أ.د. سلمان الجبوري
العمل مصداق القول
بسم الله الرحمن الرحيم
قالت الأعراب آمنا ۖ قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ۖ وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا ۚ إن الله غفور رحيم.
صدق الله العظيم
ويقول الشاعر أبو الأسود الدؤلي
لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ .. عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ
في الثالث عشر من شهر أب الحالي اقام عدد من النشميات والنشامى العراقيون وقفة احتجاج امام سفارة امراء أل الصباح في لندن احتجاجا على تطاول حكومة الكويت وبالتعاون مع الفاسدين والعملاء الذين ابتلي بهم العراق منذ 2003 على أراضينا ومياهنا الإقليمية، ورغم قلة عدد المشاركين الا ان فعلهم في اعيننا وضمائرنا كان كبيرا لانهم شمخوا بوجه الأعداء والفاسدين والمتخاذلين وهم مكللين بغار الفخر والزهو بحب العراق والدفاع عنه في حين اعتكف الكثير ممن يقطن في لندن من حملة الجنسية العراقية من مدعي الوطنية في جحورهم بعدما كانوا يصدعون رؤوسنا بخطاباتهم الجوفاء وادعائهم الحرص على الوطن وأهله في حين انهم يخدموا مموليهم ممن تسيدوا على العراق وأهله او أولئك الذين يمتهنون وسيلة النباح على الرايح والجاي والذين ليس لهم أي فعل ايجابي سوى التعرض لما نكتب او يكتب الاخوة الوطنيون المدافعون بأخلاص عن العراق وشعبه.
ان مصداقية أي قول هو فعله الذي يتجسد على ارض الواقع . فقد نسمع أصواتا تعلوا هنا وهناك تدعي الدفاع عن العراق وقضاياه لكننا نراهم من المتخلفين وقت الامتحان وقد قيل " في الامتحان يكرم المرء او يهان" وكانت وقفة يوم 13 اب أولى الاختبارات التي فاز فيها ماجدات واماجد العراق الغيارى واهين المتخلفون من المرتدين والخونة والعملاء من المتسكعين في مواخير لندن ويعتاشون على فُتات مايقتات به البريطانيون او من بقايا ما يتمتع به أصحاب السحت الحرام .
ليس لاي مما يدعى به من تدين او وطنية قيمة ما لم يكن لاقواله اثر على ارض التطبيق وكما ورد في الاية الكريمة أعلاه فأن الله سبحانه وتعالى قد اعطى الايمان درجة اعلى على الإسلام وكما هو ظاهر في كثير من الدول المسلمة وخاصة العراق وبلاد الفرس ، لان ادعاء الإسلام انما هو تسمية جوفاء ما لم يقترن بالايمان الحقيقي بما انزله الله في محكم كتابه الكريم وما ورد في سنة نبيه الكريم محمد عليه افضل الصلاة والتسليم وما يظهر من تطبيق له على أرضية الفعل. وينسحب ذات الامر على من يدعي الوطنية والحرص على مصلحة الوطن والشعب حيث يجب ان يقترن هذا الادعاء بالفعل والا سيبقى القول قولا اجوفا وسينطبق على الدعي قول الشاعر أبو الأسود الدؤلي أعلاه.
ان ما نقرأه ونسمعه من أصوات جوفاء من قبل أناس هم ابعد ما يكونون عن الوطنية او الايمان بالمبادئ التي يدّعون اعتناقها انما هو لايعدو عن ايهام للعامة بما يدعّون ولكن لاتجد تطبيقا لتلك الادعاءات .
ان اعتناق الدين الإسلامي او اية عقيدة سياسية انما يعد ذلك حملٌ لقيم ، وان تلك القيم انما هي مطلقة ولا تحتمل النسبية. ففي الوقت الذي يجب ان يكون عمل المرء المسلم مرأة قوله لكي يقال عنه مؤمنا حسب الوصف الإلهي فأن معتنق العقيدة السياسية كذلك لايمكن ان نصفه بمؤمن بتلك العقيدة اذا كان عمله لايتطابق مع ما يدعيه او يشاهر به. فكما هو الحال في حالة من يدعي التدين بأدائه لبعض من الفروض ويكثر من التردد على المساجد او يصوم أيام اخر غير أيام الصوم التي فرضها الله في الشهرالحرام رمضان الكريم او يبالغ في أداء العمرة ولاتجد أي اثر لذلك في سلوكه اليومي فلا يصل الرحم او يعيل محتاج او ينهى عن منكر او يعض بما امر الله به اوينصح بخير او يصلح اعوجاج بل تراه يجامل على حساب الحق فيعزز الباطل في ذلك.
ذات الشئ نجده لدى من يصدعون رؤوسنا ليل نهار في معارضتهم لذوي المبادئ الحقيقيون وتبجحهم بالقيم وهم ابعد مايكونون عنها وابرز دليل على هذا ما اشرنا اليه انفا حول تخلف أولئك عن المشاركة في تلك الوقفة الاحتجاجية امام السفارة الكويتية في لندن يوم 13 أب. فتراهم نشطاء في تعليقاتهم وفي وعضهم الذي لايعدو عن وسيلة يهدفون من ورائها إرضاء من يمولونهم او يرجون التقرب منهم زلفا.
770 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع