العجمي اذا استعرب

                                  

                                كاتب عراقي

مثل مشهور متداول في النجف , اي نجف انها نجف الامام علي (عليه السلام) وحاضنة جسده الطاهر, يردد دائما حيث ينص " اياك ولدغت العقرب, والعجمي اذا استعرب"

بالرغم ان الامثال تضرب ولاتقاس, لكن من المعلوم في فن الامثال ان لكل مثل قصة نابعة من حيثيات واقعية عاشها من كان له السبق في ضرب المثل وجعله نموذجا لوصف حالة معينة يستعيرها الناس للدلالة عن امر ما سواء كان جيدا ام سيئا.

قبل الدخول في من يشملهم الشطر الثاني من المثل الخالد الذي يردده دوما ابناء النجف العرب الاصلاء.

اود التطرق الى مقدمة او مدخل يثبت لنا بعض من حيثيات معاناة اهلنا في النجف من حالتين او امرين خطرين ادى الى اطلاق هذا المثل ,الا هما العقرب والعجمي .

من المعلوم ان النجف الاشرف تقع في منطقة صحراوية وغالبا ما تكثر به العقارب الصفراء الشديدة السمية , ونتيجة لهذه الضروف البيئية فقد اعتمد اهل النجف على السراديب في البيوت لتقيهم حر الصيف الاهث وقد تكون هذه السراديب ملاذا للعقارب , ولما تشكله هذه العقارب من خطر على حياة الانسان فقد حذر المثل من لدغتها كونها قد تسبب الموت , في نفس الوقت عمل صانع المثل "العجمي اذا استعرب" ليربطه و يجعلة الشطر الثاني من هذا القول , ولهذا دلالات اهمها , ان الشطرين قد يعتبرون من نفس الجنس في درجة الخطورة حيث يشكل العقرب خطرا يهدد حياة الانسان وكذلك العجمي اذا ما استعرب.

وقد يتجلى سلوك استعراب العجمي , في ادعائه انه عربي وغالبا ما يتخذ اسما عربيا اويلصق نسبه بنسب احدى عوائل السادة ال البيت,او العشائر العربية الكبيرة او قد يتمسك بلقبه اذا كان يدل على ثراء او علم, وبالرغم من مرور كثير من الاعاجم الاغراب على ارض النجف للزيارة او الدراسة او التجارة لكن المثل خص بالذين من اصول "ايرانية" وليس غيرهم كالهنود او الافغان او من الباكستان.

ان التحذير منهم جاء على اثر معانات اهل النجف منهم لتمكن الكثير منهم من العيش والاقامة في النجف , حيث امتازوا بمميزات غريبة عن خلق وطباع الشعب العربي وخصوصا في النجف حيث قدرتهم عاى الغدر ونكثت العهود وعدم الامانة واللؤم .

في عراق ما بعد الاحتلال , ظهر للعيان وفي جميع مجالات الحياة اناس اعاجم استعربوا وقد تسلموا المناصب الكبيرة ومنهم من يشارك بقوة في اصدارالقرارالسياسي او القرار الامني او في ادارة ملف التعليم العالي او التمثيل الدبلوماسي.

هؤلاء الذين استعربوا يتصفون بمواصفات غريبة حقا عن طبيعة وخلق المجتمع العراقي حيث التسامح والالفه ومد يد العون. صفاتهم تتجلى في حقدهم على كل عراقي ومحاولاتهم لاقتلاعه من العراق سواء بالقتل او التهميش والاقصاء.

وبالرغم من عيشهم المشترك مع العراقيين في مختلف انحاء العراق من شماله مرورا بوسطه وصولا الى جنوبه , الا انهم يعانون من عقدة النقص والحقد على كل عربي وعراقي .

ان اخطر شيئ ينتج عنهم ,انهم يتبؤون الان المناصب التي من طبيعة عملها التعامل مع كافة العراقيين فكيف سيتعامل الصفوي سفير العراق في واشنطن مع الجالية العراقية واذا هو يبادئ في الانتقام من موظفيه وقد تواترت الاخبارعن قيامه بفصل سائق السفارة الفلبيني" الغير مسلم " لان اسمه عمر, اه ياعمر كم شكلت عقدا في نفوس هؤلاء ولاكثر من الف وثلاثمائة عام.

كاتب عراقي مو عجمي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1170 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع