د.عبد يونس لافي
من رسائل مملكة ماري في الحرب والسلام
الرسالة الرابعة
أعرضُ هنا الرسالةَ الرابعةَ،
التي ستكون مسكَ الختام،
فيما ورد من رسائلِ
مملكةِ ماري في الحربِ والسلام.
فيها نلتقي بالملكِ
شَمشي - أدو (Šamši-Addu)،
ملكِ بلادِ ماري وآشور.
في هذه الرسالة،
يُصدِرُ الملكُ أوامرَ عسكريةً،
لابْنِهِ يَسمَخ – أددو (Yasmaḫ - Addu)
كي يتابعَ على عجل،
ما آلَ إليه النُّحاسُ الذي أراده سلاحًا،
يستعمله ضدَّ أعدائِه.
النُّحاسُ كان قد أُرسِلَ الى ماري
لهذه الغايةِ، والآن عليه
مسؤوليةُ إحضارِ هذا السلاح،
وجعلُه تحت تصرُّفِ الجيش.
يتناولُ الملكُ موضوعًا آخر في الرسالةِ:
وجَّه ابنَه لكي يستغنيَ عن المهماتِ
الموكَلَةِ الى مساعدي خانا
(Ḫana* Auxiliaries)،
وينتخبَ منهم 400 جنديٍّ،
ليكونوا تحت تصرُّفِ القصر.
هؤلاء الجنود يُقَسَّمون بحيث يشكِّلون فرقتبن:
الاولى مكونة من نصفِ العددِ،
من اولئك الجنودِ الميسورين
والمنحدرين من عوائلَ غنية،
اما النصف الثاني الذين يشكلون الفرقةَ الثانية،
فهم من الطبقة الفقيرة.
يوضح الملكُ بأنَّ الفرقةَ الاولى،
سيكونون تحت رعايةِ أُسَرِهم،
اما الفرقةُ الثانيةُ فالملكُ سيرعاهم،
ويجهزُّهم بما يحتاجون.
يؤكِّد الملكُ ثانيةً، بأنْ يستغنيَ يَسمَخ،
عن الْتزاماتِ مساعدي خانا بسرعة،
للتفرُّغِ الى المهمة القادمة.
انه يريد إعادةَ ترتيبِ الوحداتِ العسكرية،
فيما يخدمُ المملكة.
لقد أوعزَ إليه أنْ يناقشَ الموضوع،
مع مسؤولٍ آخرَ اسمُه،
يارايْم - أدو (Yarīm - Addu)،
ثم يتُمُّ تجميع القوات في
مدينة گاشم (Gaššim)،
او شونيم(Shunem) ،
حيثما يوجدُ ماء.
لِما للماءِ من أهميةٍ كبيرةٍ،
في حياة الجند، والإستعدادِ للمعركة.
اما الجنودُ من ضفافِ الفراتِ،
فينبغي تجميعُهم في
مدينة ساجاراتيم (Sagarātim).
يؤكِّد له أن الحملةَ العسكريةَ،
ستنطلقُ في بدايةِ الشهر،
وعليه مرافقته أينما يقرِّرُ الذهاب،
وأنْ يكونَ على كاملِ الجاهِزيَّةِ والاستعداد،
فالمعركة قادمة.
نصُّ الرسالة الملكية:
أخْبِرْ يَسمَخ – أددو (Yasmaḫ - Addu)،
والدُك الملكُ شمشي - أدو (King Šamši-Addu)،
يرسل الرسالة التالية:
أعطيتُكَ النُّحاسَ لتنتجَ .... أشياء.
حالًا، أرسِلْ إلى ماري (Mari)،
عند وصول هذا الطلب،
لكي يتمكَّنوا من إحضارِ المواد،
التي صنعوها من ذلك النحاس.
والآن لنتحدثْ عن أمرٍ آخر:
خذ أربعمائةَ جنديٍّ أقوياءَ اصِحّاء،
من بين مساعدي خانا
(Ḫana Auxiliaries)،
ممن يمكنك التخلي عن سؤولياتهم،
وتضعُهم تحت تصرُّفِ ادارةِ القصر.
مائتا رجلٍ، مفرزةٌ واحدةٌ،
من هؤلاء الجنود،
يجب أن يكونوا من عائلاتٍ ميسورةِ،
ومائتا رجلٍ، مفرزةٌ أخرى،
يكونون من الفقراء.
أنا نفسي سأتولّى من القصر،
رعاية الجنودِ الفقراء،
بينما رعاية الجنودِ الأثرياء،
ستوفِّرُها لهم أسَرُهم.
لكن عليك التنازل عن التزامات
مساعدي خانا بسرعة.
ناقش ذلك مع يارايْم - أدو (Yarīm - Addu)،
ثم قم بتجميعهم إما في مدينة گاشم (Gaššim)
أو شونيم (Shunem) أينما توفرت مياه الشرب.
الجنود من ضفاف نهر الفرات،
يجب أن يتجمعوا في بلدة
ساجاراتيم (Sagarātim).
الحملة خطط لها ان تبدأ في بداية الشهر،
وأنت نفسك ستذهب معي كما قد كتبت لك،
كن جاهزَا بعدادك، ومستعدًّا للقتال حالًا.
* خانا أو خانة (Ḫana) مملكة من الممالك السورية القديمة، وعاصمتها ترقا (Terqa).
تقع في منطقة الفرات الأوسط.
920 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع