"أنظروا بأعينكم و أَرْأَفُوا في قلوبكم إنْ كان فيها مثقالُ ذرَّة من الغيرة!"

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الخميس, 03 آب/أغسطس 2023 18:39

كتب بواسطة: د.أنور أبوبكر كريم الجاف

د.أنور أبوبكر كريم الجاف

 "أنظروا بأعينكم و أَرْأَفُوا في قلوبكم إنْ كان فيها مثقالُ ذرَّة من الغيرة!"

يقول المثل العراقي المشهور:"اللي يجيب النقش عوافي" كما يقول المثل العربي الأشهر حين يُقدّم الفاعلُ الشاذُ على الصحيح المستقيم بالاحباط والخباثة "أكلونا البراغيث!"وهل يصح ان ينطبق المثل العربي المثل العراقي على اطلاقهما ولو كان على دم ودموع العراقيين المظلومين والمستضعفين، وهل ينبغي تقديم الشاذ المحبط على الصحيح المستقيم، علما بأن دستور العراق وقوانينه!ً تأبى ذلك كما يأباه جميع الشرائع الارضية والسماوية والاخلاق الصحيحة والطباع السليمة…؟!

فكيف يُقدمُ العراق ُالعظيم في موازنته من أوسع أبوابها كصك محاسبي (من حساب إلى حساب) هدراً؟ ومن جيب موظفي الإقليم المنبوذين غير المستلمينَ رواتبهم مدة شهرين كاملين ولحد اليوم غدراً، وكيف تُـقدمُ مليارات الدنانير العراقية إلى جيب "اللي جاب النقش عوافي"وهو (مايسو)لايستحق حتى لا نقول: ماقُدّمَ له ولأمثاله وأسياده في الخفاء أعظم …!؟
فماذا يحمل كائن ٌ يُشغل منصب وزير الداخلية في الإقليم في جعبته أو في فيه أوحتى في هنيه للعراق و لإقليمه؟! حتى يصرف له مبلغ ( 1,300,000,000)مليارَ مليار وثلاثمائة دينار عراقي،لشراء أرقى شقتين في البلاط مع افخم سيارة العصر في أربيل في خضم الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة التي يعاني منها الشعبُ في الإقليم حتى يكون الموظفون المقطوع رواتبهم ذبيحةً له وفداءً وقُربانا؟!

أوليس لنا المطالبة بحقنا، وقوتنا وقوت اطفالنا فنعكس الصورة ونصحح ذينك المثلين السائرين:"اللي يجيب النقش على حساب الناس زَقْنَبوت! ولاعوافي" ولابارك الله فيه" وفي حكومة حيث أكلتنا البراغيث و حياتين الفساد!؟
فياناسُ/ المحسنون المحترمون، و ياسوداني المتبجّح بمكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين، نقول هلُمّوا الينا وتلمسوا الواقع المؤلم المرّ الذي يعيشه الموظفون المغدورون في الإقليم قد"أكلنا الفاسدون!"وهذا غيض من فيض و"دي نقطة في بحر"كما يقول المثل الشعبي المصري!
فأين أفعالكم من أقوالكم و نحن مازلنا نلطم من شدة مصيبة الحسين ومسابقة ركظة الطويريج، بخصوصه وتأبينية شهادته، وذلك لاسعاف المستضعفين؟!
فهل من مستجيب؟ وقد ورد في القرآن المحفوظ لا المتلف المحروق:{والله لايحبُّ الفسادَ}! فإنَّه يحب المحسنين، لا المفسدين… وليت شعري !

د.أنور أبوبكر كريم الجاف
استاذٌ في كلية القانون / جامعة السليمانية