الأزهار – الورود ذاكرة الصفاء - المحبة

 مجيد ملوك السامرائي [*]

الأزهار – الورود ذاكرة الصفاء - المحبة

الأزهار والورد صنف من اكثر المخلوقات التي تمنح الجمال على كوكب الارض لذلك يتم تقديمها هدايا تعبر عن مشاعر الصداقة والمحبة، والزهور نباتات نبيلة تعبر عن الود والحب والشوق وتتميز بالانوثة والتألق الذي يرمز أشراقا للامل، وفي مختلف المجتمعات تأريخيا تغنى بها الادباء والشعراء والكتاب والفنانون بالقصص والروايات والافلام والقصائد والرسوم تعبيرا عن مشاعر الجمال والعشق والمحبة والصداقة والتكريم ومواساة المرضى، كما تقدم هدايا في عموم المناسبات فرحا، حزنا، تكريما وفي المواكب، لذلك تقام لها المهرجانات والمعارض الموسمية والسنوية محليا وعالميا.
وردت الازهار باعمال الادباء والكتاب لكل من الاوربيين؛ دانتي، اوكزي، ميلر وماري، وكذلك العرب قديما وحديثا ومنهم؛ المتنبي ( للورد اكثر من معنى مجانس ومطابق لعلاقته بالماء ..) وأبن المعتز ( أتاك الورد محبوبا مصونا كمعشوق تكنفه الصدود..) ونزار قباني ( أن الطرق المفروشة بالورد لن تقود صاحبها الى المجد..) وبيرم التونسي بقصيدته التي غنتها أم كلثوم ( الورد جميل.. جميل الورد..) واحمد بخيت ( لا تذهبي للورد قبل أوانه.. للورد ميعاد..) واللبناني الوليد ( يا دار أزهر حولك الورد و..) ..الخ.
الازهار والورد من النبات ذات الاصول البرية والتي تم تهجينها، وطبقا للابحاث البايلوجية للنبات وبناء على عدد وريقات كل زهره او وردة، ورائحتها، وجمالها واشواك أغصانها فأن اصنافها تصل الى اكثر من 25 الف صنفا منها البري والمستزرع والفصلي والدائم، والوردة اكبر حجما من الزهرة واجمل منها شكلا، وللوردة اكثر من صفين من البتلات (وريقاتها الملونة) اما للزهور فلا تزيد عن صفين، ويرتبط التوزع الجغرافي لغالبية أصنافها عالميا طبقا لبيئاتها المناخية الملائمة لزراعتها وحيثما تراوحت درجات الحرارة ما بين 5-38 مئويه.
ان اقدم الزهور المكتشفة يعود الى القرن 11ق.م وكانت لدى الحضارات القديمة؛ الصينية والاشورية والمصرية والاغريقية والرومانية حيث تم استخدامها في المعابد والقصور وقدمت اكاليلها وقلائدها وباقاتها هدايا، كما ابتهج بمزهرياتها ونشرها على الارضيات ورسمها على الجدران وادخلت في تصاميم المنسوجات والمصوغات.
نقل الاوربيون بذار الورد من مختلف البقاع واخضعوها للتهجين بما يتلائم وبيئاتهم الجغرافية ونقلو بذار اصنافها من الصين، بلاد الشام، الحبشه واليابان، وبحلول القرن 10م أنتشر استخدامها في عموم اوربا وبالمقدمة بريطانيا، هولندا وفرنسا وتم زرعتها والعناية بها وتنسيقها بما يرقى لجنة الأحلام في قصور الملوك والامراء والنبلاء والاغنياء والمنتزهات والساحات.
بحلول منتصف القرن العشرين أمسى انتاج الورد ضمن مدخلات التجارة العالمية خصوصا بعد التطور المتسارع لعمليات الانتاج، التسويق، والنقل والاتصالات وبالمقدمة النقل الجوي مما دفع للاستثمار بانتاجها في بيئات بعيدة ومنها كينيا والبرازيل.
تصنف الزهور والورود الشائعه عالميا طبقا لصفوف بتلاتها ورائحتها وجمالها الى الاتي:
1- الجوري؛ ويعد من اقدم الزهور التي تميزت بعطرها والوانها، واكثرها شيوعا المتسلق، القزمي، الاحمر، البلدي، الابيض، السلطاني، المحمدي، الطائفي، وكذلك الجوري الدمشقي الذي تصنع منه العطور والزيوت وموطنه الاصلي سوريه ونقله الرومان الى اوربا كما نقل الى المغرب والحجاز وتركيا وايران.
2- الياسمين؛ ويضم عدة اصناف تنمو في البيئات المناخية للبحر المتوسط وفي جنوب وجنوب شرق اسيا، وعدت زهورا وطنيه لاندونيسيا، وتدخل بصناعة العطور.
3- الورد الفارسي؛ نبات بصلي شتوي ينتشر في ايران، العراق، سورية، تركيا واليونان
4- الورود الصينيه؛ يرجع اهتمام الصين بها وتنميتها الى عام 207 ق.م بمملكة هان شرق الصين حيث استخدمت في المعابد والمواكب والرسوم المختلفة، وانتقلت الزهور والورود القديمة الى اوربا عبر اليابان عام 1796م بواسطة البحاره والتجار، واهم اصنافها؛
A- ورد الصين/الخطمي(المسك)؛ وازهاره بوقية حمراء، ويستخدم بعضها في الطب والغذاء.
B- زهرة الزنبق؛ وجدت اثارها في الصين قبل الفي عام وهي ملكة الزهور النبيلة المتميزه بالانوثة والتألق رمزا للامل، وتضم اكثر من مئة نوع، وتنتشر في كافة القارات عدا المتجمدة.
5- زهرة البنفسج؛ موطنها اوراسيا وتصل الى 500 نوع في عموم القارات ومنها الابيض وشكلها مائل للقلب وتستخدم طبيا.
6- ورد السوسن؛ يضم اكثر من 40 نوعا وموطنه سوريه ونقله الفرعون الى مصر قبل اربعة الاف عام ويسخدم لاغراض متعدده منها العلاجية.
7- زهرة العنبر؛ موطنها اوربا وامريكا الشمالية ومن الوانها الابيض والازرق والوردي، وتمثل الزهرة الوطنية لالمانيا.
الزهور والورود المعاصره والأكثر جمالا وعطرا وشيوعا هي الانواع الاتيه:
1- الاقحوان؛ تزيد انواعه على الاربعين نوعا وتنتشر في جنوب شرق اسيا.
2- اللوتس؛ زهرة متعددة الانواع والالوان وموطنها جنوب اوربا، واستخدمها فراعنة مصر في المعابد، كما تستخدم اوراقها طبيا.
3- القلب النازف؛ زهرة ربيعية موطنها شرق اسيا من سيبيريا الى اليابان بضمنها شمال الصين، والوان ورودها البيضاء والوردية وتشبه شكل القلب.
4- الكازانيا؛ زهره نجمية الشكل موطنها جنوب افريقيا.
5- الروز؛ وردة موطنها قارة اسيا وتتميز بوريقات متصلة ولونها الغالب الاجمر، وتعد من الورود الاجمل التي تقدم هدايا تعبر عن مشاعر الصداقة والمحبة.
6- النرجس؛ زهرة منها الابيض والاصفر وتتميز بالرائحة العطرة والجمال وتصنع منها العطور والادوية.
7- الاوركيد؛ نبات له زهرة واحدة وظهر لاول مرة في الصين وتزيد انوعه عن 70 نوعا وينمو في البيئات المناخية المعتدلة والاستوائية والرطبة والصحراوية.
8- التوليب؛ زهرة ذات انواع عديدة تصل الى اكثر من 150 نوعا بمختلف الالوان، وتصلح للاكل وللعلاج وموطنها اسيا الوسطى وأول من سوقها عالميا العثمانيون، وتعد هولندا حاليا المنتج والمصدر الاول لها عالميا.
9- الكرز؛ زهور شجرية بيضاء جميلة وحلوه وحامضية المذاق، وتجود بها اليابان بفصل الربيع.
الزهور والورود النادرة بسبب انقراضها، قدمها، او جمال الوانها تتوزع في جميع انحاء العالم، وهي عديدة واشهرها:
1- ورد العصفور؛ نبات بصلي موطنه جنوب افريقيا. 2- أضالية/داليا؛ نبات يزهر اشعاعيا في الصيف وموطنه المكسيك وله استخدامات طبيه. 3- جولييت؛ نبات فريد استغرق تهجينه 15 عاما. 4- الكاميليا؛ زهرة ذات الوان متعددة منها الوردية والحمراء والبيضاء وتصل انواعها الى اكثر من 250 نوعا، وترمز الى الود والحب والشوق، وموطنها جنوب شرق اسيا. 5 -الزعفران؛ زهرة ارجوانية من اكثر الزهور شهرة وثمنا لكونها من التوابل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[*] مجيد ملوك السامرائي، جغـرافـي، كاتـب ومـؤلف وأستاذ جامعي. # ويكيبيديا.
المراجع:
1-/ https//www.noor- book.com حازم عوض، عالم الزهور لغة واحدة.
2- مصطفى صادق الرفاعي، اوراق الورد، مؤسسة هنداوي، القاهرة.
3- Vanessa Diffenaugh,The language of the flowers.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

794 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع