ترجمة: رمضان مهلهل سدخان
لقد انتهى زمن الإجابات المكتوبة باليد في امتحانات شهادة الثانوية العامة في بريطانيا!
بلاثنيد كورليس
لن تحتاج اختبارات اللغة الإنكليزية الخاصة بالشهادة العامة للتعليم الثانوي بعد الآن إلى كتابتها بخط اليد، وذلك بموجب خططِ أحدِ أكبر مجالس التقييم في البلاد.
إذ إنه بدءاً من العام 2025، سيُسمح للتلاميذ الذين يدرسون اللغة الإنكليزية والأدب الإنكليزي من خلال لوحة الامتحانات Edexcel بطباعة إجاباتهم. وتهدف هذه الخطوة، التي حذّر الخبراء من أنها يجب ألاّ تمثّل بداية نهاية الكتابة اليدوية للتلاميذ، إلى تسهيل قيام التلاميذ بمراجعة إجاباتهم وتسهيل تصحيح الأوراق الامتحانية.
وسيكون لدى ما يقرب من 125000 من مرشحي شهادة الثانوية العامة للغة الإنكليزية – أي حوالي 20 بالمائة – [سيكون لديهم] خيار إجراء امتحانهم إما على الشاشة أو يدوياً بموجب الخطط الموضوعة، تلك الخطط التي ستراجعها كلّ من وزارة التعليم ومكتب تنظيم الامتحانات والمؤهلات.
وتأمل شركة بيرسون Pearson، الشركة التي تدير منصة Edexcel، أن تكون قادرة على تقديم خيار على الشاشة لجميع الشهادات العامة للتعليم الثانوي بحلول عام 2030 من أجل زيادة إمكانية وصول الطلاب إلى هذه المنصة، فضلاً عن تقديم مزايا أخرى.
وقالت شارون هيغ، المدير الإداري لمدارس بيرسون: "إن الشاشة ستكون تجربة أفضل بالنسبة للطلاب الذين يحتاجون إلى إمكانية إجراء تعديلات على إجاباتهم. وتنطوي الشاشة على فوائد لجميع الطلاب أيضاً. إذ يمكنهم إبراز المعلومات والتعليق عليها، وقص النص ولصقه، وإجراء تعديلات سهلة على إجاباتهم.
وأضافت: "هذا هو الذي اعتاد العديد من الطلاب على فعله عندما يعملون في المنزل وفي الفصل الدراسي، وهو بلا شك الطريقة التي سيعملون بها في حياتهم المهنية أيضاً. ويطالب الطلاب باختيار إجراء الاختبارات على الشاشة. في صيف عام 2023، كان لدينا 15000 إجابة مطبوعة بالنسبة لشهادة الثانوية العامة في اللغة الإنكليزية وحدها، كجزء من ترتيبات الوصول أو الطريقة المفضلة للعمل".
ومع ذلك، أكد الخبراء على أهمية الحفاظ على الكتابة اليدوية كونها تمثّل جزءاً من "أدوات التعلّم" لدى التلاميذ.
بينما ميليسا برونتي، رئيسة الجمعية الوطنية للكتابة اليدوية ورئيسة قسم العلاج الوظيفي في جامعة برونيل، قالت بأن: "الكتابة اليدوية مهمة جداً للتلاميذ الصغار عند تعلم القراءة والتهجئة. فالكتابة اليدوية تتمتع بمستوى أعمق من المعالجة إذ يتوجّب عليك تحديد صوت الحرف، وبعدها الانتقال إلى التمثيل البَصَري للحرف ومن ثم إنتاج سلسلة من ضربات القلم لكتابة الحرف. وبذا فهي [أي الكتابة اليدوية] تدعم مهارات القراءة والكتابة المبكرة هذه".
وأضافت بأنه يجب على المعلمين تعزيز "عالم هجين حيث لدينا عدد من المهارات في أدوات القراءة والكتابة الخاصة بنا، والقدرة على الكتابة باليد، والطباعة، وكتابة الرسائل النصية كذلك. ولا يتعلق الأمر بأفضلية إحدى هذه الأدوات على الأخرى".
يأتي هذا في الوقت الذي اتخذ فيه عدد من مجالس الامتحانات الرئيسة في المملكة المتحدة خطوات نحو التقييم الرقمي. ففي الشهر الماضي، أعلنت شركة OCR بأنها ستقدّم امتحاناً للشهادة الثانوية يجري تقييمه رقمياً في علوم الحاسوب للتلاميذ الذين يبدأون الدورة التدريبية في العام المقبل. وفي الوقت نفسه، يهدف "تحالف التقييم والمؤهلات" AQA، وهو أكبر مجلس امتحانات في البلاد، إلى طرح الامتحانات على الشاشة، ويأمل fأن يجلس الطلاب في مادة رئيسة واحدة على الأقل بشكل رقمي بحلول عام 2030.
وقال جيف بارتون، الأمين العام لرابطة قادة المدارس والكليات: "إن التحرّك نحو التقييم عبر الإنترنت أمر إيجابي ... لكنه لا يأتي بدون تحديات – بما في ذلك الفجوة المستمرة بين أولئك الذين قد يكون لديهم إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا في المنزل وبالتالي المزيد من الإلمام بمتطلباته".
لكن بيتر توماس، المتحدث باسم الرابطة الوطنية لتعليم اللغة الإنكليزية، أعرب عن قلقه قائلاً: "إن الانتقال إلى الإنترنت أمر مثير للقلق لأنه يعطي الأولوية لأولئك التلاميذ الذين لديهم القدرة على استخدام لوحة المفاتيح بوصفها شكلاً من أشكال التواصل الكتابي".
عن صحيفة "ديلي تلغراف اللندنية"، عدد 4-1-2024.
1362 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع