عائشة سلطان
كيف ينجح البعض وكيف يفشلون؟
هل هناك أشخاص فاشلون حقاً؟، أي أنهم جاءوا إلى هذه الحياة يحملون على أكتافهم عبء الفشل مقدماً قبل حتى أن يقدموا على أية محاولة؟، أم أنهم ولدوا في أوساط عائلات ومجتمعات أسلمتهم للفشل وكتبته عليهم بسبب ما فيها من ظروف وأوضاع وإمكانيات وفساد لا يقود لغير الفشل؟. هل الفشل قدر أم أنه نتيجة لظروف تقود الناس للسقوط فيه لأنه لا خيار آخر يعينهم على النجاح والتقدم وتحقيق الأحلام، واستغلال ما لديهم من مواهب وقدرات؟.
أمر آخر يتعلق بالموضوع نفسه، هل يفشل البعض أحياناً بسبب الأحكام المسبقة عليه بأنه فاشل ومهمل، ولا يمتلك أي مؤهل أو ميزة من مميزات الناجحين والمتفوقين الأذكياء؟، هل يمكن أن يفشل البعض بقرار شخصي منهم ودون قصد أحياناً لأنهم فوتوا فرص النجاح التي أتيحت لهم؟، وهل يفشل البعض لأنهم ورثوا فشل آبائهم مثلاً؟، ما هي صيغة النجاح المضمونة؟، وهل يمكن تحديد معادلة الفشل وأسبابه وعوامله؟.
هناك قصص لعشرات الأشخاص الذين قرأنا عنهم أو سمعنا بهم أو حتى كانوا جزءاً من حياتنا، كانت كل المؤشرات تقول بأنهم سيفشلون حتماً ولن يحققوا شيئاً، فتصرفاتهم وتفاعلهم مع المحيط وهيئتهم وتصرفاتهم كانت لا تدل لا على ذكاء ولا على تفوق أو عبقرية، لكنهم قلبوا كل التوقعات وفاجأوا أكثر الذين توقعوا لهم أو منهم الفشل بأنهم تحولوا لأيقونات للنجاح!.
أحد هؤلاء الروائي المصري نجيب محفوظ، الذي كان يهدي صديقه الشاعر والكاتب، كامل الشناوي، رواياته التي كان يكتبها فكان هذا يأخذها لكنه لم يكن يقرأها، حتى لمع نجم محفوظ وذاع صيته، فسأله محفوظ لماذا كان يستخف بأعماله، فقال له الشناوي: لأنني لم أتوقع أن شخصاً مثلك يمكن أن يقدم إبداعاً في يوم ما، وحين استغرب محفوظ حجة صديقه قال له، نعم لأن ما أعرفه هو أن المبدعين متمردون بطبيعتهم لكنك شخص منضبط وملتزم بمواعيد العمل والمنزل وموظف في الأوقاف، فلم أرك مبدعاً أبداً!!.
لكن هذا المنضبط غير المتمرد هو الوحيد الذي نال نوبل في الآداب في كل الوطن العربي!.
770 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع