تلامذة غوبلز في العراق

                                       

                           محمد الحميري

كان جوزف غوبلز، وزير الدعاية في حكومة الزعيم الالماني الخالد أدولف هتلر، صاحب نظرية إعلامية مشهورة ومعروفة، في ممارسة التضليل والخديعة، وتحويلها بطريقة بارعة إلى حقيقة وأمر واقع، يتقبله الجمهور.. النظرية تقول: (أكذب.. أكذب ثم أكذب إلى أن يصدقك الناس)..

هذه النظرية الغوبلزية لم تطوى صفحاتها بهزيمة هتلر المؤسفة في الحرب العالمية الثانية 1939 ــ 1945، وانتحاره ومن ثم انتحار كبار معاونيه وعلى رأسهم غوبلز، بل ان حكومات معروفة بعزلتها الجماهيرية، واستبدادها، وقهرها للشعوب، احتضنت نظرية غوبلز واعتمدتها، كدليل عمل دعائي وأعلامي، في مخاطبة شعوبها، ومحاولة كسب ودهم، من خلال إطلاق وعود كاذبة، عن حاضر واعد، ومستقبل زاهر، وغيرها من الكلمات والجمل المعسولة التي لا تخرج عن كونها مجرد حبر على ورق.

تلامذة غوبلز منتشرون حالياً في ائتلاف دولة القانون الحاكم في بغداد.. نراهم بكل صلف وفجاجة، يطلقون الوعود الخيالية كل يوم، عن عراق ديمقراطي ودستوري آمن، ومستقر، ومزدهر!

وعود لا حصر لها، عن مشاريع كبرى، واستثمارات لا حدود لها، تحول العراق من أقصاه إلى أقصاه إلى ورشة عمل كبيرة، تستوعب ملايين العاطلين عن العمل، وخاصة أصحاب الشهادات الجامعية، الذين باتوا يمارسون أعمالاً بعيدة كل البعد عن اختصاصاتهم، لمجرد الحصول على مردود مالي، مهما كان بسيطاً ومتواضعاً، يكفي للأنفاق على احتياجاتهم الشخصية، حتى لا يبقون عالة على عوائلهم التي تشكو هي أصلاً من ضيق ذات اليد وشحة الموارد.

ائتلاف دولة غوبلز في العراق ومن خلال وجوه افراداها القبيحة، يخرجون كل "صباح" بتصريحات تبشر العراقيين، وتحمل أليهم أخباراً عن مشاريع لانجاز ملايين الوحدات السكنية، ومشاريع الطاقة، والمياه، والمجاري، والبنى التحتية، وقبل قليل وصلنا في (العباسية نيوز) تصريحاً لاحد فرسان دولة غوبلز عن وضع سلم جديد للرواتب، يتضمن زيادات كبيرة للموظفين، تظاهي الزيادات المعمول بها في دولة الامارات العربية وامارة قطر!

بشائر نواب وفرسان ائتلاف دولة غوبلز باتت نكتة يتندر بها العراقيون، ويسخرون منها، كونها باتت أكاذيب مفضوحة لا تنطلي على احد، فقد اكتشفهم الناس منذ الايام الاولى للاحتلال الامريكي..

تلامذة غوبلز في العراق مصرون على الاستمرار  في تطبيق نظرية أستاذهم، ومازالوا على منهجهم في إطلاق الأكاذيب التي لا حصر لها، والتي يستحقون عنها بجدارة دخول موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية.. ومبروك عليهم مقدماً!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1168 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع