بسام شكري
فقاعات
خلال الأيام القليلة الماضية انتشرت موجه من الاخبار الزائفة حول تحركات أمريكية عسكرية ضد ايران ومئات المقاتلات وهي تستعد للحرب مع فيديوهات لحاملات طائرات وسفن حربية أمريكية تدخل الخليج العربي والبحر الأحمر وارتال كبيرة من قوات أمريكية تدخل العراق وانتشر فيديو حول قيام نظام ميليشيات المنطقة الخضراء بنصب مضادات طائرات فوق الأبنية وقد انتقد مروج ذلك الفيديو ذلك وان تلك المضادات مصنوعة سنة 1957 واستهزأ بالعملية كيف ان تلك المضادات القديمة ستواجه الطائرات الأمريكية المتطورة , بدأت تلك الحملة بالضبط قبل أسبوع بفيديو مفبرك للسيدة بلاء سخارت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق تهاجم فيه ايران خلال تقديمها التقرير نصف السنوي الى الأمم المتحدة حول العراق وبعد يومين تبين ان ما تقوله تلك الممثلة باللغة الإنكليزية لا يتطابق مع الترجمة العربية كليا ً , لم تنشر وكالات الانباء أي خبر حول موضوع التحركات العسكرية الامريكية نهائيا , فهل ان كل الوكالات الإخبارية لا تعلم بالاف الدبابات والمعدات الامريكية وهي تدخل العراق من سوريا والأردن وتركيا كما ظهرت في الفيديوهات؟ وقد رأى كل تلك الحشود العسكرية فقط من قام بنشر تلك الفيديوهات ؟
ان أسلوب الفقاعات الكاذبة هو جزء من حرب اطلق عليها خلال الغزو الأمريكي للعراق هوليوود العراق وهي نشر اخبار كاذبة لنشر الرعب والخوف بين العراقيين من ان أمريكا سوف تعمل كذا وكذا وما ان تم الغزو حتى انتقلت خطة هوليوود العراق الى مرحلة تكذيب ما قامت به المقاومة العراقية للغزو ونشر اخبار كاذبة عن حجم كبير لخسائر المقاومين العراقيين ومن جانب اخر نشر اخبار تقلل من خسائر الامريكان فلو قتل مئة جندي امريكي يقولون قتل عشرة ولو قتل الامريكان عشر مقاومين عراقيين يقولون قتلنا مئة مقاتل واستمرت الحال لغاية الانسحاب الأمريكي الصوري من العراق وظهرت طبقة إعلامية عراقية تدربت على أسلوب هوليوود العراق من الإعلاميين الذين دربهم الغزاة واستلموا زمام قيادة الاعلام في العراق واخذت تلك المجموعات الطارئة على الاعلام بنشر الجهلة والتفرقة الطائفة وتقسيم المجتمع واحتقار الولاء للوطن الواحد وللعلم العراقي ولخارطة العراق وإبراز مئات الاعلام والرايات المرفوعة في العراق , تقسم الرأي العام العراقي الذي مهد لحرب داعش لكن مرحلة ما بعد داعش وما بعد لعبة كورونا التي نصبت الكاظمي رئيسا للوزراء تم الاستعانة بجيوش الكترونية من نوع جديد تنشط في داخل وخارج العراق وذلك مقابل أموال طائلة لتنشر الامل الكاذب بين العراقيين من اجل استمرار تخديرهم والاستمرار بنهب ثرواتهم .
ان من ينشر الآمال الكاذبة يمنع العراقيين من التفكير الجدي في اسقاط نظام المحاصصة الطائفية وخصوصا الان في فصل الصيف حيث درجات الحرارة قاربت الخمسين درجة والعراقيين بدون كهرباء وانعدام الامن والخدمات وحالة المستشفيات المزرية والجامعات التي اصبح اغلب خريجيها لا يجيدون القراءة والكتابة , قد يستغرب القارئ العربي من ذلك لكن الاحتكاك مع خريجي الجامعات العراقية الان يكتشف ذلك بسهولة والعراقيين كافة سواء في داخل او خارج العراق يعلمون تلك الحقيقة التي هي اغرب من الخيال فكيف لخريج كلية لا يعرف القراءة والكتابة ؟ وأين كان كل تلك السنوات وماذا عمل خلال دراسته؟
ان الفقاعات الإعلامية سرعان ما تنفجر والآمال الكاذبة سرعات ما تتبخر ويرجع الشعب العراقي الى معاناته اليومية وحرمانه من ابسط حقوقه.
الوعي هو سلاح مضاد للجهل والواقعية والمنطق حول دواء لكل فقاعة
بسام شكري
Bassam عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
807 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع