كتب: صفوة فاهم كامل
الجالية العراقيَّة في عمَّان تحتفل بالمولد النَّبويّ الشَّريف
قال الشاعر محمد بن سعيد البويصري:
محمد، أشرف الأعراب والعجم
محمد، خير من يمشـي على قدم
محمد، باسط المعروف جامعه
محمد، صاحب الإحسان والكرم
محمد، تاج رسل الله قاطبة
محمد، صادق الأقوال والكلم
محمد، ثابت الميثاق حافظه
محمد، طيب الأخلاق والشيم
أقام الملتقى العراقي للثقافة والفنون في العاصمة الأردنية عمَّان أمسية نبوية شريفة بمناسبة مولد سيِّد الكائنات محمَّد ﷺ حضرها جمهور غفير من أبناء الجالية العراقية وضيوفهم من الأشقَّاء الأردنيين.
في بداية الحفل الذي أقيم في بناية (بيت الثقافة والفنون) ألقى الشاعر والناقد علي غبن كلمة ترحيبية بالحاضرين مهنِّئاً إيَّاهم ومليارَ مسلم في العالم بهذه المناسبة العظيمة والولادة الأعظم.
تقدَّم بعدها الأستاذ ضياء الراوي رئيس الملتقى فرحَّب بالجمع شاكراً حضورهم ومشاركتهم في الحفل، ثمَّ قرأ الحاضرون سورة الفاتحة ترحُّماً على أرواح فاجعة عرس الحمدانية الأليمة التي أدمعت القلوب قبل العيون، داعين الله أن يتغمَّدهم بعظيم رحمته وواسع مغفرته وأن يداوي ويشفي جرحاهم ويلهم ذويهم الصبر والسلوان... إنَّه سميع مجيب.
ثمَّ ألقى المستشار السيد حسَّان المجالي كلمة مقتضبة باسم بيت الثقافة والفنون الأردني، رحَّب فيها بالحاضرين وهنَّأهم بذكرى مولد النبي الشريف وخاتم الأنبياء والمرسلين.
بعدها بدأ الحفل بخطبة قيَّمة ألقاها الدكتور فراس المجالي المدير في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدَّسات الإسلامية في الأردن، شكر فيها القائمين على الحفل والحاضرين عادَّاً إقامة مثل هذه الاحتفالات والمراسم السنوية في بلاد المسلمين احتفالاً دينياً واجتماعياً وبدعة حسنة مستعيناً بالحديث النبوي الشريف: ﴿من سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنَّة سيِّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء﴾. وتطرَّق السيد المجالي في كلمته إلى ما جاءت به الروايات المتداولة والمتناقلة من أنَّ نار المجوس انطفأت يوم ولادة النبي ﷺ وارتجَّ حينها إيوان كسرى.
بعدها ألقى الدكتور عبد المنعم أحمد صالح وزير الأوقاف والشؤون الدينية الأسبق كلمة مسهبة شكر فيها منظِّمي الحفل على دعوتهم إيَّاه للمشاركة بهذا الحفل وقد تشرَّف بقبولها. وتطرَّق الدكتور في كلمته إلى عظمة الرسول محمَّد ﷺ وسيرته في الكون وخلقه بين البشرية، مستنيراً بالآية الكريمة ﴿وإنَّك لعلى خُلُقٍ عظيم﴾ ومستشهداً بأقوال صحابته -رضوان الله عليهم- ومقتبساً من حِكم ومؤلَّفات مشايخ المسلمين وأقوال العلماء الأفاضل على مدى التاريخ ومنذ نشأة الإسلام. وفي الأخير تمنَّى للحاضرين وللجميع السلام والأمان والحياة الكريمة وأن يحفظ الله العراق والأمة الإسلامية من كلِّ مكروه.
ثمَّ قدَّم المهندس الدكتور زوبع الراوي نُبذة تاريخية وصفحات من سيرة النبي وجهاده من أجل رفع راية الإسلام بين الأمم والشعوب وما تعرَّض له خلال نشره الرسالة المحمَّدية من حملات عدائية وتشويهية مثله مثل سلفه النبي عيسى ابن مريم عليهما السلام.
بعد ذلك انبرى عدد من الشعراء الأفاضل فألقوا قصائد عصماء في مدح الحبيب المصطفى تغنَّت بحبه، بدأها الشاعر الصحفي في جريدة الدستور الأردنية السيد زاهر باكير ثمَّ تلاه الشاعر الأردني محمود إبراهيم وختمها الشاعر المحامي محمَّد أحمد المجالي. نالت أبيات هذه القصائد استحسان الحاضرين ورضاهم وصفَّقوا لها بحرارة.
وختم الأستاذ التربوي والناشط في حقوق الطفل اليتيم السيد زياد القيسي الخطب والكلمات بكلمة قصيرة عبَّر فيها عن غبطته للمشاركة في هذا الحفل مشدِّداً في كلمته على أنَّ النبي الأمِّيّ بلغ القمة في مكارم الأخلاق والصفات الطيبة وخصال الخير النبيلة وأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أشار إلى ذلك كلِّه في كتابه الكريم وأثنى عليه. وأثنى الحاضرون على كلمة القيسي الرائعة.
وبهذه المناسبة السعيدة هيَّأ القائمون على الاحتفال الحلويات والمطعّمات والشاي والقهوة وقُدِّمت للحاضرين لتبدأ بعدها فرقة (رابطة أنوار الشام) الإنشادية بأناشيدها الدينية ومدائحها النبوية وموشَّحاتها الأندلسية التي استمرَّت على مدى ساعة كاملة، تفاعل معها المحتفلون بحرارة متناغمين ومردِّدين كلماتها العطرة مع الصلوات على الرسول.
في ختام الحفل قرأ الحاضرون سورة الفاتحة ترحُّماً على شهداء الإسلام والعروبة، مع الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ. ثمَّ التقط الجميع الصور التذكارية بهذه المناسبة العطرة على أمل اللقاء في اليوم ذاته من السنة القادمة... وكلَّ عام والجميع بألف خير.
984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع