سُبل النهوض بواقع القوة الجوية العراقية الحالية

                                                

لايخفى على احد أن مكانة ووضع أي دولة في العالم تقاس من خلال قوتها ومتانتها, ولكي نحافظ على مكانة وسيادة بلدنا العراق بين الدول الأخرى يجب أن ننمي هذه القوة بكافة أشكالها الاقتصادية والاجتماعية والقوة العسكرية المسلحة الفعالة بكل صنوفها و القوة الجوية جزء مهم من هذه القوات المسلحة وواجبها الدفاع عن الأجواء العراقية ومراقبة قدرات الدولة الاقتصادية مثل أنابيب النفط و حمايتها وأيضا القيام بالمهمات الجوية القتالية المدافعة عن الوطن

وأيضا هي قوة ساندة لكل من القوات البحرية والبرية, وقوتنا الجوية العراقية يشهد لها القاصي والداني بأنها هي صانعة الانتصارات العظيمة والانجازات الباهرة في معارك العزة والشرف دفاعا عن أرض العراق والأمة العربية في جميع معاركها سواء مع الكيان الصهيوني أو مع العدو الفارسي.
أن دور القوة الجوية محوري وأساسي في حسم المعركة خصوصا في ظل التفوق التكنولوجي الذي يؤمن سيادة جوية مطلقة أو تفوق جوي ساحق يجعلها قادرة على اقتحام الدفاعات الجوية وتنفيذ المهام خلف خطوط العدو وفي أعماق أراضيه، والعمليات الجوية التي نفذت في الحرب العراقية الإيرانية شهدت تفوق جوي ساحق لقوتنا الجوية التي استطاعت من حسم معارك كثيرة قبل اندلاعها, وتنفيذ عمليات تجريد ومعالجة للحشود والقطعات المهاجمة مما يحقق سيادة جوية جعلها اكبر قوة جوية في المنطقة.
كما معروف أن للقوة الجوية دوراً بارز في التنمية الوطنية للدولة، من خلال المحافظة على المكتسبات الوطنية لها بحماية أجواءها من أي اعتداء خارجــي أو إرهاب داخلي تقوم به المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون. إضافــــة إلى مساهمتها بشكل كبير مع مختلف قطاعات الدولة بفاعلية أثناء الكوارث الطبيعية حيث يسند لها العديد من الأعمال, كذلك قيامها بدور إنساني مهم في مجال إخلاء المرضى والمصابين عند تعذر وسائل النقل الأخرى من الوصول إليهم. وأملنا أن نصل بالقوة الجوية العراقية إلى أحسن ممـا كانت عليه قبل الاحتلال, حيث كانت القوة الجوية العراقية سادس اكبر قوات جوية في العالم وكانت تضم أكثــر من 900 طائره ومروحية مقاتله,وعدد أفرادها وصل ل 40,000 رجل والقواعد الجوية 24 قاعدة , وقد قاتلت بشجاعة نادرة خلال حرب 1980-1988 مع إيران يشهد لها العالم,
لإعادة بناء وتنظيم القوة الجوية العراقية الحالية والوصول بها إلى مصاف القوى الجوية الفعالة بالمنطقة لمواجهة التحديات الصعبة الداخلية كانت أم الخارجية التي يمر بها العراق بالظرف الحالي وبزمن قياسي قصير يجب الأخذ بالنظر للجوانب أدناه والتي تعتبر حجر الأساس لهذا البناء ولكن بشرط تطبيقها من قبل متخصصين بهذا المجال ومن خلال حكومة وطنية هدفها بناء العراق وقدراته العسكرية, وهذه الجوانب (العوامل) هي:
-الكادر البشري
-القواعد الجوية
-العمليات الجوية
-أسراب الطائرات والمعدات الخاصة بها.
 هذه العوامل أذا ُطبقت بشكل متوازي وبتاريخ واحد وسرعة وهمة عالية من قبل المخلصين, كفيل بإنجاح عملية البناء الصحيح  للقوة الجوية وكما ماموضح أدناه  :



الكادر البشري

العامل البشري أساسي في بناء القوات الجوية, فمهما امتلكت الدول من معدات وإمكانات ماديه تبقى محكومه بتوفير العنصر البشري الكفء الذي سيستخدم هذه المعدات والأسلحة, من خلال إعادة النظر والاستفادة من الكفاءات السابقة للصنف وكما أشرنا لهم سابقا, مما سيعمل على تقليل عامل الوقت في البناء إلى نصف  الزمن المطلوب لتهيئة عناصر جديدة من حيث ( التدريب , خبرة العمل على المعدة والطائرة , خبرة التطوير ), فهم أصلا كادر ذو خبرة علمية وعملية جيدة, فقط يحتاجون الى دورات إعادة المعلومات, كما أن العمل على الطائرات والمعدات الجوية وتطويرها من قبل المختصين أصحاب الخبرات سيكون بمهارة وتطبيق فني صحيح يجعل العمل منجز بصورة صحيحة ودون أخطاء  , فالطيار صاحب مئات ساعات الطيران العملية هو اقدر بالتعامل مع طائرته من الطيار الجديد و كذلك المهندس والفني.
 علما أن بالإمكان جمع هذا الكادر الذي يضم خيرة الطيارين العراقيين والمهندسين والفنين العاملين على الطائرات بفترة قصيرة وخصوصا أنهم وطنيون وعلى استعداد للمشاركة ببناء البلد من جديد .


القواعد  الجوية

القاعدة الجوية تحتوي على العديد من المنشآت العملياتية والإسنادية التي تساهم في انجـاز المهام القتالية  بيسر وسهولة,  وتشمل على جـميع الأجهزة والمعدات الخاصة بنزول وإقلاع الطائرات وأجهزة الاتصال والإنقاذ والرادارات المطلوبة, كما تتضمن على ملاجئ  لحماية الطائرات وملاجئ صيانة طائرات , بأعداد كافية  تغطي كامــل جغرافية الوطن للقيام بالمهام أدناه:

-مساندة القطاعات الجوية في تنفيذ المهام القتالية بنجاح، وتقديم المساندة الفنية والإدارية لهذه القطاعات.
-مساندة القوات البرية والبحرية وقوات الدفاع الجوي بمهام الإسناد الجوي التكتيكي اللازم.
-القيام بمهام التدريبات اللازمة للطيارين والفنيين على مختلف الأعمال الفنية اللازمة.  
-مساندة الجهات الحكومية الأخرى في مهام البحث والإنقاذ والإخلاء.

ولتطوير هذا الجانب من عملية البناء تكون الحاجة ملحة لإكمال بناء 20 قاعدة جوية وملجأ وشقة طيران إضافة للقواعد الحالية في العراق من خلال دعوة شركات المقاولات العراقية والأجنبية بصورة مباشرة للإسراع في بنائها علما أنها  موجودة ولكنها غير عاملة حاليا وهذه القواعد هي :

اربيل , الأسد ,H2  , الصويرة , البتيرة (العمارة), علي (الناصريــة) , كوت , شعيبة والمعقل(البصرة) , تكريت , تقدم, H3 إضافــــــة إلى اختيار أماكن أخرى في محافظات الموصل والانبار والنجف والسليمانية وديالى وتفعيل قاعـــــدة الرشيد في بغداد .


العمليات الجوية
المخطط العسكري للحرب الجوية يستخدم الحقائق الجيوعسكرية لإنجاح المهام الجوية, وقد شهد العالم تطوراً كبيراً وسريعاً في مكننة الحرب وتوسع القدرات الفضائية, فلم تعد مهام سلاح الجو تقتصر على الإسناد القريب ونقل القطعات والسلاح والذخيرة والمؤن فحسب، بل أصبحت ذو دور محوري وأساسي في حسم المعركة خصوصا في ظل التفوق التكنولوجي الجوي الذي قد يؤمن سيادة جوية مطلقة مما يمكنها من اقتحام الدفاعات الجوية وتنفيذ المهام خلف خطوط العدو وفي أعماق أراضيه، وعلى سبيل المثال كانت العمليات الجوية في حرب الخليج الأولى ( الحرب العراقية الإيرانية) قد شهدت تفوق جوي ساحق للقوة الجوية العراقية والتي استطاعت من حسم معارك كثيرة قبل اندلاعها, وقد نفذت عمليات تجريد ومعالجة حشود للقطعات المهاجمة وفق فلسفة الكتل البشرية , وكذلك التفوق الجوي الأمريكي في حربي الخليج الثانية والثالثة كان له اثر كبير في حسم الحرب في ظل وجود سيادة جوية أمريكية مطلقة , كما يهدف البحث الجيوعسكري إلى السيطرة على الفضاء والفراغ الجوي, وتامين قدرة المتصديات الجوية على كشف ومعالجة وتدمير الطائرات المعادية أو على الأقل مطاردتها وحرمانها من استخدام المجال الجوي الحيوي, وهو أفضل درجات التامين المطلوبة للمعركة, وبهذا يؤمن سلاح الجو السيطرة على قطعات العدو البرية والبحرية، حيث يتم معالجتها بضربات اجهاضية لتحطيم القدرات الجوية والدفاعية المضادة, وتامين مسرح الحركات الجوي ومسرح العمليات وحماية وإسناد القوات البرية المتقدمة.


 أسراب الطائرات والمعدات الخاصة بها

هذا الجانب مهم وحساس جدا في عملية بناء قواتنا الجوية, فعند تكامــل تواجد الكادر البشري المؤهل وإكمال بناء القواعد الجوية بالعدد الكافي يأتي دور الحصول على الطائـرات بكل أنواعها (التدريبية, المقاتلة , المروحيات , طائرات النقل , طائرات الاستطلاع ) والتي سنشرح تفاصيلها أدنـــــاه, بالإضافة إلى شراء الأجهزة والمعدات المساعدة والخاصة بالقواعد الجوية والطائرات التي تشمل على ( مشغلات الطائرات , ناقلات الوقود , الفواحص ,المختبرات) ,والأسراب التي تحتاجها القوة الجوية الحالية لتتكامل عناصر تأهيلها وجعلها بمصاف قريناتها بالمنطقة هي:
•5 أسراب للتدريب تتكون من طائرات طراز  (الفاجت,L39 ,البرافو) .
•عشرين سرب من الطائرات الهجومية الخفيفة والمتوسطة من طراز (يوروفايتر,تورنادو,أف-22,أف-16,ميغ-31,ميغ-29,سو-33,ميراج2000..... وغيرها)
•4أسراب مكونة من طائرات الاستطلاع و الهجوم وخمس أسراب أخرى من طائرات النقل الخفيفة مثل (c130,الجلاسكي سي 5)
•عشرين سرب من هيلكوبترات الاستطلاع الهجومية مثل (مي-17,سوبربيوما,الاكيوريل,البي أو-105 ,أي سي 120)
•5اسراب هيلكوبترات نقل (واحد منها معين للقوات الخاصة العراقية) مثل( مي -24 , سيكور سكي,بلاك هوك)
•سربان من طائرات التزود بالوقود جوا , لتمكين المقاتلات من القتال البعيد المدى من تنفيذ واجباتها بنجاح.
•سرب من الطائرات المسيرة UCAV للقيام بمهام الاستخبارات و الاستطلاع والمراقبة
مع الأخذ بنظر الاعتبار تنوع مصادر شراء هذه الطائرات والأجهزة والمعدات ومن مناشيء عالمية متخصصة بهذا المجال سواء من الكتلة الشرقية أو الكتلة الغربية وهي شركات ذات مسميات عالمية معروفة بهذا الموضوع ومنها
-شركة يوروكوبتر الأوربية مقرها فرنسا
-لوكهيد مارتن الأمريكية
-شركة ميل الروسية
-شركة ماكدونيل دوجلاس و شركة مارتن مارييتا وشركة نورث روب الأمريكيتين
الخلاصة
 أن تشكيل قوة جوية متطورة تلبي احتياجات الدفاع عن أراضينا من المخاطر المحيطة بنا يجب نحقق المعايير أدناه بعد توفر كل العوامل أعلاه:
-مواكبه التطور والتكنولوجيا الحديثة في مجال تنظيم وتسليح القوات الجوية يعتمد على القاعدة العلميه للدوله لتعزيز قواتها من خلال هذا الاستخدام للقدرات العلميه في التصنيع والتطوير ومتابعة العمل, إن طبيعة التهديد الذي يواجهه العراق يحدد حجم المعدات والطائرات أضافه لطبيعة الأرض واتساع التهديد الداخلي المتزايد للجماعات المسلحة يحتم علينا بالتكاتف والعمل بجد لبناء هذه القوة وخصوصا إننا نمتلك قوى بشريه كافية ومتخصصة   لتنظيم وبناء قوة جوية قادرة وقويه .
-للاقتصاد دورا مهما وأساسي في بناء القوات الجوية فان ذلك يدخل في تنظيم وأعداد هذه القوات حيث أن التنظيم والتسليح وبناء القواعد وشراء الطائرات والمعدات عند تطبيقه سيترجم إلى كلفه ماديه وإذا لم تتوفر القدرة ألاقتصاديه لكل ذلك فانه سينعكس سلبيا على قدره وحجم القوة الجوية فالمطلوب ميزانية تساعد في بناء وتشكيل القوة الجوية بالأسراب والأجنحة التي ذكرت سابقا علما أن ميزانية العراق الضخمة جديرة بتمويل المطلوب .
-يعتبر علم بحوث العمليات من العلوم التطبيقية الحديثة حيث بدا وتطور كنشاط خلال الحرب العالمية الثانية للمساعدة في دراسة المعضلات التي تواجهها القيادات العسكرية في العمليات الحربية.وان المعضلات كانت محددة الأنواع مثل القصف الجوي للحصول على نتائج تعبوية أفضل.  لذلك يعتبر وجود فريق مركز بحوث العمليات في القوة الجوية العراقية المسلحة ضرورة ملحة جدا للتعاون مع أصحاب القرار لوضع الخطط والتنسيق بين الصنف والصنوف المسلحة الأخرى لدراسة المعوقات ووضع الحلول لها. ودراسة مستقبل هذه القوة لمواكبة التطور في كافة النواحي والمساهمة الفاعلة في تقييم نتائج العمليات   
-استخدام الطائرات العمودية في العمليات البحرية، لتصبح عنصراً محارباً قادراً على العمل مع السفن البحرية والتجارية وناقلات البترول، ولحماية المياه الإقليمية. حيث أصبحت الطائرات العمودية المصممة خصيصاً للتعامل مع السفن أكثر فعالية، سواء أدّت مهامها انطلاقاً من فوق السفن، أو من القواعد البحرية. ، كما ان دور الطائرات العمودية في التصدي للغواصات بعد أن ثبت أنها الأفضل اقتصادياً للقيام بهذا الغرض بعد التطور الذي حدث في السنوات الأخيرة في إمكانات الغواصات، حيث يصعب اكتشاف الأنواع الغاطسة، وحيث أصبحت الغواصات النووية الحديثة منخفضة الصوت، حتى مع السرعات المتوسطة ويرجع ذلك إلى التقدم في إنتاج الصواريخ الموجهة، وفي أساليب الحرب الإلكترونية، واستخدام الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية
-إنشاء قوة دفاع جوي متطور وذلك من خلال البدء بالتعاقد مع الشركات العالمية المتخصصة لشراء أحدث وأقوى نسخ الرادارات القتالية والأنظمة الدفاعية و أحدث الصواريخ جو-جو
-توفير الكتب الفنية المتخصصة بعلوم الطائرات والمراجع العلمية من شركات المصنعة للطائرات وكذلك إنشاء المدارس والمعاهد (مدرسة طيران الجيش,مدرسة الدورات الفنية المتخصصة,كلية الطيران وهندسة الطيران ) لتأهيل وتعليم وتدريب أفراد القوة الجوية والوصول بهم الى أعلى المستويات .
-الاتفاق مع وزارة الخارجية العراقية للمطالبة بالطائرات العراقية المحتجزة لدى إيران لغرض البدء بإجراء الصيانة العامة وإعادة الحياة لها من خلال خبرة مهندسينا الأكفاء (والذين لهم خبرة عملية بهذا المجال وكما ورد سابقا)

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

792 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع