عبد يونس لافي
من رسائل مملكة ماري/ إدارة المملكة
الرسالة الثانية
حول دعوةِ تجمُّعٍ لقوّاتِ
مساعدي مملكة خانة*
رسالةٌ إداريَّةٌ اخرى
من رسائل مملكة ماري،
تشيرُ الى اقْتراحِ مسؤولٍ،
لاسْتخدامِ عنصرِ الترهيب،
لإنفاذِ الأوامرِ الصادرةِ
عن قياداتٍ عُليا،
في المملكة.
في الرسالة،
يتبيَّنُ أنَّ أوامرَ كانت قد صدرت
بتجميعِ القوّاتِ العسكريةِ
المساعدةِ من مملكةِ خانة،
حول ذلك المسؤولِ،
إلّا أنَّ هذه الاوامرَ لم تُنَفَّذْ،
زمانًا ومكانًا كما خُطِّطَ لها،
إذ أنَّها لم تلقَ أُذنًا صاغيةً
من لدُن تلك القوّات.
فعلى الرغم من أنَّها غادرت
ريفَ خانة، إلّا أنَّها تجمَّعتْ
في معسكراتٍ خاصَّةٍ بها،
غير المكانِ المُتَّفقِ عليه،
ممّا جعل المسؤولَ المأمورَ
بالْإنفاذ، يستشيطُ غضبًا.
انتظر الرجلُ خمسةَ ايامٍ،
دون ان تتجمعَ تلك القواتُ
حولهُ كما هو مطلوب.
أرسل الى هذه القواتِ،
رسالةً اخرى لكي يتجمَّعوا،
وانْتظر ثلاثةَ ايامٍ دون جدوى.
جُنَّ جنونُه، فما كان منه إلّا
أن يقترحَ على المسؤول الأعلى،
أن يوافقَ على أمرٍ ينُمُّ عن شيئٍ
من الصَّرامة والإصرار هو:
إعدامُ احدِ السُّجناءِ المُجرمينَ،
وقطعُ رأسِه، ثم حملُ الرأس،
والاسْتعراض به حول اماكنِ
تجمُّعِ تلك القواتِ المتمرِّدةِ،
بل أبعدَ من ذلك الى المدن
المحيطة علَّها ترى او تسمعُ،
فيدخلُ الرَّوْعُ إليها،
فتستجيبُ وتتحمَّعُ فورًا.
يتَّضح من الرسالة
ان هذا المسؤولَ،
اراد ان يُظهرَ بهذا الاقْتراح،
مقدارَ ولاءِهِ لمرؤوسيه،
وحِرصِهِ على إنفاذِ ما يتلقّاهُ
من أوامرَ، بل راح مستجيبًا
بسرعةٍ لطلبٍ اخرَ مستعجَلٍ،
بأن يُرسلَ على وحدةٍ من
الوحداتِ العسكرية،
لشأن آخرَ لم بتَّضِحْ
لي من نصِّ الرسالة،
بينما كان ينتظر الموافقة
على اقتراحه الأوَّل.
إليك الرسالة:
"أخبر سيِّدي:
خادمُك بَخْدي - لِمْ (Baḫdi-Lim )،
يُرسِلُ الرسالةَ التالية:
لخمسةِ أيامٍ خَلَتْ، وأنا
أنتظرُ مساعدي خانة (Ḫana)،
في المكان المتفق عليه،
إلّا أنَّ الجنودَ لم يتجمَّعوا حولي.
لقد خرجوا فعلًا من ريفهم المفتوح،
إلّا أنهم يُقيمون الآن،
في معسكراتٍ خاصَّةٍ بهم.
أرسلتُ مرةً أو مرَّتيْن،
رسائلَ الى هذه المعسكراتِ
لاسْتدعائِهم، لكنهم لم يتجمًعوا؛
في الواقع، إنها ثلاثةُ أيامٍ
لحدٍّ الآن، وما زالوا كذلك.
عليه اقترح،
وهذا يتوقف على موافقة سيِّدي،
أن يتُمَّ إعدامُ احدِ المجرمينَ
المحتجزين في السجن،
وقطعُ رأسِه، وحمله
خارج المعسكرات،
وليصل الى أبعد من ذلك
حتى خُتْنِم (Ḫutnim)
وأ پان (Appān)،
لترويع هؤلاء الجنود،
فيتجمَّعوا هنا بسرعة.
أما بصدد الرسالةِ العاجلةِ،
التي بعث بها سيِّدي إليّ،
سأرسل بسرعة على وحدةٍ
من القوات."
الخلاصة:
إذا سئلت عن مملكةِ ماري،
فماذا عساكَ أن تقول؟
* خانة (Ḫana) مملكة
من الممالك السورية القديمة
وعاصمتها ترقا (Terqa)،
تقع في منطقة الفرات الأوسط.
984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع