العراق الى اين ؟

نزار العوصجي

العراق الى اين ؟

قد يتصور البعض اني ارسم لوحة سوداء لمستقبل العراق ، متناسين ان رسم اي لوحة يكون انعكاس للاحاسيس التي تولد داخل الفنان ، نتيجة تأثره بما تراه عيناه ، او بما يعيه عقله من احداث ، فتنعكس على ما تجود به مخيلته من فن معبر ..

فعندما نرى الزهور والاشجار في صباح ربيعي ، رغم شحتها في وطني في هذا الزمن ، نجد ان الالوان تتسابق لتعطينا بهجة تشدنا الى ماهو اجمل ، فنعبر عنها بشغف وردي وفرح كامن ، وكذلك هو الحال عندما نرى الخراب والدمار والموت ، وما اكثره في وطني ، فيكبر فينا الحزن ، وتصبح الألوان بمجملها رمادية وسوداء ، تعكس ما في داخلنا من احساس بالمرارة رغماً عن ارادتنا ، اما صورة المستقبل فتحدد معطياتها الاحداث ، وما يرافقها من متغيرات تنعكس على واقع الحياة ، الى جانب الظروف الأنية التي تفرض سيطرتها على مشاعرنا ، كونها تنبع من الواقع الذي نعيشه ..

معطيات تنتج عن سياسة الدولة وما تقدمه للشعب في جميع مجالات الحياة في النواحي الخدمية والصحية والتعليمية والامنية والعمرانية والثقافية وما يرافقها من سلوكيات لما يسمى بالسياسين ، ومدى الحرص في الحفاظ على ثروات البلاد من عبث العابثين واللصوص والمنتفعين ، الى جانب سياسة الدولة ، الداخلية منها والخارجية ، اضافة الى الثقل المحلي والدولي ، والقدرة على تنقيذ القرارات التي من شأنها الحفاظ على وحدة الوطن وسلامة اراضيه ، لذا علينا ان نقيّم هذه المعطيات وفق ما تحقق خلال المرحلة الماضية وتحديدا منذ بداية التغيير في عام 2003 ولحد الان ، لكي نخرج بتصور كامل عن ما يمكن ان تكون عليه الوان صورة المستقبل وكيف سترسم ، هل ستطغي عليها الوان الزهور والاشجار والحياة الجميلة ( وانا لا أراها كذلك ) ، ام سيطغي عليها لونا الدمار الإسود والدم الاحمر ؟؟؟

وفق ما أراه ، وهذا اغلب الظن ، ولكي نكون منصفين علينا ان نقيم اداء الحكومات التي توالت على حكم العراق منذ الاحتلال البغيض في 2003 ولحد الان , وما قدمته من خلال المعطيات في المجالات التي اشرنا اليها ، لنجد ان مؤشر الانحدار هو الطاغي والاشمل ..
فالعراق مقسم على اسس عرقية وقومية ودينية وطائفية ومذهبية ، وشعب مخذول باحزاب وكيانات كبيرة في مسمياتها هزيلة في محتواها ، جل همها المناصب والمكاسب على حساب هذا الشعب الجريح ، الذي توزع مابين شهيد راح ضحية اطماع تلك الكيانات والاحزاب ، ونازح ومهجر مغلوب على امره ، ومهاجر آثر على نفسه ان يخسر كل شيئ الا الكرامة ، ومن بقي منهم في العراق يعيش في ظل خدمات وبنى تحتية تعد هي الاسوء في العالم ، ترافقها وتتنافس معها في السوء والتردي الجوانب الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية ، والمستوى المتدني الذي تقدمه للمواطنين ..

اما الجانب الامني فحدث ولا حرج في ظل وجود الميليشيات المتعددة الاشكال والانواع التي تشيع بولائها علنا لايران ، وما اكثرها ، ترافقها العصابات التي تتاجر بالمخدرات والبشر والمقدرات ، ناهيك عن ما وصل اليه التعليم في المدارس والمعاهد والجامعات من سوء وانحدار في ظل التخلف والجهل وانعدام الوعي الذي سيطر على مفاصلها، وشيوع الخرافات والبدع ، وتشجيع ثقافة اللطم والتطبير، تحت غطاء الدين والدين منها براء ..
واخيراً وليس اخراً سياسة الحكومة العمرانية في البناء الذي تحول الى هدم ، بعد ان سيطر عليه الجهلة الذين يتحكمون بمقاليد الامور ، فتحولت محافظات باكملها الى خرائب وانقاض ، تدفن تحتها ارواح تناجي بارئها ، كل ذنبها انها ولدت وعاشت في وطن كان اسمه العراق ..
تلك هي المعطيات ولكم ان تحددوا الالوان التي سنرسم بها لوحة المستقبل ...
هل يعقل ان يبقى الحال على ماهو عليه ؟؟؟
ام انه بحاجة الى تغير جذري ؟؟؟
لله درك ياعراق الشرفاء .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

964 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع