د.رعد العنبكي
ترتقي (المصالح البريطانية في العراق) الى القرن الذي ترتقي اليه في ( الخليج العربي) وهو القرن السابع عشر للميلاد وكانت هذه المصالح تجارية صرفة في بدء امرها فاصبحت تجارية سياسية بعد زمن قصير وما ( شركة الهند الشرقية البريطانية ) التي تاسست في عام ( 1598م )لتنافس( شركة الهند الشرقية الهولاندية)
و(شركة الهند الشرقية الفرنسية ) وغيرهما من شركات الملاحة في الخليج المذكور الا حلقة من سلسلة التدابير التي احكمت بريطانية اتخاذها لترسيخ قدمها في العراق وفرض سيطرتها على هذا الجزء من ( الوطن العربي ) الذي يقع في منطقة الشرق الاوسط حتى اذا شبت نار الحرب العالمية الاولى في عام (1914) ( استطاع السلاح الجوي البريطاني ان يتم في غضون سنينها الاربع ما بدات به التجارة والدبلوماسية البريطانيتان منذ ثلاثمائة سنة ونيف )
وقد رات بريطانية ان استنادها الى ( نظرية حق الفتح ) البالية في حكم العراق حكما مباشرا يتعارض مع ( نظرية حق تقرير المصير ) التي بشر بها الحلفاء في ابان خوضهم غمار الحرب المذكورة من جهة ويؤدي الى اثقال كاهل دافع الضريبة البريطاني من جهة اخرى فحملت ( مجلس الحلفاء الاعلى ) على ان يضع العراق تحت انتدابها في جلسته المنعقدة في ( سان ريمو ) في (25 نيسان 1920م ) وفقا للفقرة الرابعة من المادة ( 22 ) من ( عهد عصبة الامم ) وهي :
ان بعض البلاد كانت في القديم تابعة للا نبراطورية العثمانية وقد بلغت درجة راقية يمكن معها الاعتراف مبدئيا بكيانها كامم مستقلة على ان تستمد الارشاد والمساعدة من دولة اخرى حتى ياتي الزمن الذي تصبح فيه قادرة على الوقوف بمفردها وان اعتبار رغبات هذه البلاد يجب ان يكون في المقام الاول من انتقاء الدولة المنتدبة ثم لما رات (بريطانية ) ان ( العراقيين ) يضجون ضجيجا عظيما من الانتداب ويكافحون كل هيمنة يراد فرضها عليهم حولت انتدابها الى ( سلسلة معاهدات افرغت فيها مواد الانتداب ونصوصه ) وكبلت بها العراقيين باغلال ظنت انها تكفي لحماية مصالحها الاستعمارية في هذه البلاد ولكن شعب العراق ظل يكافح الاستعمار مكافحة الابطال حتى ظفر باستقلاله العتيد
بعد اثنتي عشرة سنة من فرض ( نظام الانتداب ) البغيض عليه والبحث عن ( العراق في ظل المعاهدات ) انما هو بحث العلاقات السياسية والاقتصادية والعدلية والثقافية حتى الفنية بين العراق وبريطانية وذلك منذ قيام الدولة العراقية حتى تاريخ دخولها في ( عصبة الامم ) بل هو بحث الكفاح العراقي للتخلص من سلطة البريطانيين والتحرر من كل حكم لا ياتلف مع طباعه وعاداته ورغبته في حكم نفسه بنفسه ومما ساعد العراق على بلوغ هدفه وتحقيق امنيته وجود الملك فيصل الاول بلباقته السياسية وتفكيره العميق وما اثرته شخصيته القوية ومقامه الرفيع في تطور العلاقات بين بريطانية والعراق عن طريق التفاهم السياسي والاتصال المستمر فلولا ( الملك فيصل الاول ) لما تبوا العراق مقامه في العصبة الاممية ولولا عظمته وكياسته وبعد نظره لما تمتع العراق باستقلاله العتيد وبهذا اكتفي على امل العودة في حلقة قادمة انشاء الله لمعرفة كيفية وصول المغفور له الملك فيصل الاول لحكم العراق
ولكم مني اطيب المنى
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي
965 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع