نزار جاف
لانفاق کنفاق ملالي إيران
صعب ومعقد جدا ذلك الموقف الذي وضع قادة النظام الايراني أنفسهم في بوتقته الساخنة جدا، وبموازاة ذلك، فإنه ليس سهل للدول الغربية ذلك الموقف الضبابي والمثير للشبهات الذي وضعوا أنفسهم فيه من خلال إستمرارهم في سياسة إسترضاء ومجاراة النظام الايراني في الحرب الدائرة بغزة على الرغم من إن أغلب الادلة والشواهد تٶکد تورط طهران فيها.
بين هذين الموقفين المثيرين جدا، يتم ذرف دموع التماسيح من جانب خامنئي ورئيسي وتطلق تصريحات متماهية من جانب العواصم الغربية بضرورة تدارك الاوضاع من دون أن يبادروا لموقف واضح وصريح يضع النقاط على الاحرف بتأکيد إن النظام الايراني هو من أشعل نار هذه الحرب ولابد من معالجة الامر والتصدي له من هذه النقطة تحديدا.
متابعة مايصدر من قادة النظام الايراني من تصريحات ومواقف بشأن الحرب الدائرة في غزة، فإن التناقض الواضح يغلب عليها وتجسد النفاق بأوضح أنواعه، ولاسيما عندما يتم التأکيد على عدم علاقة النظام الايراني بإستهداف القواعد الامريکية في المنطقة من قبل أذرعها التي خيوطها بيد النظام ذاته، ولاندري من يريد أن يخدع قادة هذا النظام بزعمهم هذا؟ هل يريدون منا أن نقتنع بأن حزب الله الذي أعلن أمينه العام بأنه مجرد جندي لخامنئي وإن کل مايمتلکه الحزب هو من خيرات النظام الايراني، مستقل الارداة والقرار؟ أم نقتنع بأن ميليشيا بدر العراقية التي کان لقائدها هادي العامري صولات وجولات في جبهات الحرب ضد القوات العراقية وورود اسمه في قوائم رواتب الحرس الثوري وو وکثير من الادلة والمواقف الاخرى، أن نصدق هذا النظام بعدم تبعيـة وعمالة أذرعه لقراراته وأوامره؟
الدمار الجاري في غزة والذي صار قادة النظام النظام الايراني من جراء تورطهم في الامر، يظهرون مرة کدعاة سلام وکقديسين متباکين على مايجري ويدعون لوقف فوري لإطلاق النار، ويظهرون تارة أخرى کصقور غاضبة وهم يهددون ويتوعدون بالاذرع نفسها التي يزعمون أنها مستقلة وإنها صاحبة القرار الذي ستصدره بشأن المشارکة في هذه الحرب أم لا! بيد إن الحقيقة التي يجب على ملالي إيران معرفتها حق المعرفة، إنها ليست کما قال نزار قباني"من أشعل النار يطفيها"، بل إن من أشعل النيران ستحرقه أو على الاقل ستکويه، وهذا هو السبب الذي يحول دون أن يبادر ملالي إيران ومن ورائهم أذرعهم في المشارکة في هذه الحرب، لأنهم يعلمون جيدا بأن العواقب لن تکون أبدا في صالحهم.
النفاق المکشوف جدا جدا للنظام الايراني، لاأدري الى متى سينخدع به الشارع الاسلامي عموما والشيعي منه خصوصا، فهذا النظام کان ولازال يعمل من أجل أجندة خاصة تستغل الدين والمذهب من أجل تحقيق الاهداف والغايات، ولاسيما من أجل إيجاد ثمة مخرج لأزمته المتجذرة ولحالة الاحتقان الداخلي ووصول الموقف الشعبي الايراني من حيث رفضه الى الذروة ولاسيما بعد الانتفاضة الاخيرة التي دامت لأشهر ووضعت النظام في زاوية حرجة جدا، وقطعا فإن هذا النظام مستعد من أجل المراهنة بکل شئ"بما فيه أذرعه" في سبيل بقائه.
الاسلوب الذي يتبعه النظام الايراني في إستغفال شعوب المنطقة ولاسيما من حيث إستغلال المشاعر الدينية والمذهبية بل وحتى إستخدام ثقافة القطيع، هو اسلوب کان يتم إستخدامه في العشرينيات والثلاثينيات من الالفية الماضية في أوربا، وقد إنتهى الى غير رجعة، ولکن، متى ستعي شعوب المنطقة هذه الحقيقة وتتيقن من إن أساس ومصدر مشاکلها المستعصية الحالية هو النهج النفاقي لنظام النفاق القائم في طهران والذي لاحل له إلا بالتصدي لهذا النظام وتغييره من خلال دعم وتإييد النضال المشروع للشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير، وإن أي حل آخر ليس إلا مجرد المراوحة بين الرمضاء والنار!
2025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع