كتبت : رنا خالد
حسين الأعظمي .. مواهب متعددة
وهو يروي لجمهور اكتظت به قاعة مجلس الأعمار العراقي في العاصمة الأردنية ، عمان ،مساء الاثنين7/8/2023 ،محطات من مسيرته الحياتية المفعمة بالتحدي والإصرار على بلوغ ما ترنو إليه نفسه التواقة إلى النجاح ، كان سفير المقام العراقي د. حسين الأعظمي ، يرسل رسالة إلى من يتابعه مؤكدا فيها على ضرورة السعي إلى بلوغ الهدف الذي يرسمه المرء إلى حياته .
كنتُ ، كما غيري من الحضور ، نشعر بالغبطة إلى هذا الانسان المعظماوي ، الذي تبوأ قمة المجد في تاريخ الإبداع العراقي المتمثل بالمقام العراقي ، الذي يمتد إلى عمق تاريخ بلاد الرافدين ، ففي سنيه الأولى ، اتجه إلى رياضة السباحة ، فكان الأول على اقرأنه في تحدي مياه دجلة ، يوم كان سيد الأنهر في جريانه و عنفوانه ، وفي يفاعته ، انتبه إلى قوة جسمه ، ونمو عضلاته ، فكانت المصارعة الحرة ، ميدانه الأهم ، فحصل على جوائز عدة في بطولات على مستوى بغداد والمحافظات.
لم يكتف ابن بغداد ، بمجده الرياضي ، الذي وجد فيه أمانيه في الوصول إلى الصدارة ،فكان مساره الجديد سماع المقام العراقي ، الذي كان مرتعه حواري الأعظمية ، وبقية مناطق بغداد الشعبية ، فأخذ يقلد قراء المقام بين أصدقائه في تجمعاتهم وحفلاتهم ، فكان الأعجاب به يتعالى ، وفي سنوات قليلة ، اكتشف من حوله ، ان حسين الأعظمي ، يمتلك حنجرة مقامية صافية ، وأذنا عارفة بأصول المقام ومدارسه ، فقرر بشجاعته المعروفة الدحول إلى ميدان المقام العراقي من خلال الدراسة الأكاديمية، فكان احد طلبة معهد الدراسات النغمية ، وفي المعهد الذي يديره اشهر أساتذة المقام العراقي، برع الأعظمي صوتا مؤديا رائعا لمختلف المقامات ، واصبح واحدا من اهم الطلاب ، ولعل حضور رائد المقام العراقي ، وسيده في حياتنا المعاصرة ، الأستاذ محمد القبانجي ، لأحدى فعاليات المعهد ، وسماعه للأعظمي ، كان بشارة خير سعد، حيث ابدى أعجابه الشديد بالأداء والصوت الشجي للشاب ابن المعهد ..
وتخرج هذا الشاب من المعهد، حائزا المرتبة الأولى ، فيعين معيدا فيه ، ومن تحت يديه ، تخرج لاحقا العديد من طلاب المعهد ، واصبحوا نجوما ساطعة في سماء الشهرة الفنية ، في العراق وخارجه ،ومن هنا بدأت مسيرته الإبداعية ، حيث تربع على مسرح المقام العراقي كصوت بارز، نال الأعجاب الشديد ، ولاسيما في الفعاليات التي كان يشارك فيها خارج العراق ..
وبعقليته المفعمة باستقراء المستقبل ، لم تغره نجاحات وشهرة ربما ، تزول مع السنين ، اتجه الكبير حسين الأعظمي إلى البحث العلمي للمقام العراقي ، متتبعا مساراته وانعطافاته ، فاصبح اهم مصدر معاصر فيه ، حيث اصدر عشرات الكتب المهمة في مجال المقام ، مستذكرا ابرز رموزه ، ساعيا إلى تثبيت أسس رصينة تؤكد أصالة عراقية المقام ، وقد اهتمت مراكز الأبحاث المختصة بالغناء وموسيقى التراث العالمي ، بطروحات الأعظمي ، وسجلتها في مناهجها الدراسية ، كأهم المصادر ..
شكرا لمجلس الأعمال العراقي في الأردن، على الاحتفاء بالدكتور الفنان حسين الأعظمي ، لمناسبة مرور 50 سنة على اعتلائه خشبة مسرح المقام العراقي
958 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع