بشر المستقبل.. من هم؟

 عائشة سلطان

بشر المستقبل.. من هم؟

كل هذا الحراك العالمي والعمل الدولي الدؤوب والمستمر بلا توقف، كل هذه العلاقات والاتفاقات التي نراها تنعقد وتوقع، كل هذه البناءات والاختراعات، كل هذا الحرص على الموارد الطبيعية وموارد الطاقة والعمل على وضع استراتيجيات مستدامة، كل هذا ليس سوى تخطيط دؤوب تعده الدول والمجتمعات للمستقبل، وبقدر سلامة وقوة الاستعدادات، يتوقع العالم مستقبلاً أقل مخاطر وكوارث مما هي الآن! فهل سيكون الأمر كذلك؟

في الحقيقة إن هذا العالم الذي يركض نحو المستقبل يرتدي حذاءً قوياً بالفعل لكنه لا يخلو من الثقوب، ما يعني أن العالم بحاجة لأن يراجع بعض جوانب خططه جيداً، وأن يفحص كافة المدخلات ضماناً لمستقبل أكثر استقراراً وقوة، صحيح أن الاقتصاد عمود فقري، والاتفاقات العالمية، وطرق التجارة والممرات العالمية والتحالفات والسعي لتطوير البنى وتنويع سلال الموارد والمداخيل القومية مهم جداً وللغاية، لكن ماذا عن البشر والأفكار والقناعات والفلسفات التي تحرك نوازعهم وتوجهاتهم وتضمن علاقاتهم وبالتالي سلام العالم؟

ماذا عن الملايين الواقعين تحت تأثير أفكار مهددة لهذا السلام، وقابلة لأن تنفجر في وجه العالم بأية لحظة؟ ماذا عن التطرف والكراهية والعنصرية مثلاً، والتي أدخلت العالم في صراعات وأنتجت منظمات وجماعات قتل وإبادة باسم الدين في الشرق الأوسط، وباسم التفوق العرقي في الولايات المتحدة، وباسم الفجوة بين الشمال الغني والجنوب الفقير في أمريكا اللاتينية، وباسم الحروب نيابة عن القوى الكبرى في أقصى شرق العالم، وباسم الاستحواذ على ثروات الآخرين في أفريقيا... إلخ!

ما الذي يبذله العالم لتطوير التعليم؟ التعليم الإنساني المسؤول عن إنتاج إنسان مؤمن بإنسانيته وثقافته؟ إنسان يمد يده للآخر وليس مسدسه أو قنبلته أو كراهيته أو حزامه الناسف؟ تعليم ينتج بشراً يعملون بعقول مؤمنة بمستقبل أفضل لا تعليماً ينتج بشراً آليين بلا روح ولا قلب ومبادئ؟ تعليم تعتمد فيه البلدان على بشرها لا على الآلات والأجهزة بينما البشر يحدقون إلى شاشات تضخ لهم سموماً تخدرهم وتستنزف إنسانيتهم؟ وماذا عن أحلام الناس ومطالبهم وحقوقهم؟

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

839 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع