أحمد العبداللّه
عادل(زويّة)..حاميها حراميها!!
أشبه بوحيد القرن(الكركدن), أو(غوريلّا)هرمة, إذا رأيته حسبته الإنسان البدائي(نياندرتال), المنقرض منذ أربعين ألف سنة, وقد خرج من كهفه!!. جمجمة غير متناسقة؛تنفرج من الأسفل وتضيق من الأعلى, كأنها(بلوكة)لم تخضع للتقييس والسيطرة النوعية, ورقبة متلاشية تقريبًا, مع قامة تميل للانحناء دائمًا بحيث يلتصق حنكه العريض بكرشه المنتفخ. أما(الشاصي)الذي تكسوه فروة سوداء, فيمتدّ منه كفّتان ضخمتان يحرص على إلصاقهما معًا عندما يتحدّث, بما يشبه التحية الهندوسية(ناماستي), وترجمتها؛(أنحني لك). هذا هو الوصف الخارجي للـ(كتلة)المسمّاة(عادل عبد المهدي). ولكنه ليس(عادلًا), ولا(مهديًّا), بل هو الذي بينهما!!. أما التسمية الشعبية التي التصقت به, وتأبى أن تفارقه, فهي(عادل زويّة), و(عادل عدس)!!.
مسيرته السياسية تتّسم بالتقلّب والتناقض وعدم الاستقرار, وكانت بدايته في حزب البعث, بحكم إنه يشترك مع أول سكرتير عام له؛فؤاد الركابي, بالانتماء الطائفي والمناطقي, وكان عضوًا نشطًا في ميليشيا(الحرس القومي), وشارك في اعتقال الشيوعيين واليساريّين والقاسميّين وتعذيبهم في أقبية معتقلات الحكم البعثي بعد انقلاب 8 شباط 1963. وفي نهاية الستينات غادر البعث واعتنق الفكر الماركسي(الماوي), ثم تركه راجعًا لأصله الأول, إذ وجد ضالّته في المجلس الإيراني(الأدنى)بمنتصف الثمانينات حيث أقام في طهران ردحًا من الزمن. وكان ذليلًا خنوعًا لآل(الحكيم), وتتلبسه عقدة الدونيّة والضآلة أمامهم. وقد وصفه الكاتب(حسن عليوي)في كتابه شيعة السلطة؛(يفضّل أن يكون تابعًا على أن يكون متبوعًا, ويشعر بمتعة بالغة وهو يقف أمام آمره, فيبدو تحت الطلب وبين الأصابع)!!.
بعد الاحتلال صار(خازنًا لبيت المال), فنائبًا لرئيس الجمهورية, ثم وزيرًا للنفط, وأخيرًا رئيسًا للوزراء, وارتبط عهده بفضائح ومخازي تزكم الأنوف. ففي آب 2009, قام مرافقه(الأقدم) بـ(غارة جهادية)على(مصرف الزويّة), وقتل فيها أربعة أفراد من شرطة حراسة المصرف، وسرق مليارات الدنانير وملايين الدولارات, نقلها لأحد مقرات(عمّه), وكانت فضيحة مشينة؛فـ(حاميها)صار(حراميها)!!. وحاول جماعة المجلس(الأدنى)لفلفتها وتلبيسها برأس المرافق(الأقجم)، إلّا إن الأدلّة الدامغة أثبتت إن الجريمة منظمة وضالع فيها المجلس وقادته ومن ضمنهم عبدالمهدي نفسه, ولكن تم طمطمتها كالعادة برعاية قضائهم الطائفي الفاسد. ولكنه منذ تلك اللحظة, اشتهر بلقب(عادل زويّة)!!.
ولأن الصغير تكبر في عينه الصغائر, فقد(زفَّ دولته بشرى سارّة للشعب العراقي)في 2019, بتوزيع نصف كيلو عدس لكل عائلة بمناسبة شهر رمضان الكريم!!, فغدا أضحوكة للعالمين, والتصق به لقب آخر, وهو(عادل عدس)!!. ثم أضحك على نفسه الدنيا مرة أخرى عندما صرّح بأن المخدرات التي تصل للعراق, والتي استشرت في عهدهم الأسود, مصدرها(الأرجنتين)!!, لكي يبعد الجريمة عن سادته الفرس المجوس. ومنذ ذلك الحين بدأ الكثيرون بإطلاق تسمية(الأرجنتين)على إيران من باب السخرية, والتي يعرف القاصي والداني إنها المصدر الأول للمخدرات وكل الموبقات التي فتكت بالعراقيين.
https://www.youtube.com/watch?v=fQxUdDwLl28
وبعد عام من ولايته، تظاهر عدد من حملة الشهادات العليا أمام وزارة التعليم العالي مطالبين بالتعيين, لكن(قوات الأمن)قمعتهم بعنف، مما حوّل التظاهرة إلى اعتصام محدود, ثم إلى احتجاجات واسعة في تشرين الأول 2019، امتدت من بغداد لمعظم محافظات الجنوب وعلى مدى أربعة أشهر. ومجددًا تعاملت(القوات الأمنية)بقسوة بالغة مع المتظاهرين, وقتلت أكثر من 800 متظاهر سلمي وأصابت أكثر من 25 ألف بإعاقات دائمة, ومعظمهم من الشبان الشيعة المحتجّين على البؤس الذي يعيشونه.
وألقى عبدالمهدي كلمة متلفزة, اتّهم فيها ما أسماه بـ(الطرف الثالث)بقتل المتظاهرين, ليبعد التهمة عن الميليشيات الإيرانية الإجرامية. ودافع عن حكومته مطالبًا بمنحه الفرصة لـ(يستكمل إنجازاته)!!، والتي لم يلمس منها الشعب العراقي شيئًا غير القتل والخراب والفساد والطائفية والتبعيّة لإيران. ورغم عدد الضحايا المرتفع نسبيًّا, والتي كانت هذه المرة بشكل أساس من طائفتهم, والتي صدّعوا الرؤوس بأنهم جاءوا ليرفعوا عنها(المظلومية)!!, فافتضح نفاقهم ودجلهم, ولكنه لم ينسحب من المسرح, وبقي متمسّكًا بالكرسي, وعاضًّا عليه بالنواجذ, حتى أمره(الصمّام)بالمغادرة, فرضخ صاغرًا ملبيًّا, وكتب رسالة موجّهة للـ(بابا), ابتدأها بالآية القرآنية الكريمة؛((يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ))!!!.
ورغم خلفيته العلمانية الإلحادية وإقامته في بيروت وباريس سنين عددا, وإلمامه بالفرنسية والإنكليزية, كما يقولون, ولكن كل ذلك لم يُخرجه من قوقعة الطائفية والمذهبية الضيقة, فالطبع يغلب التطبّع. فهو يحرص على أداء الممارسات الطقوسية في مواسم الزيارات, فيرتدي(عُدّة الشغل)؛دشداشة سوداء وكوفية خضراء ومحابس على عدد أصابع اليدين, ويسير حافيًا مع(المشاية)لكربلاء ويوزّع عليهم بنفسه(القيمة)و(الهريس),ويشاركهم اللّطم, ويلصق رأسه بـ(شباك الامام)لطلب المراد!!. وهدفه من كل ذلك خداع القطيع, وليس تأسيًّا بالحسين(رض). فمسلكه الفاسد هو نقيض ذلك تمامًا.
2082 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع