتهدمت البيوت , وكانت تمر القوافل التي تمر بذلك المكان تطلق عليه ( الزاغيني ) نسبة الى القاضي العباسي , وقد ذكره الرحالة ابن بطوطة على ان هذا المكان يشبه الربوة ويطل على نهر ديالى .
لاتزال في قرية اثار تل يسمى تل الرحمن ولكن لا اعلم ماذا حل به بعد هذه الاحداث وهل اندثر هو الاخر .
الرواية الثانية :- ان فتاة تركية قد سكنت المنطقة وكان اسمها ( زاكونية ) او (زاغونية) وقد مكثت بالقرية فترة طويلة وعندما اصبحت عجوزا كان لها شان كبير لدى الاتراك وكان يراجعونها كثيرا لكونها عالمة باشياء كثيرة لذا كان عندما يسال الاتراك بعضهم بعض اين تذهب يقول انه ذاهب الى ( زاغونية ) .
الرواية الثالثة : - كثرة حقول الحنظة والشعير وخضرة الارض كانت السبب بتواجد اسراب الطيور واشهرها ( الزاغ ) التي لاتاكل الا اطيب انواع الحبوب والحنطة والشعير .
تغير الاسم شئيا من الزاغ او اسم القاضي العباسي الزاغيني والمراة التركية زاغونية ومع مرور الزمن اصبح اسمها زاغنية .
تحدث الاستاذ حكمت عن تاريخ زاغنية في العهد العثماني وما كانت تعانيه من ظلم وعبودية وفقر ومرض وجهل بسب المعاملة السيئة من قبل العثمانيين وكذلك تطرق الى تاريخ زاغنية في فترة الحكم البريطاني وسيطرتهم على القرية ومشا ركة ابناء القرية في مقاومة الانكليز وقد منح الانكليز السيد ( حبيب نجيب العيدروسي ) زاغنية لتكون ملكا خاصا له وقد اتخذ بيتا يطل على نهر ديالى كان يسمى القلعة.
ذكر الاستاذ حكمت الاحداث التي رافقت تاريخ زاغنية ولاسيما الفيضانات التي كان لها تاثير كبير في نفوس الفلاحين لكثرة الامطار وعدم اقامة السدود.
( من الجدير بالذكر انه خلال فترة الاحتلال العثماني والبريطاني للعراق لم يتم بناء اي مدرسة في زاغنية وكان ابنائها يذهبون للدراسة في القرى المجاورة او قضاء بعقوبة )
وتطرق المؤلف الى واقع زاغنية مابعد ثورة 14 تموز وكذلك مابعد عام 1968
وما تلاها من احداث وتطور القرية من كافة نواحي الخدمات ولم ينسى المؤلف ما مرت به زاغنية خلال الحروب التي عصفت بالعراق نتيجة السياسة الرعناء لحكام العراق انذاك.
وقد منح الاستاذ حكمت جزء كبير من الكتاب للفترة ما بعد سنة 2003 والاحداث التي جرت خلال هذه السنة وبعدها ومارفقها من خراب ودمار لحق بزاغنية
والفتنة التي اصابتها كباقي اجزاء الوطن , وكيف تعرض ابناء زاغنية( الشيعة ) للتهجير على يد مجموعات ارهابية حاولت ان تجعل منها بؤرة للدم والخراب , وكيف اتحد ابنائها للتصدي لها .
ملاحظات على هامش الكتاب
1. لقد بذل المؤلف الاستاذ حكمت السعدي جهودا كبيرة من اجل ان يوثق للتاريخ كل الاحداث التي حدث في زاغنية وخصوصا مابعد عام2003 .
2. لقد طبع الكتاب على نفقته الشخصية وهذه تضحية كبيرة منه دون ان يجد اي دعم من قبل اي جهة , واتمنى من دور الطباعة ان تسهم في طباعة وتوزيع الكتاب .
3. للاسف اهمل الكاتب ضحايا النظام السابق الذين اعدموا في ثمانيات القرن الماضي وهذا جزء مهم من تاريخ زاغنية وعلى الاجيال القادمة ان لاتنسى هؤلاء الشهداء المظلومين .
وهم على ما اعتقد ثلاث
( المحامي الملازم اول /ستار رحيم عبد علي الربيعي ) 1981
( جندي مكلف/ فاضل عبدالرضا خلف العزاوي) 1987
(جندي مكلف / جاسم مانع عناد الربيعي) 1987
4. وجود الكثير من الاخطاء النحوية والاملائية اتمنى ان يتجازوها في الطبعة الثانية .
5. ذكر جميع الشهداء الذين اغتالتهم يد الارهاب الجبانة .
اوجه الشكر والثناء للاستاذ والصديق حكمت السعدي لجهوده الكبيرة واتمنى ان يكون الكتاب بصورة افضل بعد اعادة طبعه مرة اخرى وان يكون ككتاب (كوابيس بيروت ) لغادة السمان اثناء الحرب الاهلية 1976, وكذلك قرية ( غورنيكا الاسبانية ) وستالينغراد الروسية التي صمدت امام مدافع الالمان .
كتبنا بحروف مزجت بلون الدم عن زاغنية التي عاشت و لاتزال حرب النيران والصور البشعة والذبح والتمزيق لايمكن لاي كاتب ان يوصفها ما لم يعيش تلك الاحداث ويرافق دموعها وصرخات الاطفال والامهات .
واخيرا اقول ...هل ستعود زاغنية كما كانت في زمنها الجميل ........؟؟
علي الزاغيني
(1-2) كتاب زاغنية الصغيرة جدل الحياة والموت
1139 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع