التجسس الامريكي ونهاية حرية التعبير!

                                  

                         مكارم إبراهيم

اقترح اعضاء حزب القائمة الموحد في الدنمارك عن ترشيح الشاب الامريكي ادوارد سنودن لجائزة نوبل للسلام لعمله وفضحه عن نظام التجسس العالمي الامريكي على الدول والشعوب رغم انه امر محزن لانه يعتبر نهاية لحرية التعبير وربما كنا على وشك حرب عالمية !

وهذا مايدفعنا للتساؤل ماهو سبب سكوت الحكومات عن تجسس حكومة الولايات المتحدة عليهم رغم تبريرها لهذا التجسس بانه لحماية الدول من هجمات اعتداء جديدة كالحادي عشر من سبتمبر, فهل الخوف من العمليات الارهابية التي خلقوها هم لاننسى من خلق القاعدة حينها لتدمير روسيا الشيوعية ولانهاء الشيوعيين ,ام هو اثبات دعمهم للحكومة الامريكية خاصة وان الولايات المتحدة صرحت بعد 11 سبتمبر اما انت معنا او ضدنا فمن لايتعاون مع امريكا بتبادل المعلومات والمشتبه بهم فهم مع الارهاب وضد الولايات المتحدة في كل الاحوال الخوف من اي طرف لم تششتعل حرب عالمية . ولكن الشاب ادوارد سنودن حصل على لجوء سياسي في روسيا بعد ان رفضت العديد من الدول لجوئه خوفا من الولايات المتحدة حيث عقدت الدول اتفاقية مع حكومة الولايات المتحدة بتسليم اي شخص اذا ماطلبت الحكومة الامريكية ذلك!

هم من خلق الارهاب واليوم يحاربونه ام الاصح يحاربوننا جميعا مع الارهابيين رغم اننا بريئون منهم ومن برنامجهم .والارهاب اصبح رمز عصرنا ونحن من يدفع ثمن الاعتداءات التي يقوم بها الارهابيون فاصبحنا مراقبون في مكالماتنا الهاتفية وفي ما نكتبه على الفيس بوك والانترنيت وفي الصحف الصحفيون يستجوبون هم وصديقاتهم وزوجاتهم وربما يطلب منهم التعاون مع المخابرات المركزية لكشف الوثائق التي سرقت .انتبه لمحادثاتك على الهاتف وتجنب الكلمات المشتبه بها ففي الصحف الدنمركية كتب عن الشاب الدنمركي توبياس لينة شانز عندما تفاجئت اسرته بحصوله على رفض لطلب الفيزا التي تقدمت بها اسرته للولايات المتحدة بينما حصول بقية افراد اسرته على الفيزا رغم ان الشاب توبياس لم تكن له اية سوابق في الجنايات وملفه نظيف وبعد محاولاته الجادة لمعرفة سبب الرفض له تبين فيما بعد بان توبياس كان قد حصل على رقم تليفون من شركة الهواتف الدنماركية تيليا وتبين ان الرقم سابقا يعود الى شاب اخر كانت له اتصالات مشبوهة مع البعض يبدو ان مكالماته الهاتفية كانت مسجلة لدى المخابرات الدنماركية التي تتبادل المعلومات مع المخابرات الامريكية حسب قانون الارهاب بينهم لتورط الشاب المالك السابق للهاتف وثم تورط المالك الجديد توبياس بهذا الرقم مما ادى الى رفض الفيزا له وحرم من عطلة الصيف مع باقي افراد اسرته واليوم طلب وزير العدل في الدنمارك السيد مورتن بودسكو من المخابرات الدنمركية التحقيق في الامر!

هل تعلم ايها المواطن انك اذا كنت في قاعة الانتظار الترانزيت في المطار فان المخابرات يمكنها استجوابك قانونيا حسب قانون الارهاب الذي وضعته الولايات المتحدة الامريكية بعد الاعتداء 11 سبتمبر اذا كانت تشتبه في امرك. هذا ماحدث مع حبيبية الصحفي الانكليزي الذي تعاون مع الامريكي ادوارد سنودن تم استجوابها لمدة 9 ساعات وطلب منها التعاون مع المخابرات وفي نفس الوقت يطلب رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميران من صحيفة الغارديان التي نشرت فضيحة التجسس الامريكية على العالم طلب منهم تسليم الملفات او الكومبيوترات للمخابرات والا ستواجه صحيفة الغاردييان محاكمة طويلة الامد بتهمة تسريب وثائق سرية هامة في حرب الارهاب مهزلة التجسس الامريكي علينا اصبحت لدرجة ان احد الدنماركيين اعضاء حزب القائمة الموحدة يسخر من صفحات الفيس بوك وقال انها مهزلة ان نفتح صفحة هناك للدعاية عن حزبنا فالفيس بوك اصبح صفحة للاطفال ومراقب من المخابرات الامريكية .لايخفى على الجميع ماكشفه الامريكي ادوارد سنودن الذي كان اصلا يعمل في المخابرات المركزية الامريكية والامن القومي عندما كشف مخطط ونظام التجسس الامريكي بارسال وثائق سرية عنه الى صحيفة الغارديان الانكليزية والواشنطن بوست فقد تاكدنا الان بان كل مانكتبه على الفيس بوك مراقب وكل كلمة نقولها عل الهاتف مراقب فبمجرد ان تذكر كلمةلها علاقة باسامة بن لادن او الارهاب او القاعدة وما الى ذلك فسوف تعتبر مشتبه ويراقب هاتفك وكومبيوترك كل مانكتبه مراقب من قبل المخابرات الامريكية وكل مانذكره في الهاتف مراقب اذا ذكرت الى صديقك كلمة القاعدة او الارهاب او اسامة بن لادن تسجل المكالمة على الفور كمكالمة مشبوهة ويراقب الرقم بشكل اوتاماتيكي لن تستطيع التعبير عن كل مايجول في خاطرك لصديقك او الحديث بحرية عن الازمة في الدول العربية تاكد من ذلك كل كلامنا مراقب ونعلم جميعا ماالم بمؤسس الويكيليكس جوبيان اسانج بسبب فضحه لوثائق سرية عن فضائح الحكومات في العالم واليوم حدث مع ادوارد سنودن ومع الصحفي المتعاون معه في الغارديان.حرية الصحافة والشفافية والديمقراطية كلمات اصبحت خيالية ليست لها علاقة في الواقع.

بات الدنماركيون يهزئون من صفحة الفيس بوك ويقولون انها للاطفال لانها مراقبة من المخابرات الامريكية .

وهذا يعني انك ايضا اذا اشتريت رقم تليفون من شركة الهواتف وكان الرقم سابقا مسجلا في المخابرات الامريكية على انه مشتبه به لان صاحبه في المكالمات يتحدث عن خطط مشبوهة فتاكد بان رقمك هذا قد وضع في القائمة السوداء للمخابرات المركزية الامريكية .هذا ماجنيناه من بن لادن والقاعدة وهجوم 11 سبتمبر اصبحنا مراقبون جميعا هواتفنا وكومبوتراتنا وترفض الفيزا السياحية لشخص يملك رقم هاتف سابقا مراقب من قبل المخابرات الامريكية . به والصحفي يستجوب هو وحبيبته اذا مانشر وثيقة تفضح الحكومة ويحاكم ويطلب تسليمه في حال طلب اللجوء في دولة ما.

اين انت جوليان اسانج؟ واين الويكيليكس؟ معلوم للجميع ماقام به جوليان اسانج نشروثائق سرية عن الحرب الافغانية والحرب في العراق وبالاخص مدينة فلوجة في العراق ووثائق عديدة كان الهدف من ويكيليكس الشفافية وحرية التعبير وفضح السلوكيات اللااخلاقية للحكومات

ولكن يبدوا انه حرية الصحافة ماتت ودفنت بلارجعة فالتجسس الامريكي علينا جميعا حقيقة واقعية علينا ان نغير من مفاهيمنا لحرية التعبير والصحافة ديمقراطية الدول الغربية كلمة كبيرة جدا وناقشنا هذه اليمقراطية المزيفة في مقالات سابقة منذ سنين كوننا لم نفهم لعبة سياسة الحكومات وومهزلة الديمقراطية المزيفة والعهر الفكري كما اسميته منذ سنين!

كثيرا ماتصرح حكومة الولايات المتحدة عن دفاعها عن الديمقراطية وحرية التعبير وولكن ماتقوم به من سلوكيات يؤكد العكس من ذلك لماذا يطارد الويكيليكس وادوارد سنودن اذا كان مسموح للصحفي بحرية التعبية والشفافية ؟ فاين الخطا ؟ اكيد نؤمن بان العمليات الارهابية مثل الحادي عشر من سبتمر كان العامل المحفز والمحرك لبداية مايسمى بالحرب على الارهاب واذا لم تكونوا معي فانتم ضدي هكذا قال بوش واليوم اية عملية ارهابية تحدث تعطي للولايات المتحدة حجة للدفاع عن نظام التجسس الذي تقوم به على الدول وعلى الشعوب فهي تؤكد بان عملية التجسس التي تقوم بها اساسا بهدف حماية الشعوب والدول من الاعتداءات الارهابية التطرف في اي سلوك خطا فان تراقب جميع الناس وحتى حياتهم الخاصة يصابون بال بارانويد الخوف والرعب والشك من كل شئ ولكننا وكاننا في دولة عربية مع حاكم ديكتاتوري حتى يخاف الاب من ابنه ان شتكي عليه للمخابرات لاستلام جائزة هكذا فعل صدام حسين بالشعب العراقي كان يكافئ كل من يتجسس ويقدم تقرير عن ابيه و اخيه او صديقه ونجح في تهديم الاخلاق طبعا خاصة مع اناس ضعاف النفوس امام المال يبيع ابيه وعمه وامه واخيه ولهذا ترى العراق اليوم غارقا في مستنقع الفساد هكذا كانت بداية النهاية واليوم ونحن في ارقى الدول الاسكندنافية نعاني نفس الشئ فقدنا حرية التعبير والصحافة تتهدد ايضا وماتت شفافية وحرية الصحافة واعلن الحداد عليها فنحن مراقبون من كل الجهات والمعلومات تتبادل بين اجهزة المخابرات والدولة التي ترفض تبادل المعلومات و المشتبه بهم فهم ضد الولايات المتحدة الامريكية هذا ماقرره جورج بوش الابن منذ اعتداءات سبتمر ربما هذا ياخذنا للتامل وطرح تساؤل مهم بانه لولا اعتداءات 11 سبتمر من قبل بن لادن لما وصلنا الى مانحن عليه اليوم وكانما بن لادن ساعد الولايات المتحدة في تقييد حرياتنا الفكرية والفيسبوك والصحافة وتحركاتنا الفيزيولوجية ومنعت الكثير من الناس من الحصول على فيزا للولايات المتحدة الامريكية ! امريكا خلقت بن لادن ووبعدها تحارب القاعدة ,والاصح تحاربنا باسم محاربة القاعدة وبن لادن.

الاهم من كل شئ هو "موت حرية التعبير حقيقة قاسية علينا استيعابها من جديد !

مكارم ابراهيم

هوامش

ترشيح ادوارد سنون الى جائزة نوبل للسلام

fredspris/-nobels-til-snowden-edward-indstiller-http://politiken.dk/politik/ECE2047189/el

خبر عن الشا ب الدنماركي توبياس لينة

turist/-dansk-af-afvisning-undersoege-skal-pet-politik/ECE2053321/boedskovhttp://politiken.dk/

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

668 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع