نظرة في معجم البلدان لياقوت الحموي

سمير عبد الحميد

نظرة في معجم البلدان لياقوت الحموي

كتب المستشرق الانكليزي لي سترانج في كتايه الممتع( بغداد في عهد الخلافة العباسية) ترجمة بشير فرنسيس:( في اخر عهد الخليفة الناصر575-622، حوالي سنة623هجري دون ياقوت كتابه الكبير معجم البلدان وقد يكون هذا السفراعظم مستودع للحقائق الجغرافية صنفه شخص من خلال العصور المتوسطة ، انه يعرف بغداد حق المعرفة، لانه نشا فيها وتعلم ،ولكنه صنف كتابه بعيدا عنها ولهذا: فلم يكن له مجال التدقيق والاستقراء، فوقع من جراء ذلك -في بعض الاحيان- في اخطاء فظيعة جدا ،فوصفه لقصور الخليفة لايثمن الا ان رواياته عن مواضع المحلات وبالاخص بالنسبة الى الجهات الاربع غامضة ومتناقضة.).اما ابن عبد الحق صاحب كتاب( مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع )المتوفي سنة 739هجري وهو: مختصر معجم البلدان لياقوت فيقول: (وقد يكون مما رايته في سفري، واجتزت به، وخاصة في اعمال بغداد، فانه كثير الخطأ فيها ).

قال العلامة مصطفى جواد رحمه الله في هامش الصفحة203 ،حوادث سنة 603هجرية في تحقيقه لكتاب( الجامع المختصر الجزء التاسع لابن الساعي )قال نقلا عن ياقوت في منظرة باب الخاصة، كان احد ابواب دار الخلافة المعظمة ببغداد احدثه( الطائع لله) تجاه دار الفيل وباب كلواذا واتخذ عليه منظرة تشرف على دار الفيل وبراح واسع، واتفق ان كان الطائع يوما في هذه المنظرة ،فجوزت عليه جنازة ابي بكر عبد العزيز بن جعفر الزاهد المعروف( بغلام الخلال) فرأى الطائع منها ما اعجبه، فتقدم بدفنه في ذلك البراح الذي تجاه المنظرة، وجعل دار الفيل وقفا عليه. فال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ان غلام الخلال توفي ببغداد لعشر ليال بقين من شوال سنة363 وقيل لسبع ليال بقين منه ودفن عند دار الفيل.( تاريخ بغداد ج10 ص 459) وذكر ابن الكازروني في( كتاب مختصر التاريخ )تحقيق الدكتورمصطفى جواد صفحة 189: ان الخليفة الطائع قد تولى الخلافة يوم الاربعاء ثالث عشر من ذي القعدة سنة 363 هجرية بعد ان خلع المطيع نفسه في ذلك التاريخ اي ان هناك فارق اكثر من ثلاثين يوما بين خلع المطيع وتولي الطائع وبذك يكون الخليفة صاحب المنظرة هو المطيع وليس الطائع . اما الرواية المطابقة للتواريخ فهي التي اوردها صاحب كتاب شذرات الذهب المجلد الرابع حوادث سنة 363هجرية قال:(ولما مات ابو بكر عبد العزيز، اختلف اهل الازج في دفنه فقال بعضهم يدفن في قبر احمد
(يعني الامام احمد) وقال بعضهم :يدفن عندنا. وجردوا السيوف والسكاكين .فقال المشايخ: لاتختلفوا نحن في حريم السلطان -يعنون المطيع لله-فما يأمر نفعل ،قال: فلفوه في النطع مشدودا بالشوارف خوفا ان يمزق الناس اكفانه وكتبوا رقعة الى الخليفة فخرج الجواب: مثل هذا الرجل لانعدم بركاته ان يكون في جوارنا وهناك موضع يعرف بدار الفيلة وهو ملك لنا ولم يكن فيه دفن، فدفن فيه رحمه الله).ويعضد صاحب الشذرات ما ذكره ابن الساعي في كتابه (المقابر)ص 46قال: ((.....فامر الامام المطيع لله ان يدفن بدار الفيل وهو موضع مقابل لدار الخلافة في اول شارع البصلية ولم يكن دفن هناك احد فهو اول من دفن فيه وصار الموضع مقبرة سابلة يقصدها الناس طلبا لمجاورة غلام الخلال.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

966 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع