كانت العلاقات العراقيه الايرانيه منذ القدم تشهد العديد من التوترات والتشنجات والحروب وخاصة بعد انهيار الدوله العباسيه وظهور دول جديده واخرها الدوله العثمانيه وكانت الدوله الصفويه من اكثر الدول اثارة للمشاكل و التي تسببت في اشعال الحروب واذكاء الفتن المذهبيه خاصة وانها قد جائت بمذهب فريد وشاذ و روجت له بالقوه كما هو الحال مع الخميني وتصدير الثوره ..
شهدت العلاقات العراقيه الايرانيه تحسنا ملموسا بعد اتفاقية الجزائر 1975 وسارت الامور بهدوء بعد تشنج دام اكثر من خمسين سنه واستبشر العراق خيرا من نجاح الثوره الايرانيه ولكنها كما هي العديد من الثورات انحرفت من يد اصحابها الاصليين وباتت في يد رجال الدين الذين كانوا لايفقهون من السياسه شىء ولاالعلاقات الدوليه وادت تصرفاتهم الى العديد من المشاكل مع دول العالم ومنها العراق الذي كان اقرب الدول اليهم .. منذ الايام الاولى لمجىء خميني الى السلطه في ايران بعد 9 شباط 1979 بدأت تصريحات متعدده تناولت العراق بالكثير من عدم الاحترام والتهديد المبطن تارة والواضح تارة اخرى اضافة الى تغذية عناصر تدين بالولاء لايران للقيام باعمال ارهابيه داخل العراق منها بغداد والبصره والنجف وكربلاء الامر الذي بات مؤشرا الى تزايد حدة التوتر بين البلدين ومن ثم اعلان الهدف لتحرير القدس يجب ان يمر من كربلاء والى اخره من التصريحات التي توجها النظام الايراني بالقصف المدفعي المباشر على كل من مندلي وخانقين وزرباطيه والمخافر الحدوديه الذي بدأ في شهر مايس واشتد ذلك في الايام 4 ولغاية يوم 9 ايلول 1980 وتكبدت هذه المدن خسائر بالارواح والممتلكات اعقبها تصريح عراقي بالغاء اتفاقية الجزائر 1975 وتحشيد قواتها على الحدود في مناطق مختاره ,, كل ذلك صعد الموقف وجعل بوادر الحرب تلوح بالافق وخاصة ان الفوضى الخلاقه هي التجربه الاولى التي نفذها الامريكان في ايران ولاول مره والتي من شأنها التوسع والامتداد الى دول الجوار كل ذلك من الاسباب التي كانت تدفع الى الحرب ,,,
قررت القياده العراقيه القيام بعمليه عسكريه من شأنها دفع القوات الايرانيه الى العمق الايراني لابعاد الاسلحه الايرانيه وعدم تمكينها من الوصول الى الاهداف العراقيه السكنيه والمنشأت الصناعيه ,, كانت هذه الغايه التي وردت الى قادة الفيالق والفرق وعلى طول الحدود المشتركه ولابد من التعرف على قوة كل طرف من الاطراف قبل الحرب ولغاية يوم 21 ايلول 1980 :
القوات العراقيه 5فرق مدرعه + 2 فرقة مشاة اليه + 5 فرقة مشاة سهول + 3 الوية قوات خاصه 5 اسراب طيران اعتراضي + 14 سرب هجوم ارضي + 2 سرب قاصفات متوسطه + بعض الزوارق وسفن الانزال .القوات الايرانيه4 فرقه مدرعه + 6 فرقة مشاة +1 لواء مشاة مستقل + 1 لواء مدرع مستقل +2 لواء مظلي وقوات خاصه 225طائره اف 4 + 181 طائره اف 5 + 79 طائره اف 14 + 205 طائره هيلوكوبتر هجوميه +3 مدمرات +4 فرقاطات + زوارق هجوميه + سفن الغام + عبارات هوفر كرافت . استمرت الاشتباكان الحدوديه بين الطرفين من مايس ولغاية ايلول 1980 وتمكنت القوات العراقيه من تحرير بعض القرى الحدوديه المتجاوز عليها حتى يوم 22 ايلول 1980 وهو اليوم الذي وجهت فيه القوه الجويه العراقيه ضربه استباقيه على معظم القواعد الايرانيه الجويه وعددها (8) قواعد جويه وبموجه اولى 191 طائره وموجه ثانيه 60 طائره ولكنها لم تحقق الاهداف المطلوبه لاسباب عديده وفي يوم 23 ايلول قامت القوه الجويه الايرانيه بشن هجمات على العاصمه بغداد وبعض المدن والاهداف الحيويه ولم تكن مؤثره كذلك وفي النهايه تمكنت القوه الجويه العراقيه من تحقيق التفوق الجوي على سماء المعركه حتى نهاية الحرب
على الصعيد القتال في الجبهات الارضي فقد تزامن الهجوم الارضي مع الضربه الجويه وتقدمت الارتال بثلاثه محاورفي الشمال والوسط والجنوب وتمكنت من احتلال شريط حدودي من 20 - 60 كم داخل الاراضي الايرانيه حيث تحولت القوات الى الدفاع واستمر قتال الكر والفر حتي تمكنت ايران من احتلال الفاو وقيام القوات العراقيه بتحريرها وانتهت الحرب برضوخ ايران الى القبول بقرار مجلس الامن الذي ظلت ترفضه طوال 8 سنوات مما يحملها قانونا مسؤولية الحرب وخسائرها .
تكبدت كل من ايران والعراق خسائر كبيره بالارواح والمعدات وتأثر تصدير النفط وتدني المستوى الاقتصادي وازدياد المديونيه وتعثر البرامج التنمويه ونزوح اعداد كبيره من المواطنيين وكثرة الايتام والارامل ولقد قدرت الخسائر البشريه باكثر من مليون قتيل و400 مليار دولار ,, انتهت الحرب في 8 - 8 - 1988 وبذلك انتهت صفحه قاسيه لعموم الشعبين العراقي والايراني ....
مع تحيات صديق المجله \ بغداد
722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع