علي المسعود
فيلم (مائه وردة) دراما يابانية عن النسيان والغفران وهشاشة الأنسان
A Hundred Flowers 2022
"مائة زهرة" فيلم روائي ياباني من إخراج "جينكي كاوامورا" الحائز على جائزة أفضل مخرج في مهرجان سان سيباستيان الأخير دراما عن النسيان وتأكل الذاكرة، وهو الظهور الأول للكاتب والصحفي الياباني جينكي كاوامورا في مجال الإخراج بعد أن غرف عنه كاتبا روائياّ ، شارك الكاتب (جينكي كاوامورا) في كتابة سيناريو الفيلم مع (هيراس كينتارو) . إفتتاحية الفيلم تبدأ من زيارة الأبن إيزومي (ماساكي سودا) لوالدته يوريكو بمناسبة أعياد رأس السنة وهو عيد ميلاد ألام في نفس الوقت. بعد أن عملت وليمة كبيرة أحتفاءاّ بزيارة ألابن ، تبدأ ألأم بالعزف على البيانو قبل أن يقدم الابن عذرا للمغادرة بعد أن يتلقى مكالمة من زوجته كاوري التي تريد فقط التحقق من كيفية سير أمسيتهم ولقاءه بوالدته بعد قطيعة طويلة. يبدأ عقل الأم يوريكو في التدهور بسرعة، الواضح أنها في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر. وتصبح غير قادرة على ممارسة هوايتها على العزف على البيانو. في يوم من الأيام، يعثر الأبن إيزومي على دفتر مذكرات في غرفة يوريكو، يكشف سر والدته غير معروف له سابقا. ورغم ذألك، لازالت تطارده ذكرى تجربة غياب الام عنه وتعذبه بشكل خاص عندما اعتقد أنها اختفت وتركته وحيداّ. يجد نفسه ينتقل مرة أخرى بين الماضي المشوش والحاضر من خلال (الفلاش باك) مستعرضاّ لذكرياته الخاصة وتشابك ماضيهم المشترك. مسكون أكثر بوالدته التي تخلت عنه عندما كان طفلا في المدرسة الابتدائية. في ذكريات إيزومي، هناك زهرة صفراء قدّمها لأمه في يوم ميلادها عندما كان صغيرًا ، تحتفظ يوريكو بالهدية، و منذ ذلك اليوم، تحرص على وضع زهرة صفراء واحدة كل يوم في المنزل .وبعد أن بدأ ابنها إيزومي (ماساكي سودا) في إدراك أن صحة والدته العقلية آخذة في التدهور بعد وبالتحديد بعد حادثة ضياعها والعثور عليها ليلاّ في حديقة عامة ولاتعرف كيف تعود ، وحادثة القبض عليها في الاسواق بعد خروجها مع سلة التسوق ونسيانها دفع الحساب . يقرر إيزومي نقل والدته إلى دار لرعاية المسنين، حيث يمكنها الحصول على الاهتمام والرعاية المناسبة التي تحتاجها كل يوم ، تنتقل يوريكو إلى دار رعاية على البحر. وعند عودته إلى شقة والدته كي يرتبها، يعثر على دفتر ملاحظات صغير دوّنت فيه ذكريات مهمة، كيوم ميلادها واسم زوجة إيزومي. وإحدى هذه الملاحظات كانت لتذكيرها بوضع زهرة في المنزل كل يوم، ليُدرك أخيرًا أنها تحتفل يوميًا، ومنذ سنين طويلة، بالهدية التي قدّمها لها في زمن بعيد وهي الوردة الصفراء.
بينما ينتظر إيزومي وزوجته كاوري (ماسامي ناجاساوا) ولادة طفلهما الأول والذي يمثل الأمل في المستقبل، في حين أن شظايا من ماضي نصف منسي تعود إلى الظهور بشكل متقطع في حياة الأسرة. وتتوالى مشاهد مثل رشقات قصيرة من الفلاش باك تكشف تفاصيل ماضي الأم تدريجيا، ولا سيما سرد علاقة يوريكو بأسابا (ماساتوشي ناجاسي) زوجها الذي كان ظهوره القصير جدا في حياتها وفي مطاردتها لخيالة بعد تدهور حالتها الصحية. في الوقت الذي يواجه الابن صعوبة في مسامحة والدته على هجرها له، فإن حث زوجته كاوري (ماسامي ناجاساوا)، الحامل بطفلهما الأول ومحاولتها في أقناع الأبن بإعادة النظر في إصلاح علاقتهما المتوترة قبل أن تتدهور صحتها تماما للحد الذي تنسى أبنها ولا تعد تتذكره. غالبا ما يضع المخرج كاوامورا الكاميرا خلف رأس إيزومي مباشرة، ويتبعه وهو يطارد الأم التي يخشى أن تكون قد نسيته بينما يشعر بالحماقة في عدم قدرته على النسيان والغفران على الرغم من عمق استيائه. عندما يتم تشخيص يوريكو بمرض الزهايمر وانتقالها إلى مرفق الرعاية الصحية، فإن أي فرصة للمصالحة تبدو بعيدة الاحتمال . ومع ذلك، فإن اكتشاف إيزومي لمذكرات قديمة وسط فوضى منزل والدته يعطيه بعض التبصر في الأحداث وإعادة النظر في علاقتها التي سممت. ربما أيقظت المطاردة في الشوارع ذكريات مؤلمة لدى إيزومي أيضا، ويستعيد شريط الذكريات مرة أخرى عندما كان طفلا وعاد إلى المنزل ووجد والدته قد رحلت. وعندما اختفت الأم يوريكو مرة أخرى بعد أن عثر عليها، وجدها في مدرسته القديمة مستذكرة يوم اجتماع الوالدين الذي قرأ فيه الطفل إيزومي حكاية رجل يركض عائدا إلى المدينة لإنقاذ صديقه قبل إعدامه بدلا منه.
بدأ المخرج كاوامورا حياته المهنية كمنتج أفلام منذ عام 2001 إلى جانب عمله في صناعة السينما وفي أفلام ألانيميشن، أظهر كاوامورا أيضا لمحات عن موهبته ككاتب عندما ظهر لأول مرة مع روايته" إذا اختفت القطط من العالم " في عام 2012 وكانت أكثر الكتب مبيعا على المستوى العالمي و تم تحويلها الى فيلم سينمائي في عام 2016، في وقت لاحق، تم تحويل رواية كاوامورا الثانية ( رجل المليون دولار) التي نشرت في عام 2014 إلى فيلم في عام 2018، أما روايته الرابعة " مائة زهرة" التي بيع منها أكثر من 230،000 نسخة، تمثل إستكشاف لسيرة ذاتية محورها الذاكرة والنسيان . ربما كان اختياره لهذه الرواية في تجربته الاخراجية البِكًر لأنها تعكس جانب من تجربته الخاصة مع عائلته. "مائة زهرة " هي قصة حب بين الأم والابن تدور حول الذكريات المشتركة بينهما. الابن إيزومي (ماساكي سودا)، يعمل في شركة تُعنى بنظم الذكاء الاصطناعي، اما والدته يوريكو (ميكو هارادا) تدير مدرسة للموسيقى. تهجر يوريكو أبنها إيزومي وهو طفل لمدة من الزمن دون أن تقدّم أي تفسير لذلك، وقد تكرست هذه الحادثة لدى الأبن إيزومي الذي يكاد أن يصبح أبًا. ثم يتتبع الفيلم بعد ذلك فقدان ذاكرة الأم بعد تشخيص أصابتها بمرض الزهايمر .
الحقيقة أن فيلم جينكي كاوامورا الأول (مائة زهرة) يحمل رسالة تكشف مدى هشاشة الإنسان، وتوصف تجربة كاوامورا الأولى كمخرج بأنها تجربة شخصية للكاتب والمخرج لإصابة والدته بالزهايمر. لذلك أعترف المخرج: "هذه واحدة من أكثر تجارب الشاشة الكبيرة إثارة للاهتمام التي مررت بها طوال حياتي ". يتم تقديم مرض الزهايمر كقاتل للذاكرة بحساسية عالية مع الشعور بالذنب، هذه الميلودراما، لمخرجها، وهو أيضا مؤلف الرواية التي تتكيف مع الفيلم قصة شخصية للغاية . في التزامن بين الحاضر والماضي، أو بين الحلم (الذاكرة) والواقع تتحرك كاميرا كاوامورا بشكل أنيق ولطيف وتجعل من السرد الادبي للحكاية أقرب الى ومضات من الذاكرة ، فهناك أناقة في طريقة مواجهة ختفاء الذكريات ومحوها من الذاكرة والتي عولجت بمرادف لها في قوة الزهور وعزف الموسيقى اللذان يصبحان معادلان للعلاج النفسي للأم وعنصران مقاومان للاستياء والنسيان الذي يسود علاقة الأم المريضة مع إبنها. وهناك أيضا تبرير للذنب كمحرك للندم، ولكنه يصبح أيضا كمولد للحياة ودافع لتحقيق الجمال. الجمال في النهاية ويتمثل في المغفرة لأمه ونفسه للإشارة إليه بعد أن تخلت عنه حين كان طفلاّ سعيا وراء علاقة حب، حتى يعود إليها شاب يحاول يتوقف عن إيذاء نفسه ويواجه الألم. الزهور مظهرها حزين وموجع عند الذبول، وتبدو زهرة صفراء في مزهرية في منزل إيزومي (ماساكي سودا) يتأملها الابن بهدوء، وفي مكان أخرى وفي منزل الام (يوريكو) تتصارع مع مرض الزهايمر وذبول الذاكرة وهي استعارة جميلة ومؤثرة جداّ. أفتتاحية الفيلم يبمشهد لزهرة صفراء شاحبة، سقطت بعض اوراقها على الطاولة، ومن الغرفة المجاورة نسمع صوت البيانو يصدح بموسيقى يعيد الى المكان بعضاّ من جماله ورونقه. أول فيلم روائي طويل للمنتج الذي تحول إلى مخرج "جينكي كاوامورا" والمقتبس من روايته الخاصة.. يتم تسليط الضوء بوضوح على المسافة بين الاثنين (ألأم والأبن) منذ اللقاء الأول في بداية الفيلم حيث نراه يهبط في وقت متأخر من ليلة رأس السنة الجديدة في شقة الأم التي تعد وليمة كبيرة، وبعد أن يتمنى لها عيد ميلاد سعيد مع بدء العام الجديد قبل تقديم إعتذاره ومغادرته لها وحيدة تصارع خوفها من سرقة ذكرياتها. إن نواة اغترابهم هي حلقة من ماضيهم ويكشف عنها تدريجيا، وهي واحدة من مشاكل الفيلم لأنه من الصعب امتصاص مدى غضب ألابن من أمه يوريكو وعدم تسامحه لها، في حين زوجته الحامل حديثا (ماسامي ناجاساوا) تضغط نيابة عن حماتها في أعادة علاقته مع والدته ويغفر لها خطيئتها بحقه حين كان صغيرا. يبدو أن جوهر غضبه في كون والدته قد تنسى الشيء الذي يؤلمه أكثر وربما تتجاهله، من جانب أخر ، من الصعب تصديق أنه سيفتقر بشكل ملحوظ إلى الغفران والتعاطف مع حالة الام المرضية، خاصة وأنه على وشك أن يصبح نفسه.
استكشاف كاوامورا لوجهات نظر الأم والابن المختلفة حول تجاربهما المشتركة يحمل السرد غطاء عاطفي. وكانت أبرز ذكرى تدفع تأمل الأم والابن حول ما إذا كان بإمكانهما قبول المغفرة في علاقتهما هي يأس يوريكو للعثور على دفتر مذكراتها الذي يحتوي كل اسرارها، في حين نظرة الابن صوب المستقبل وتفكيره في قدرته منح طفله القادم الحب والأمان في نفس الوقت. وبتشجيع من زوجته كاوري، يبدأ إيزومي في إدراك أن كونك والدا جيدا لا يعني أنه يجب عليه دائما اتخاذ القرار المثالي في المحاولة الأولى . بدلا من ذلك، فإنه ينطوي أيضا على التعرف على الأخطاء التي من المقرر أن يرتكبها وقد لا يتذكرها دائما، فيلم " مائة زهرة "هي استكشاف حميم ورشيق بنفس القدر للتأثيرات طويلة الأمد التي تحدثها الذكريات على العلاقات وإحساس الناس بالهوية. يمنح كل من الممثلين هارادا وسودا قصة كاوامورا الواقعية بعد عاطفياّ ذات الصلة بالغفران والنسيان معاّ، حيث يؤكدان على تأمل يوريكو إيزومي حول ما إذا كان بإمكانهما قبول المغفرة في علاقتهما. يتم تضخيم الفيلم المشحون عاطفيا بشكل أكبر من خلال التصوير السينمائي الممتاز لإمامورا، ويتعامل بشكل هادف مع كيفية تأثير الذكريات، والاستياء والنسيان على الحاجة إلى المغفرة في العلاقات الشخصية. الصورة الافتتاحية ، في الواقع هي لزهرة واحدة ذبلت في مزهرية وتلك أول استعارة بصرية للحالة العقلية لمعلم البيانو في منتصف العمر يوريكو كاساي (ميكو هارادا). بينما تجلس لعزف قطعة موسيقية لشوبان، وحين تظهر يوريكو وهي تدخل الغرفة بملابسها التي يغلب عليها اللون الأصفر، وهذا مثال على التحولات المكانية الذكية التي لا تختلف عن فيلم المخرج زيلر (الأب) من بطولة العبقري " أنتوني هوبكنز" والتي يستحضر بها الفيلم التآكل البطيء للذاكرة والشعور بالذات. يقترب فيلم (مائة وردة) الجديد من مرض الزهايمر من منظور ليس جديدا، ولكنه دقيق وجميل ومليء بالفروق الدقيقة. إذا راهنت أفلام مثل "الأب" على الإثارة السردية من وجهة نظر المريض، فإن "مائة زهرة" يتناول الأثار من جانب آخر، دراما الابن الذي يعاني عندما يرى كيف تضيع والدته على سفوح الزمن ولديه تركيز على صورة ضبابية لا يستطيع تذكرها. إنه يحاول على الرغم من أن الطريق يمكن أن يكون شاقا جدا. ما ينقص كل ذكرياتهم هو وجهات نظر وعواطف الآخر. الذكريات بطبيعتها يمكن أن تكون بمثابة القوة التي تجمع الناس معا حتى يتمكنوا من الانتماء وحب بعضهم البعض. في النهاية، سيوضح هذا الفيلم اللحظة التي يجتمع فيها شخصان غير قادرين على مشاركة ذكرياتهما ووجهات نظرهما من خلال حدث معجزة. ومع ذلك، أننا نواجه ذكريات الماضي المجزأة خلال حياتهم اليومية مدفوعة بالأحداث الخرف الحالية من خلال سقوط الشخصيتين والمصالحة في نهاية المطاف. سيتم توضيح ذكريات الأم التي تعاني من مرض الزهايمر وذكريات ابنها بالتناوب. وكذالك تسليط الضوء على التوازن الدقيق الذي خلقته العلاقة بين الام هارادا والابن سودا على إصلاح التوتر بين شخصياتهما، فضلا عن التعلم والنمو من الاعتراف أخيرا بمنظور الآخر، من خلال التصوير السينمائي الجذاب للفيلم بفضل براعة مدير التصوير الفوتوغرافي للفيلم( كيسوكي إيمامورا )وهو مخرج للعديد من الأفلام أيضاّ ، والتركيز على الألم والارتباك الذي تتنافس يوريكو وإيزومي على متابعة تشخيصها من خلال لقطات مقربة حميمة لتعابير وجههما العاكسة.
ربما تكون الزهور الصفراء المرتبطة ارتباطا وثيقا ب يوريكو إشارة أخرى إلى الذبول وإصرارها على احتضان هدية تتمثل بزهرة صفراء واحدة كنوع من الاستعارة لخريف الحب المحبط بين الأم والابن. تلتقط الأزياء من قبل "دايسوكي إيغا " أيضا بمهارة موضوع زهرة الفيلم، حيث ترتدي لام يوكوا دائماّ المعاطف الصفراء الساطعة والسترات الصوفية الصفراء اللون كما لو كانت مرآة عاكسة للحالة النفسية للسيدة(يوكوا) نفسها. يتطفل الماضي على الحاضر عن طريق ا(لفلاش باك) وعلى الرغم من أن التحركات بين الفترات الزمنية تعمل بسلاسة كافية، لكن كاوامورا - الذي فاز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان سان سيباستيان - لديه نظر واضحة ورؤية مختلفة ف سرد الحكاية متكأّ على استخدام الصورة وأناقة كاميرا المصور (كيسوكي أمامورا ) في نقل الإيقاعات العاطفية للقصة ، حملت الشخصيتان الرئيسيتان الأبن إيزومي والأم يوكوا والتي تقوم بدورها المخضرمة(هارادا) ثقل كبير في دراما الغفران والنسيان، لكن هناك شخصيات هي الأخرى محورية مثل "ماسامي ناجاساوا" كزوجة إيزومي الحامل، وكذألك " ماساتوشي ناجاسي" كشخصية أسابا من ماضي يوريكو . تمثيل الدور الرئيسي للممثلة المخضرمة" ميكو هارادا" والتي تم اكتشافها في سن مبكرة من قبل المخرج الأسطوري أكيرا كوروساوا، لم تفقد شيئًا من بريقها ومن القوة الكامنة في التعبير من خلال عينيها منذ أربعين عامًا. رغم ظهورها ضعيفة وهشة (حسب متطلبات الدور) بحيث تبدو ضعيفة وحساسة. إنها تفقد نفسها تدريجياً وتحكمها في حياتها وهي تشعر بذاكرتها بدأت تضمحل. وبالتأكيد فإن تمثيل ماساكي سودا، الذي يلعب دور ابنها، يبدو كثيفًا بعض الشيء ويتنقل بين الجاد والصمت من ناحية والسذاجة الطريفة في أوقات أخرى. إنه ببساطة لا يقدم أبدًا الثقل الموازي والذي يمكن أن يجاري أداء الممثلة هارادا.
الدراما اليابانية "مائة زهرة "هي محاولة جادة، ولكنها غريبة إلى حد ما لنقل طبيعة مرض الزهايمر. عندما تلتزم العديد من الأفلام عن مرض الزهايمر والخرف بوجهة نظر الأقارب، يبدو الأمر وكأنه تمرين في التعاطف لمحاولة تمثيل كيفية تعامل أبناء الضحية مع المرض. كاوامورا متعاطف تماما مع إيزومي، الذي يعيد ذاكرته أيضا في الوقت المناسب وهو يكافح من أجل التوفيق بين ذكريات طفولته والسرد في مذكرات والدته. وسيتذكر المشاهد جوانب دراما جينكي كاوامورا المشاهدين حتما باستراتيجيات هذا الفيلم البسيطة والفعالة لرسم خرائط التضاريس المتغيرة للوعي المنكوب. ولكن على الرغم من الأداء المتميز الممثلين البارزين والحساسية الشعرية التي لا يمكن إنكارها، فإن فيلم كاوامورا ليس مميزا بما يكفي للارتقاء والوصول الى أفلام تناولت هذا المرض مثل، الفيلم الأمريكي "لاتزال أليس"، او الفيلم الفرنسي "دوامة " للمخرج الأرجنتيني "غا سبار نوى". " مائة زهرة " فيلم محوره عن الذكريات والنسيان والصدمات المتزايدة أثناء التقدم في السن. تتكون اختيارات "شوهي أميموري" الموسيقية بشكل أساسي من مقطوعات باخ وشومان الكلاسيكية التي تم اختبارها، مما يخلق فسحة جمالية، ولكنها كئيبة الذي يناسب الموضوع. في سبتمبر 2022، فاز جينكي كاوامورا بجائزة أفضل مخرج في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي السبعين عن فيلمه الروائي الأول وكان أول مخرج ياباني يفوز بهذه الجائزة المهرجان ، خلال المهرجان، نال "مائة زهرة تصفيقا كبيراّ وهتافات من الجمهور، ومنذ ذلك الحين اكتسب إشادة عالمية.. بعد العرض الأول في سان سيباستيان وجولة المهرجانات في شرق وجنوب شرق آسيا (طوكيو الدولي، مهرجان هونغ كونغ السينمائي الآسيوي، مهرجان بانكوك السينمائي العالمي) تم عرضه " في مهرجان بلغراد السينمائي الدولي.
علي المسعود
كاتب عراقي
2157 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع