شعر عبد يونس لافي
هيّا جيوشَ الحق
قصيدةٌ قديمةٌ كانت قد نُشرت لي في مجلة التمدُّن الاسلإمي الدمشقيَّة، في نيسان عام 1969، أي قبل ما ينوفُ على نصفِ قرنٍ من الزمن.
هذه المجلةُ هي من المجلاتِ التي صدرت في سوريا عام 1935. مجـلَّةٌ علميَّةٌ أدبيَّةٌ عريقةٌ كان قد نشر فيها علماء ومثقفون بارزون كُثْرٌ من شتى الأقطار العربية والاسلامية، أمثالُ الإمامِ المحدِّثِ محمد ناصر الدين الالباني الذي خصَّها بأوَّلِيّاتِ سِلْسِلَتَيْهِ (الصحيحة) و(الضعيفة)، بالإضافة الى الفقيه الأديب القاضي علي الطنطاوي، والمفكر الهندي أبي االحسن الندوي من بين أخرين.
أحبيت ان أزورَ قصيدتي هذه، وأشْعُرُ أنَّ في الزيارةِ نَقلةً من نوع خاص؛ تنتقلُ وانت في زمانٍ ومكانٍ معيَّنيْن، فتحلقُ روحًا الى فضاءِ زمانٍ ومكانٍ آخرَيْن مُختَلِفيْن. هناك تأتيك النشوةُ دون أن تتهالكَ في طلبِها. نشوةٌ تتحركُ فيها المشاعرُ، لتستعيدَ روحَ التَّحدِّي المبكِّرِ دونما تخوُّفٍ أو تردُّدٍ، وتجدِّدَ فيك مفهومَ التوكُّلِ بعد إنْفاذِ التعقُّل، ولقد عقِلْتُها حينها فتوكَّلْت.
هيّا جُيوشَ الْحَقِّ سيري للكِفــــــــاحْ
ثمَّ ارْفَعي فوق الرُّبى فوق البِطـــــاحْ
عَلَمَ الْهُدى تعلـــــــوهُ آياتُ الفَـــــلاحْ
سيري فإنَّ النَّصرَ في فجرِ الصَّبـــاحْ
أبداً سَتَعْلو رايةُ النَّصرِ المجيــــــــــدْ
فوق الْجبالِ وفوق أشلاءِ الشَّهيــــــدْ
فالنَّصرُ محتومٌ اذا حانَ الوَعـــــــــيدْ
والْعِزُّ موعودٌ لكم آلَ الوَلـــــــــــــــيدْ
بالْمِدْفَعِ الْفَتّـــــــــــاكِ بالدّينِ القَويـــمْ
بالــــرُّوح بالأخلاقِ بِالْجيشِ الحَليـــمْ
بالْــــــعَزْمِ نُسْقيهِمْ سَحاباتِ الحَميـــمْ
والماردُ الْجَبّــــــــــارُ يُغْديهِم رَميــــمْ
عودوا بَني قومي الى فَحوى الكتــابْ
هيّا معًا عودوا وَعوا نصَّ الْخِطــــابْ
فالنَّصْـــرُ مكتوبٌ اذا حانَ الحســــابْ
إنْ سِرْتُموا حقًّا على دربِ الصَّـــوابْ
الوقتَ لا تَدَعوهُ يُقْضى بالْمَنـــــــــامْ
فالْوقتُ وقتُ الحربِ لا وقت الكـــلامْ
هُبُّوا غَيارى وانْقُذوا أهلَ الخِيـــــــامْ
قولوا نريدُ النَّصــرَ أو موتَ الكِـــرامْ
يا أمةَ الْعدنانِ ثوري للحيـــــــــــــاةْ
دُكّي حُصونَ الْبَغْيِ لا تَخْشَيْ مَمــاتْ
فَالْموتُ في عزٍّ حياةٌ للأُبـــــــــــــــاةْ
يا أمةَ العدنـــــــــــــانِ يكفينا سُبــاتْ
هيّا جيوشَ الحقِّ هُبّي للنِّضــــــــــالْ
سيري حَثيثا نحوَ ساحاتِ القتـــــــالْ
ما كان ما تَبْغيهِ صَعْبًا أن يُنــــــــــالْ
أيَخيبُ زَحْفٌ في سَراياهُ رجــــــــــالْ
هِمَمُ الرِّجالِ مَحِلُّها قِمَمُ الجبــــــــــالْ
892 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع