في رثاء المرحوم عبدالخالق عبدالعزيز مسيرة ٤٥عاما في خدمة الوطن

أكرم عبدالرزاق المشهداني

في رثاء المرحوم عبدالخالق عبدالعزيز مسيرة ٤٥عاما في خدمة الوطن

بالأمس حملت لنا الأخبار الأليمة من بغداد، وفاة (الباشا) اللواء عبدالخالق عبدالعزيز سعيد القزاز (1934-2024) اثر مرض عضال، واللواء (ابو مازن) شغل منصب مدير الشرطة العام من 20/1/1977 لغاية 20/9/1984، وتكاد تكون هي الفترة الاطول لشاغل منصب مدير الشرطة العام ولا ينافسه فيها الا (الحاج محمد سليم) صاحب الرقم القياسي في المنصب (من 17/6/1923 الى 9/4/1931 اي سبعة اعوام وعشرة اشهر ونصف) وياتي اللواء عبدالخالق عبدالعزيز في المرتبة الثانية بمدة (سبع سنوات وثمانية اشهر) ويأتي بالتسلسل (27) بين مدراء الشرطة العامين من 1922 الى 2003 والذي كان أولهم نوري السعيد.

(السيد العام) هكذا كنا نطلق على من يشغل منصب مدير الشرطة العام، منذ تأسيس شرطة العراق 1922 حتى عام احتلال العراق 2003 حيث تم الغاء منصب (مدير الشرطة العام) والاستعاضة عنه بمنصب وكيل وزارة الداخلية.
ولد اللواء أبو مازن في مدينة الموصل سنة ١٩٣٤ ودخل الدراسة الابتدائية في (مدرسة القحطانية الابتدائية) في الموصل، ثم اكمل الدراسة المتوسطة في (متوسطة الحدباء) في الموصل، ثم اكمل الدراسة الاعدادية في (اعدادية الموصل)، وتخرج منها حاملاً شهادة الدراسة الثانوية التي أهلته للقبول في كلية الشرطة.
حيث دخل كلية الشرطة سنة ١٩٥٢ (الدورة السابعة) وتخرج منها سنة ١٩٥٥ وكان اول عمل له بعد التخرج الاشتغال في امرية القوة السيارة في بغداد، ومن ثم نقل الى مكتب الاحصاء في مقر مديرية الشرطة العامة في بغداد، ثم نقل الى مديرية شرطة الموصل للعمل كضابط احصاء المديرية.
وبعد قيام ثورة ١٤ تموز تم نقله الى شرطة النجدة في بغداد، وكان مديرها حينها المقدم فاضل عبدالحميد السامرائي. وفي عام 1961 اعيد تكليفه للعمل في القوة السيار في مانكيش وتعرض للاسر في حوادث الشمال واطلق سراحه عام 1962. وفي عام 1963 عيّن مديراً لشرطة لواء الناصرية عندما كان برتبة رائد في ذات السنة، ثم نقل الى مديرية نجدة قاطع الكرخ في سنة ١٩٦٦ كآمر لها (برتبة مقدم) ثم مديرا لشرطة الكاظمية لغاية 17 تموز 1968 حيث تم تعيينه معاوناً لمدير الأمن العام (برتبة عقيد) سنة ١٩٦٩ وبعد مقتل ناظم كزار عين مديراً للامن العام من سنة ١٩٧٤ برتبة عميد لغاية مطلع سنة ١٩٧٧ حيث تم تعيينه مديراً عاماً للشرطة برتبة (لواء شرطة).
خمسة واربعون عاما امضاها ابو مازن في الشرطة، كانت مسيرة حافلة بالعطاء، وبخاصة في ادارته للشرطة العراقية على مدى ثمان سنوات تقريبا ومن اهم الانجازات التي تحققت في وقته:
اصدار قانون الخدمة والتقاعد لقوى الامن الداخلي رقم (1) لسنة 1978 الذي تضمن تحسينا لظروف عمل رجال الشرطة وزيادة رواتبهم.
اهتم السيد اللواء عبدالخالق عبدالعزيز بتطوير جهاز الشرطة العراقية من كافة الجوانب، وتم استيراد اعداد كبيرة من الاجهزة والمعدات الشرطية والمركبات التي تحتاجها ادارات الشرطة ومن مختلف المناشئ العالمية.
كما اهتم سيادته بالجانب العلمي في الجهاز من خلال العمل على تطوير كلية الشرطة وتحديثها وتاسيس متحف الشرطة وقسم المختبر الجنائي في الكلية لتعليم الطلبة.
كما اهتم سيادته بحركة البحث العلمي وامر بتاسيس (مركز البحوث والدراسات) لمناقشة وبحث المشكلات الجنائية والقانونية والادارية والظواهر الاجتماعية وتمكن هذا المركز من عقد العديد من الحلقات الدراسية العلمية في مختلف الامور القانونية والجنائية والشرطية.
ومن المنجزات التي تحققت في وقته ايضا بناية مقر مديرية الشرطة العامة التي تعد من ابرز الانجازات التي تحققت للشرطة العراقية.
في عام ١٩٩١ تم تعيينه محافظا لكربلاء وبقي في هذا المنصب لغاية سنة ١٩٩٦ وقد كسب السيد المحافظ خلال هذه الفترة محبة وتقدير واعتزاز ابناء المحافظة المقدسة نتيجة عدالته في العمل والتعامل واهتمامه بتطوير المدينة، وما زال أبناء محافظة كربلاء المقدسة يذكرون بالاعتزاز فترة ادارة السيد اللواء لمحافظتهم والجهود التي بذلها من أجلهم.
وفي عام 1996 تم اعادة السيد اللواء عبدالخالق عبدالعزيز الى وزارة الداخلية بمنصب وكيل وزارة الداخلية للإدارة العامة وبقي لما يقارب سنة واحدة في هذا المنصب ثم احيل بعدها على التقاعد لبلوغه السن القانونية، بعد خدمة جليلة في جهاز الشرطة امتدت ما بين عامي 1952 و 1997 بعد خدمة امدها (45) عاماً في خدمة العراق.
رحم الله السيد العام ابا مازن..

صورة من زيارة المرحوم الرئيس أحمد حسن البكر الى الروضة الكاظمية عام ١٩٦٨ ويبدو إلى يساره مقدم الشرطة عبدالخالق عبدالعزيز مدير شرطة الكاظمية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الطرب الأصيل

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1230 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع