أحمد صبري
أتسمت الفترة التي تولى فيها الرئيس العراقي الراحل عبد الرحمن محمد عارف مقاليد الحكم رئيسا للعراق ، بالهدوء والسلم الأهلي لم يعهدها العراق الجمهوري منذ الاطاحة بالملكية عام 1958
و خلال فترة رئاسة عارف الممتدة من نيسان 1966 لغاية 16/تموز 1968 شهد العراق تطورات وضعته في قلب الاحداث كعامل مؤثر في مسارها عكست دور العراق في مسيرة العمل العربي المشترك ومواجهة الاخطار التي كانت تحدق بالامن القومي العربي حين ذاك ...
ولمناسبة الذكرى السادسة لرحيل الرئيس العراقي الاسبق عبد الرحمن محمد عارف نتوقف عند محطات في حياة الرجل الذي رحل بهدوء وترك أثرا طيبا في نفوس العراقيين...
فالعراق الذي كان سباقا لنجدة أشقاءه العرب لم يتوان عن مواصلة دعمه للجهد العربي وتنقية الاجواء العربية فكان دوره واضحا في تهيئة الاجواء المناسبة لبلورة موقف عربي لمواجة تداعيات نكسة حزيران عام 1967
وما تكليف مؤتمر القمة العربي الذي عقد بعد ذلك اليوم الاسود في التاريخ العربي للراحل عبد الرحمن عارف ومعه الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين في مهمة عربية الى القيادة السوفيتية إلا دليلا على دور العراق ومكانته..
وكانت زيارة عارف إلى باريس على نفس الطريق والتي فتحت الطريق لعلاقات ستراتيجية بين البلدين خصوصا في مجالات تسليح الجيش العراقي والاستثمار النفطي وعملية البناء ،وشهدت علاقات العراق مع دول الجوار الاقليمي تركيا وإيران منعطفا مهما تجسد في إقامة علاقات متوازنة وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مثلما شهدت علاقات العراق مع اشقاءه العرب تطورا خدمة لمصالح العرب العليا ، وعندما نتحدث عن تلك الفترة التي أتسمت بالهدوء والاستقرار فأننا نشير إلى ماشهدته الساحة العراقية من تطبيع الاوضاع والسلم الاهلي الذي عزز وحدة العراقيين لاسيما تهدئة الاوضاع في شمال العراق والتوافق على إيجاد الحلول لها..
ومايدعونا للتوقف عند تلك الفترة إن سجون العراق كانت خالية من أي معتقل سياسي وكانت حرية التعبير والحراك السياسي متاحة للجميع ماأثرت الحياة السياسية وأعطتها حيوية وثقة بالمستقبل لأرساء تقاليد سياسية جديدة تضمن الحقوق السياسية للجميع
وعندما نستذكررحيل عارف فأننا نستعرض مسيرة إنسان رحل بهدوء وأجمع العراقيون على محبته وإنصافه لما تميز به من صفات وضعته في دائرة الضوء لما شكله من ظاهرة تستحق التوقف عند دلالاتها خصوصا أنه رحل ولم يوقع او يصادق على أعدام أي عراقي ناهيك عن زهده بالحياة التي أتسمت بالبساطة والهدوء والعفة وعدم استغلال المنصب ولم تتلوث يداه بأي قضية تخالف القانون والنظام..
وهكذا إنسان ترك أثرا طيبا بعد رحيله يستحق منا أن نستذكر مناقبه ليطلع الرأي العام على مسيرة رئيس عاش ورحل بهدوء وأوصى أن يدفن في مدينة المفرق الأردنية بين شهداء الجيش العراقي الذين جادوا بأنفسهم دفاعا عن عروبة فلسطين وقضايا أمتهم العربية..
1007 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع