د .أيمن الهاشمي
استغرب أن يجري (تقزيم) كل معاناة الشعب العراقي منذ الغزو في 2003 إلى الآن بمسألة الرواتب التقاعدية للبرلمانيين والرئاسات الثلاث!!،
وهي محاولة بائسة ومكشوفة من بعض الأطراف المنغمسة في العملية الاحتلالية السياسية، لكسب الأصوات الانتخابية في انتخابات 2014، وبالأخص منهم الحزب الشيوعي، ومعهم المجلس الاعلى والصدريين، لشخصنة واختصار وتقزيم معاناة العراقيين (فقط) في مسألة رواتب البرلمانيين، ونسيان بل تناسي كل الهموم والمشاكل الكبرى بدءاً بالاحتلال الاجنبي، وممارسات الظلم والاضطهاد وارهاب السلطة وتهميش ملايين العراقيين، واخطبوط الفساد المالي والاداري الذي يضرب أطنابه في جميع مفاصل السلطة المنخورة، ومئات الالاف من المعتقلين بتهم باطلة والتعذيب للمعتقلين واعتقال وتعذيب واغتصاب النساء في المعتقلات والاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري، والتهجير الطائفي وحرمان مئات الألوف من حقوقهم بالراتب والتقاعد لدواع انتقامية واضحة، وغيرها.. والمقصد انتهازي ومعلوم من قبل بعض منظمي ومعدي هذه التمثيلية، فقد سبق ان (قزموا) مطالب العراقيين في تظاهرات 25 شباط بالكهرباء والخدمات....متناسين ان معاناة العراقيين اكبر واعظم بكثير من تحجيمها في مطلب رواتب النواب أو نقص الخدمات ...
والغريب في الأمر أنهم إدعوا أن الحكومة تعترض على التظاهرة المقرر لها يوم 31 آب الجاري، في حين أظهرت القنوات التلفزيونية كتب رسمية تتضمن موافقات رسمية من قبل المحافظين ومجالس المحافظات على انطلاق هذه التظاهرات المسرحية.. كما ادعوا مؤخرا ان قيادة عمليات بغداد سحبت الرخصة التي اعطاها الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية الى تظاهرات بغداد.. ولكن الوقائع والحقائق تثبت ان التظاهرات تحظى بمباركة من السلطة ومن اطراف في العملية السياسية، ولكن الحكومة واجهزتها الأمنية تخشى من أن ((تستغل)) بعض الأطراف المناوئة هذه التظاهرات لرفع شعارات تزعج حكومة المالكي!!
لذلك أصدرت ما تسمى بتنسيقية 31 آب بيانا اكدت فيه منع مايلي، ومن يخالف يطرد من التظاهرة او يتم تسليمه الى السلطات الامنية:
·منع الهتاف ضد الحكومة او المطالبة باسقاط العملية السياسية.
·منع الهتاف ضد الدستور.
·منع رفع اعلام العراق ما قبل 2003
·تركيز المطالبة بايقاف رواتب تقاعد البرلمانيين والرئاسات الثلاث.
وكتب أحدهم في صحيفة طريق الشعب مقالة اضاف اليها مطالبات اخرى وهي:
·منع الهتاف (بالروح بالدم نفديك ياعراق) لانها من الشعارات الفارغة..
·الوطن وَهْمْ، والدولة وَهْمْ.. وخرائط الدول وَهْمٌ على ورق اسمها خريطة.. فاذا كانت المظاهرات في سبيل وَهْمْ فهي فاشلة.. ولكن اذا كانت المظاهرات في سبيل الانسان.. في سبيل الشعوب القاطنة في منطقة العراق.. فيكون لها فرصة بالنجاح.. فـ(الارجل اقدس من التراب.. و الدماء اقدس من التراب الذي ندوس عليه.. الانسان اقدس من وَهْمِ الاوطان..) (مقالة كتبها: تحسين كاظم شلال)
الحركة الشعبية لانقاذ العراق تناشد
اصدرت الحركة الشعبية لانقاذ العراق بيانا اهابت فيه "بجميع الحركات الشبابية والاخوة الاعلاميين عدم تقزيم مظاهرة 31 اب التي يجب ان تكون موجهة ضد المفسدين في الحكومة والبرلمان وسراق المال العام وعدم تخصيصها لامر يعتبر تافه مقارنة بما يجري من استنزاف لثروات الوطن عن طريق هؤلاء ونتمنى على الجميع ان يحولوا مطاليبهم من تقاعد النواب الى اسقاط العملية السياسية التي لم تاتي للعراق سوى بالقتل والارهاب والفقر والتشتت , ان الحركة الشعبية لإنقاذ العراق ومن خلال شبابها الذين سيخرجون يوم 31 اب سيرفعون لافتات ضد الظلم والطغيان ونقص الخدمات والاعتقالات العشوائية التي تطال اهلنا في بغداد وضواحيها هذه الايام وهذا هو المطلب الوطني الحق ولن نرفع شعار تقاعد النواب لانه شعار هزيل لايلبي طموح الشعب العراقي وان هذا الشعار هو بالضبط ماتريده الحكومة لتشتيت مطالب الشعب الشرعية والدليل على هذا موافقتها على خمسة عشر طلب للتظاهر تحت اسم رواتب النواب بينما ترفض كل الطلبات التي تقدمت بها الحركة الشعبية في محافظات بغداد البصرة وذي قار".
وجاء في ختام بيان الحركة الشعبية لإنقاذ العراق: "اخيرا نتمنى من الشباب الحر الثائر الخروج بقوة يوم الاعتصام وترديد شعار واحد هو ( الشعب يريد اسقاط الفساد ) والكل يعلم ان الفساد يستشري في كل مفاصل الدولة بدءا من الرئاسات الثلاث ومرورا باعضاء مجلس النواب وانتهاء بالوزارات وكبار موظفيها, عاش العراق حرا ابياً، وعاش شعبه الثائر في كل مكان, والمجد والخلود لشهداءنا الابرار,, وما النصر الا من عند الله"..
للأسف أن طفت في الاونة الاخيرة مسألة الغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين والامتيازات للرئاسات الثلاث، وكأن مشكلة العراق والعراقيين هي في هذه الرواتب والامتيازات فقط، متناسين أن العراق كله ينهب منذ اكثر من عشر سنوات، وان الذين جاؤوا مع المحتل وخلفه مهرولين لا يعنينهم العراق الا بقدر ما ينهبون منه، والحقيقة ان هناك اطراف في العملية السياسية تحاول من خلال هذه القضية الكسب والتهيئة للانتخابات المقبلة محاولين حصر مشاكل العراق وكأنها في هذه الرواتب والامتيازات، متناسين ان جميع رواتب التقاعد التي يطالبون برفعها لا تعادلا نسبة بسيطة من أموال السرقات والاختلاس والفساد التي دخلت جيوب ابطال العملية السياسية من الفاسدين المفسدين، ولا تعادل ملياراتى الفساد لوزير واحد مثل وزير التجارة الاسبق الذي حماه نوري المالكي من الملاحقة.
ان مشكلة العراق هي في الاحتلال ومشروعه السياسي الطائفي وجوقة السراق والمفسدين والذين باتوا لايخجلون من الاعلان عن هذا النهب والفساد ولايمكن عودة العراق معافى الا بتوحيد قوى الشعب الوطنية، بعيدا عن المفاهيم والمصالح الحزبية والطائفية المقيتة، وكفى سكوتاً ايها الصامتون من ابناء الشعب العراقي المظلوم.
نسأل الله أن يلهم أهلنا الرشد كي يدركوا حجم المؤامرة على العراق، ويتشجعوا كي يخرجوا للمطالبة برفع الظلم وانهاء مهزلة العملية السياسية وتحرير العراق من الاحتلال بنوعيه الامريكي والايراني وما تمخض عنهما من مشاريع ومفاسد وانتهاكات لحقوق الانسان العراقي.
1160 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع