كوردستان الملاذ الآمن

                               

                د. أكرم عبدالرزاق المشهداني

أول مرة سمعنا بمصطلح "الملاذ الآمن" كانت عقب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وباقي الحلفاء على العراق عام 1991 بذريعة تحرير الكويت...

وبعدها حصلت أحداث آذار 1991 في عدد من المحافظات، ومن ثم دخول قوات الجيش والحرس الجمهوري لتحرير المحافظات وادت العمليات الى هروب اعداد من المحافظات الجنوبية باتجاه السعودية وايران اما من المحافظات الشمالية فقد كان التوجه نحو الحدود التركية، فصدر قرار من مجلس الامن بفرض منطقة ملاذ آمن للعوائل التي فرت من محافظاتها الشمالية، تحت حماية قوات التحالف
واستقرت الاحوال لاخوتنا الكورد وبنوا كيانهم الخاص كوردستان العراق وحققوا طفرات واسعة في الامن والنظام والتنمية والاعظم من كل ذلك في المصالحة الوطنية الحقيقية وتعزيز مبادئ وقيم العدالة الانتقالية والتصالح الوطني وطي خلافات الماضي وهكذا وجدنا حكومة كوردستان تستقبل الالاف من العراقيين الكورد ممن كانوا هاربين من كوردستان لاسباب شخصية او حزبية او سياسية او غيرها... وفتحت ابوابها لهم للاندماج في المجتمع ونسيان كل عقد ومشاكل الماضي وفتح صفحات جديدة من التعايش والحوار والاسهام المشترك في بناء وتنمية كوردستان حتى صارت نموذجا في البناء والتنمية والامن والتماسك الاجتماعي
الامر الاخر الذي اجد انه من الضرورة اعلان التقدير العالي والامتنان من قيادة كوردستان وحكومتها في توفير أجواء ((الملاذ الآمن)) لعشرات الألوف من العراقيين، سواء من لجأوا الى كوردستان العراق منذ الأيام الأولى للغزو الأمريكي، أو من لجأوا الى كوردستان بعد أن ساءت الأوضاع الأمنية في سوريا ومصر وليبيا وغيرهما فاستقبلت محافظات كوردستان الالاف من الضباط العراقيين والمسؤولين السابقين وكل من كان يستشعر عدم الأمان فوفرت سلطات الأقليم لهم الأمن والأمان وسبل العيش السليم بعيدا عن تهديدات الميليشيات واعمال التصفيات الجسدية والملاحقات الظالمة كما جرى في محافظات عديدة من العراق، وفي الوقت الذي أعترف أن هناك ملاحظات لدينا على مواقف وسياسات الاخوة في كوردستان الا ان الحق يجب ان يقال وكلمة الحق يجب ان تسود دون تردد ولا خوف ولا وجل، فقد وقفت قيادة اقليم كوردستان موقفا عراقيا وطنيا انسانيا يسجل لها في احتضان المظلومين والمغدورين والمشردين والمهجرين، من ابناء بغداد وسائر محافظات العراق..وانا اعرف المئات من العراقيين ممن لجاوا الى كوردستان ووفر لهم الاقليم الحماية والامان وهو امر يفخر به كل عراقي شريف ويستوجب منا قول كلمة الحق ... وتوجيه الشكر والتقدير الى فخامة رئيس الاقليم الأخ مسعود البارزاني الذي سجل بموقفه هذا موقفا عراقيا وطنيا وانسانياً يستحق التقدير والأعجاب والإشادة...حيث ادى هذا الاجراء الى ضمان امن وسلامة الالاف من العوائل المشردة والمهجرة والتي وجدت في كوردستان واهلها الملاذ الآمن الذي حرمت منه وجعلت الالاف من العراقيين يشعرون انهم مازالوا في وطنهم لم يغادروه...تحية لكاكة مسعود على هذا الموقف الوطني الصحيح.. ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله
شكرا كاك مسعود

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

594 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع