أمير الرشيد
ما لم يعلن ويقال عن انتفاضة " ناظم كزار " مدير الامن العام في الثلاثين من حزيران ١٩٧٣ضد حكم القرية والقبيلة !..
( مقدمة ) .... يقول الدكتور ( وليد شوكت الخيال ) الطبيب الاخصائي في الجراحة والمختص في جراحة وزراعة الكلى ...
راجعني في احد الايام بعيادتي الكائنة في شارع المغرب ببغداد ناظم كزار مدير الامن العام وهو يشتكي من " ورم " في اصبع احدى قدميه ويعيقه اثناء المشي ولما كشفت عليه قلت له ان الامر يحتاج الى استئصاله وساجهز غرفة العمليات الصغري وتحدد لي ساعة مجيئك لكي اكون انا والطاقم في انتظارك ولم اخبر الطاقم بهوية الشخص الذي سعالجه وفعلا في اليوم التالي جاء بعد ان اشعرني انه قادم وبعد الانتهاء من العملية فسحت المجال له لارتداء ملابسه الخارجية وذهبت الى الغرفة التي منه يفضي الى الصالة الصغيرة التي عادة ينتظر فيها ذوي الشخص الذي يجرى له العملية وكنت اتوقع هناك ان اجد والده وشقيقه او احد من كبار مساعديه
ولما فتحت الباب ّذو السلايد فوجئت بالرئيس(احمد حسن البكر) امامي واصابني بعض الارتباك وسالني عن ( ابو حرب ) قلت نعم يا سيادة الرئيس هو قادم وموضوعه مطمأن وتراجعت قليلا لاخبر ابو حرب بقدوم الرئيس والاطمئنان عنه ورافقته واساعده في السيرالى حيث واقف الرئيس عند باب الغرفة وهناك التقيا ورايت اول اغرب واجمل مشهد وهو مشهد العتاب بينهما ف ناظم كزار يقول للرئيس لما كلفت نفسك بالمجيىء وهو اجابه ولما لم تخبرني بمراجعتك هذا للطبيب واجرائك للعملية ؟! المهم غادروا جميعا ولم يقبلو ان اوصلهم الى الباب الخارجي او الى رحبة السيارات وعدت الى غرفتي ..
متى تبلورت لدى ناظم كزار القيام بعملية او حركة تصحيحة لقيادة الدولة والحزب .... كان ( كزار ) خلال قيادته لجهاز الامن لايميز بين العاملين صلة القرابة او المناطقية وكذلك التعنصر او الطائفية فمثلا اقرب الاصداقاء لديه هو ( علي رضا باوة ) وهو كردي من خانقين اضافة الى ( محمد فاضل ) رفيقه في المكتب العسكري وكان مرافقه من المنطقة الغربية ( الرمادي ) وسائق سيارته كردي من خانقين بالاضافة الى زواج شقيقته من مهندس كردي من اهالي السليمانية وكان لايمييز بين اثنان من اخوان النائب صدام حسين وهما مفوضي الامن من ( الدورات الخاصة ) كلا من وطبان وسبعاوي ويعاملهم كبيقة اقرانهم ولم يمنحهم اي امتياز باستثناء حالة واحدة جلبوا سيارة من الكويت خارج ضوابط استيراد السيارات ولم يدفعوا الرسم الكمركي وطلبو تسجيل تلك السيارة كانها تابعة لمديرية الامن بلوحات مدنية ومستخدمة لديهما بصفة خاصة ويمكن هذا كان بطلب شخصي من صدام..
شعر ناظم بمرو الايام ان غزو ابناء القرية قد ابتدأ وكانها اصبحت ممنهجا وكان عندما يذهب الى المجلس الوطني حيث مقر ( صدام ) يشاهد العشرات من المسلحين وهم اشباه الاميين وكانهم محتلين لذلك القصر وهم القادمين من ( العوجة ) والمناطق المرتبطة وهو لم يكن يعديهم ولكنه كان يعتبر ذلك غزوا من نوع خاص ! بها وهناك تطورات اخرى حصلت تباعا فمثلا عندما كان ( ناظم ) يكلم الرئيس بالهاتف كان يقول له ( البكر ) اخذ رأي النائب وفي احدى المرات جاء اليه باوراق او ملف معين فقال له الرئيس هل عرضتها على النائب فاجابه لا لان هذه منوطة بصلاحيتك وموافقتكم الشخصية فرد عليه ان صدام ممنوح له ذلك وكل ما يتعلق بصلاحياتي هو يحق له البت فيها باستثناء المراسيم الجمهورية وعليها توقيعي وهو يعلم بذلك ! وانا اعطيته تلك الصلاحية وهكذا سرت الامور وهو يزداد انزعاجا ويوما اثر يوم يفكر بالحلول التي يجب ايجادها وكان هو و ( محمد فاضل ) يفكران فيه وكيف ان المبادىء الحزبية في طريقها الى الانهيار ما لم يتم ايقاف تآكل بنية الحزب ومفاهيمه التي تربيا عليها والاخرون المتمسكين بعقيدتها ومبادئها ويبدو ان ( ناظم كزار ) فكر في قرارة نفسه ويمكن باحها لرفيقة ( محمد فاضل ) انه الان يقف على ارض صلبه لانه بحكم منصبه يمتلك القدرة والامكانيات اللوجسيتية والمادية في القيام بحركة تغيير واذا لم يقدم عليها في الوقت المناسب فانه متوقعا من ( صدام ) ان يحل شخصا من اقاربه في موقعه على راس جهاز الامن وتفوت عليه تلك الفرصة والامكانيات التي يمتلكها الان اذا اتفقا على التغيير وهذا لا يتحقق الا بقتل ( الاثنان ) معا وفي مكان و وقت واحد فتهيءا للامر فوجدا ان الاثنان يجتمعا معا خارج القصر في المناسبات وخاصة في المطار عند السفر والعودة وطالما حماية المطار وامنها منوط بجهاز الامن فليس ببعيد ان ينتقل امرحماية المطار الى جهاز المخابرات بدفع من اخيه ( برزان )..اذن عليهب البدأ بما قرروا وجائت فرصة سفر الرئيس البكر الى بعض الدول الاوربية الشرقية والعودة منها هي ساعة الصفر للبد بتنفيذ المخطط ويكون عند اعتلاء الاثنان منصة الشرف او قاعدة التحية بحيث يتمكن القناصون الذي سيجري تهيئتهم من قنص الاثنان معا ومما يسهل العملية وبل ويظمن نجاحها انهم يشكلون هدفا سهلا للقناصين كونهما هدفين ثابتين ونسبة النجاح فيها 99% بعكس الاهداف المتحركة التي تتراوح نسبة نجاحها بين 50 الى 60% وهكذا بدأ بالتفيذ بمعونة واسهام كل من النقبين داود الدرة ولطيف رشيد مدير المعمل الجنائي مع حسن المطيري وتم في اليوم الموعود بعودة الرئيس من سفرته كما هو معلوم باستدراج اولئك القادة والمسؤولين الى امكنة معينة واحتجازهم حيث انه يستفاد منه بعد تنفيذ العملية في الحالتين النجاح او الفشل وهي ستكون بمثابة الورقة الرابحة في المساومة او استخدامهم لالصاق التهمة الى بعضهم وفيما يلي خطة التنفيذ في المطار بكافة جوانبها التي وضعها ( ناظم كزار ) ومساعديه وتتلخص في وضع القناصين الى زمرتين كل اثنان الزمرة الاولى (أ –ب ) على يمين المبنى و( ج-د ) على يسار المبنى وكل زمرة تستهدف اوحد من الاثنان ( البكر – صدام ) ويكون هدف ( أ ) اصابة الرأس و هدف (ب ) اصابة القلب ونفس الحالة للزمرة التي على اليسار لتكون الاصابة فورية وفي المقتل واثنائهم تقوم زمرة اخرى بقذف او القاء قنابل دخان وقنابل الصوت لاحداث اكبر فوضى في الموقع المخصص للمستقبلين الذين هم من كبار المسؤولين بحيث ان تلك الفوضة الناتجة من القنابل الصوتية تجعل من المستقبلين والحاضرين بحيث ( يختلط الحابل بالنابل ) كما يقال في المثل بالاضافةالى حالة جعلها لا يمكن التمييز بين الصديق والعدو وفي هذا الحالة يترك القناصين المنفذين امكانهم ويخطلون مع بقية عناصر الحميات وفي نفس اللحظة تقوم زمرة بالسيطرة على ( برج المراقبة ) ومنع الاتصال او قطعها من والى البرج ! ولكن كل ذلك لم يكتب لها التنفيذ بسبب تأخر الطائرة و كما هو معروف للجميع اذن عاد المنفذين وقياداتهم الى المقر العام حيث خرج ناظم كزار واعوانه كلهم الى المخافر الحدودية بين العراق وايران ومكثو فيها او حولها
وعندها اعلن ( كزار ) عن مطاليبه وهي عقد مؤتمر استثنائي للقيادتين القومية والقطرية في منزل الاستاذ ( عبد الخالق السامرائي ) للبحث في مطاليبه التي سيعلها لاحقا وند التنفيذ علة اي حال وصباح اليوم التالي امر صدام بالاغارة على المكان التي يتواجد فيها ( المتآمرون واستدعى امر مجموعة الطائرات السمتية وهو الرائد الطيار ( كريم الدوري ) بان يطلب من المتأمرين الاستسلام وان لم يرضخوا يتم ضربهم دون اي تمييز بين ناظم واعوانه وبين الرهائن وامر مرافقه ( صباح ميرزا ) بان يصعد الى نفس الطائرة لكي يضمن ان الطيار المذكور ينفذ اوامره حرفيا ! وبعد لاحظ ان الطائرة توجه نيرانها اليهم دون تمييز بينهم وبين الرهائن عندها علم ان ورقة الرهائن احترقت وسلم نفسه واعوانه وتم نقلهم الى مبنى المخابرات وكان ( ابو حرب ) اثنائها ثابت الجنان ولم يجروأ احد ان يمسه بكلام او عبارة بل ان احد انصاره بان عليه الخوف فنهره وامره( بالصبر والجلد ) وفيما بعد قتل في مبنى المخابرات في نفس اليوم واقول حسب رائي وقناعتي ان الخطأ الفاحش الذي ارتكبه ( كزار ) وهو اختياره للرهائن كانت خطئأ او ( غلطة الشاطر ) فهم ( الرهائن ) جلهم من اقارب واعوان الرئيس البكر وهل لوكان برزان او سعدون شاكر واخويه الاخرين واحد ابناء خير لله طلفاح هل كان يصدر امرا ال الطائرات بضربهم هم ورهائنهم ؟! لا طبعا وحينها كان كزار واعوانه يسمح لهم على الاقل بالمرور السالم والامين الى الدولة التي تقبلهم وهناك العديد من الناس يقولون ان ناظم كان ينوي الهرب الى ايران وهذا غير صحيح مطلقا فهو كان من المساهمين المباشرين في تشكيل ( جبهة تحرير الاحواز ) وكان مشرفا عليها وهو المطلوب الاول لدى السلطات الشاهنشاهية فهو عدوهم الاول قبل صدام ثم لماذا لم يدخل الى الاراضي الايرانية وهي تبعد عنهم ( شمرة عصا ) كما يقال ؟ ..
862 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع