أحمد طابور
طرأت على السطح الثقافي العراقي قضية رغبة شاعر ( ام المعارك ) في دفنه في العراق الى ان أصبحت رأي عام وانقسم العراقيون كعادتهم متضررون ومنتفعون من نظام المقبور صدام فالمنتفعيين يعتبرون عبدالرزاق ( شاعر العرب الأكبر) والمتضررين يعتبروه ( شاعر العرب الاقذر) وكما ياقال بان باستطاعة الشاعر ان يصنع امة والشعراء امثال عبد الرزاق عبد الواحد باستطاعتهم ان يصنعوا امة تمجد المجرمين وتعظمهم وتجعل من الخطا السائد صواب .
قد صدر تصريح عن اتحاد الكتاب والأدباء العراقيين على لسان رئيسه الناقد والكاتب فاضل ثامر بانه غير مرحب به .
بغض النظر عن الترحيب من عدمه هل يحق للحكومة العراقية ان تمنع الشاعر عبد الرزاق من دخول العراق ان منعت فتحت اي ذريعة ؟ حسب علمي ومتابعتي لم يصدر من الحكومة اي منع لأي عراقي من دخول العراق وان كان مطلوبا سيتم اعتقاله لان لا لأحد سلطة بمنع دخول اي عراقي لبلده ، حتى صدام كان لايمنع ولكن الآخر المناوئ يتخوف من الدخول لانه سيعتقل ويقتل لا محالة وهذا ما حدث مرارا وتكرارا بل طالت حتى العائدين بعفو منه ، والأنكى سعى صدام بإرجاع بعض العراقيين قسرا لقتلهم في العراق . لذا فمن حق عبد الواحد ان يعود ويموت ويرقص ويتقرقز متى ما شاء لكن هل سيجد حبالا يلعب عليها ؟ بالطبع سيجد لان أدوات ومطبلي الحقبة المقيتة من تاريخ العراق لايزال بعضهم في الحكومة وبعضهم برلمانيون وبعضهم أصحاب مشاريع إعلامية ، إذن سيجد ضالته في العراق كما وجدها في خارجه لان العراق الحالي بلد ديمقراطي لا يحاسب على حرية الفكر والتصرف على الأقل هذا ما ينصه دستوره ، فلذا لا داعٍ للجعجعة التي صاحبت طلبه بالعيش ما تبقى من حياته والموت في كنف العراق فباب العراق مفتوحة ولكن ليس باب معظم أهله وقلوبهم التي إدماها تغنيه هو وأمثاله بمدمر الإنسانية صدام حسين لا عن عقيدة او مبدأ كما يدعي هو او يدعي المدافعون عنه ويؤكدون بان عبد الواحد ظل وفيا لسيده والمثال ماتزال قريحة الشاعر تتغنى بالمقبورمع زمرة من اللذين يحنون لخناقهم لانه - اي عبد الرزاق - يعرف جيدا بانه لو قدم الاعتذارات للشعب العراقي هل سيغفر له او هل سينساه ؟ من المؤكد كلا ورغم ان بعض من كانوا مداحين ورداحين مثله ركبوا الموجة الجديدة محاولين تبؤ مكانا متسيدا في عراق بعد سقوط الصنم لان الظروف الموضوعية التي أحاطت بهم سهلت لهم ذلك وكذلك حجم ردحهم وهزهم للذيل وتأليه الصنم المسحول لا يصل الى مستوى ما قام به الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد فهو فاقهم جميعا ، الان ان جميع ممجدي الطاغية ان امهلهم الشعب وتغافل عنهم فانه لا ينساهم وسينالون الرمي في مزابل التاريخ ، فعليه فرصة عودة الشاعر عبد الرزاق الى منصة المجد مجددا باتت مستحيلة، مع التأكيد على ان العراق بلد رحب ويسع الجميع أحياءً فكيف بالإموات ؟
أتذكر في بداية الإطاحة بصدام وجلاوزته احتدمت أحلامي برومانسية الثورة وضرورة القضاء على البعث ومناصريه وذلك بمحاربتهم جميعا في الوقت الذي كان أخي الأكبر الناشط في الدنمارك اقترح مقترحا كان غريبا ومرفوضا رفضا قاطعا بالنسبة لي انذاك ومفاد مقترحه : بإصدار عفو عام عن البعثيين وبشرط اهمالهم إهمال تام وذلك بتحييد الفرصة عن اي نشاط اجتماعي لهم ، مثلا والكلام لايزال لأخي في المقهى عندما يجلس لا احد يمسي او يصبح عليه كما معروف بكلمة ( الله بالخير ) وهكذا من الامثلة الاجتماعية فانه سيموت سريريا بعدما كان الغالب من الناس يتودده خوفا او مصلحةً، وبذلك نفوت عليهم فرصة ان يكونوا أبطالا منفيين او شهداء متوسمين بوسام الوطن كما حدث ولا يزال يحدث .
الان وفي خضم الجدال الدائر حول عبد الرزاق عبد الواحد استعير رأي أخي واعلن بأننا لابد ان نُفَعل مقترح أخي وان ندعو بعودة من يود العودة الى العراق بما فيهم الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد شرط ان لايرحب ويهلل له وحين يجلس متذكرا مجده في مقهى الشابندر لا احد يقول له ( الله بالخير ) هل بالإمكان ان نفعل ذلك وبوجود بعض من في الاوساط الثقافية المتسيدة للمشهد الثقافي ومن باب المصالح التاريخية المشتركة ترى في عبد الرزاق عبد الواحد شاعر العرب الاول ، اشك بذلك ! ...
وللتنويه ما ينطبق على الشاعر والمثقف لليس بالضرورة ان ينطبق على المغني !!!...
وكما قالوا " بعض الناس عظماء لأن المحيطين بهم صغار ... " مارك توين
احمد طابور
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1064 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع