عبدالله عباس
ومر نيسان كأن شيئا لم يكن : لاتشكون في الحقيقة :أمريكا وراء كل شيء السـيء في المـنطقة
مرت السنوات العشرين على جريمة مصدر القرار الامريكي باحتلال العراق واسقاط دولته و زرع كل متطلبات تحويل هذا البلد بموقعة واهميته التأريخية إلى مركزالعمل وتحت عناوين مؤثرة للتأكيد أنها ( اي مصدر القرار الامريكي ) هوالاوحد في الساحة ‘ هذا اولا ‘ وثانيا ‘ في هذا العام مرة ذكرى هذه العملية التى سميت ضلما بـ( عملية تحرير العراق ) مر الكرام دون الاشاره حتى لـ(انتصار امريكا )بانها وضعت في هذا اليوم حجرالاساس لبناء ديمقراطية نموذجيه في الشرق الاوسط....حيث يجرى كل اربعة اعوام (انتخابات عامة لوضع مجموعة من مؤيدي الجهات المشاركة في العملية السياسية الى مواقع المسؤولية ) ليحصلواعلى مكاسب مادية مقابل المشاركة في الترويج بأن العراق الجديد يعيش حالة النموذج الديمقراطية رغم ان العالم يرى ‘ أن (البلد المحرر من ظلم الديكتاتور ) يعاني من الفساد حتى في تفاصيل الامور البسيطة ..!
وقبل اربعة أعوام عندما انتفض العراقيين في انتفاضة سميت بالتشرينه واجبروا الحكومة عام 2020على الاستقاله جائوا بمناضل تقوس ظهره من شدة النضال من اجل انقاذ العراق والعراقيين استحق وصف حكمه بالمثل القائل (أجه يكحلها ..عماها ..!)
( 1 ) الخطوه الاولى : مسح ذاكرة التأريخ
يبدوا ان مرور الذكرى العشرين بالسكوت ‘ يدخل ضمن عودة الادارة الامريكية مع نهج الغرب القديم ‘ حيث يلجأون في بعض الانعطافات الى خلق الازمات ضمن نهج ( مسح ذاكرة الناس )في المراحل الماضية
فمنذ نيسان 2003 مايحدث من العمل وافرازاته كظواهر تدل على الخبث الامريكي كيف ولماذا اختار العراق منطلقا لاهدافها الاستراتيجية في الهيمنة بدا من ضفاف البحر الابيض المتوسط غربا باتجاة جنوب شرقي اسيا شرقا حيث يرى العالم أن نسبة 75 % من الامورسيئة يعمق الهيمنه على المنطقة التي تحصل في تلك المساحة ‘ هو من الاهداف الامريكية ومعها الغرب ‘ وكان ضمن اهداف الخطة التى اعدت لاحتلال العراق وبدات التنفيذ بدقه بعد مرور اقل من شهر من الاحتلال
في الشرق الاوسط ‘ أولها وهي كان ولا يزال ضمان أمن الكيان الاستيطاني على فلسطين ‘وهي ضمن الاهداف الاسترتيجية للاحتلال ‘ : في عام عشرين فاز وبسهوله متوقعة (بالدعم المادي والمعنوي من الغرب )‘ معسكر أقصى اليمين في الانتخابات الاخيرة ضمن تحالف يجمع أحزابا يمينية متطرفة لايؤمن الا بتوسيع اتجاه التطرف الديني و عدم الاعتراف باي حق للفلسطينين والقرارات الدولية حول مشروع دولتين والاصرار على توسيع بناء مستوطنات على الاراضي الفلسطينية والتمسك بأن دولتهم تنفذ قانون الدولة القومية لليهود في إسرائيل
هكذا نرى أن تعزيز وضمان أمن اسرائيل في المقدمة هو تنفيذ خطة احتلال العراق حيث ان اسرائيل تعتبر العراق دولة معادية لها وتمثل خطر عليها وبالتالي فقد وقعت بعض المواجهات بين الدولتين في الماضي منها حرب 1973 وقصف اسرائيل المفعل النووي العراقي عام 1981 وقصف العراق لاسرائيل بالصورايخ 1991 وكانت التدخل الامريكي في العراق مصلحة لاسرائيل حيث تم اسقاط عدو مباشر من وجهة النظر الاسرائيلية بالاضافة الى ذلك انه وبعد احتلال العراق وللان حقق نتائج الوضع الجديد في الشرق الاوسط مكاسب كبيره حيث تم بناء علاقات و اعلان الاعتراف بكيانهم الاستيطاني كدولة يجب على اهل المنطقة التعايش معها
( 2 ) منع نهوض الارادات الوطنية
ومن ضمن الدوافع المباشرة للتدخل في العراق والاستراتيجية الامريكية المتبعة في المنطقة ‘ وأخطر ما فيها هو العمل المبرمج لاعادة صياغة مفهوم السيادة الوطنية وذلك بحجة وجود الجماعات الارهابية التي لاتحترم الحدود الوطنية ( وكلها تقريبا من صناعة الحركة الصهيونية العالمية وتخطيط التنفيذ من مصدر القرار الامريكي ) لذلك التزمت الولايات المتحدة بوضع استراتجيه التدخل في المنطقة و في العالم واستخدام القوة العسكرية من اجل القضاء علي التهديدات ‘ وتؤكد الوثائق ‘ أنه قامت هذه الاستراتيجية على مجموعة من الافكار منها ابقاء الولايات المتحدة كقوة عظمى على العالم وعلي الساحة الدولية لاطول وقت ممكن ومنع ظهور اي قوه منافسة للولايات المتحدة واعادة تشكيل مفهوم الامن العالمي بما يتماشي مع المصالح الامريكية والتدخل العسكري في مختلف دول العالم لتحقيق مصالحهم وتغيير الانظمة السياسية المعارضة لسياساتهم ‘ وهذا يتطلب الحفاظ علي نظام احادي القطبية ( بعد سقوط السوفييت و ظهور بوادر صعود الصين ) تسيطر فيه الولايات المتحدة وتتمتع بوضع مهيمن علي باقي دول العالم ‘ ومنذ احتلال العراق ولحد الان لم تظهر اي بادرة من المحتل ان تعمل اي عمل يؤدي الى صدق ادعاءها بانها تريد اقامة نظام ديمقراطي في العراق وتحت الارادة الوطنية للعراقيين
(3) بعد مرور عشرين عام : أمريكا
ولعبة الخبث مع القوى الاقليمية
بعد مرور عشرين عام على الاحتلال ‘ أخطر لعبة مستمر فيها المحتل كلاعب خطير في العراق مسلوب الارادة ‘ استمرارية العمل والتامر للظفر بسياج العراق الوطني و تفريق اهله وبذلك مهد طريق اضافه لاحتلاله ‘ سمح وبشكل منظم لفتح نوافذ ‘ بل بالنسبة للايران فتح الابواب (وهي تعرف جيدا الروحية الانتقامية لنظامة تجاه العراق ) وخطورهذا التوجه يشمل المنطقة كلها وجعل ايران لاعب الرئيسي (بل احيانا يبدو كشريكين مرتبطين بخط وهمي لايشعر به الا خبراء التامر في الدهاليز المظلمة لتقاسم النفوس في المنطقة )مستغلا توجه الروح للانتقام بعد حرب 8 سنوات (اساسا شيطان الاكبر عم سام اشعلت نيرانها ) .
فقبل حرب الاحتلال العسكري ‘ مهد الاعلام التضليلي للادارة الامريكية من خلال نشر تقارير تحريضية وكاذبة حيث كان كلما يهدد العراق ونظامه يدعي انها تريد انقاذ الكورد والشيعة من ظلم ذلك النظام ‘ بذلك خططت الادارة الامريكية قبل الاحتلال لتنفيذ محاصصة طائفية يعانى منه العراقيين لحد الان ‘ بذلك حرك ظاهرة روح الانتقام ضد المكون الاخر ومن الجانب الاخر ‘ أوحى للقوة الاقليمية ألاخرى بان له الحق كجار اخر ان يحي طموحاته القديمة في العراق كاثارة موضوع ( ولاية الموصل) من قبل بعض الرموز في النظام التركي ‘ ومن اجل تسهيل مهمة الاحتلال تعمدت الولايات المتحدة سياسة الغموض عند الحديث عن ادارة العراق في مرحلة ما بعد سقوط النظام ورغم تصريحات الادارة الامريكية بان حكم العراق سوف يكون ديمقراطيا الا انه لم تحدد الاليات التي سوف يتم استخدامها من اجل تحقيق هذا الغرض ‘ فكان ولايزال تسير في تنفيذ حلقات خطواتها الاستراتيجه في العراق كمنطلق ابقاء منطقة متوتره ومضطربه ‘ لاتسمح وهي في العراق بظهور اي بادرة شعبية تتجه الى بناء الارادة الوطنية المستقلة في العراق ‘ فنرى بعد مرور عشرين سنة من الاحتلال يحصر ازمة الوضع الايراني وخطواته المريبة تجاه العراق في موضوع تهريب الدولار موحية للراي العالم ان هذه المشكلة هي تعرقل استقرارالعراق ووحدة شعبة ‘ بل يرى العالم ان اهمال الادارة الامريكية للعزف على مساله اتهام ايران بالعمل من اجل امتلاك قوة نووية اصبح خلف كل الاحداث و قضية غسيل الاموال لصالح ايران اصبحت القضية المركزية الاولى ....!!!!.
فهي وبعد مرور كل هذه الاعوام ومن خلال الالعيب والتي اشرنا اليه يوحى لاقناع الراي العام العراقي بان تلبية الحاجات الانسانية للشعب العراقي متاخر بسبب التدخلات الاقليمية في العراق وايران في المقدمة ‘ علما ان القرارات التي اتخدتها الادارة الامريكية هي التي كان لها دور في تفكيك العراق وفتح ابوابه كانت محصنة لتدخلات اقليمية ‘ وخلال سنوات العشرين الماضية نرى صورة انهيار قواعد كل مظاهر التقدم العراقي في المقدمة القطاع الزراعي والبنية التحتية للعراق وتدهور قطاعات الكهرباء ومياه الشرب والاتصالات والسكن .تزايدت معدلات البطالة بين أكثرمن 30 و40 % وتضاعفت معدلات سوء التغذية وهروب راس المال الاجنبي وانتشار الفساد في القطاع النفطي وتدهور الناتج المحلي والدخل القومي وتدني مستوي معيشة المواطنين
وعلى المستوي الاجتماعي ارتفعت نسب البطالة وتفككت الحياة الاجتماعية وزادت عملية الاحتكار بالاضافة الي وفاة الاطفال نظرا لانتشار الامراض وسوء التغذية وبدا عدد من الظواهر الاجتماعية الخطيرة يظهر علي السطح منها ان القيادات المعينة من قبل سلطة الاحتلال هي قيادات مكروهة من فئات الشعب وتعمل لاهداف احتلال مزدوج وهذا ادى الي المزيد من الكراهية والانقسام داخل المجتمع وطغيان التقسيم العرقي والديني علي الوحدة الوطنية وهذا انعكس بدوره علي عدم استقرار العراق لفترة طويلة من الزمن ومن الظواهر الاجتماعية التي ظهرت هجرة الكوادر البشرية ويقدر عدد المهاجرين الي الخارج حوالي 3 مليون عراقي من حملة الشهادات العليا احتل اماكن عملهم حملة الشهادات المزورة باعتراف بعض المصادر الرسمية لنظام نفسه ‘ وهذا يعني ان العراق فقد الكثير من كوادره الفنية والعلمية
تحليلا لما سبق يمكن القول ان الحرب الامريكية علي العراق قضت علي العراق واسهمت في تحوله الي دوله فاشلة فقبل التدخل الامريكي رغم انها كانت دولة هشة بسبب قساوة الحصار الاقتصادي الذي فرضته امريكا والغرب ‘ رغم ذلك أنه ‘ علي الاقل تتسم بالقدرة علي تلبية مطالب المواطنين الاساسية الا ان عنصر الاحتلال أدى الي تدمير الدولة العراقية وتحوله الي دولة فاشلة سياسيا واقتصاديا
( 4 ) وبعد العشرين امريكا خائفه
من النهوض الوطني
منذ البدء بتنفيذ (الفوضى الخلاقة ) بعد الاحتلال والذي كان يشرف عليه وبدقة كل امكانيات المخابراتية ( ألامريكي الصهيوني) ولحد الان ‘ أن الهدف من خلق كل (فوضى – مشكله ) في العراق وخلق موضوعة الدولاروتهريبة ضمن عملية واسعة لمايسمى بغسيل الاموال واتهام إيران (المتفق معة لادامة الوضع ) ‘ الهدف منه تاخير نهوض الخيرين في العراق بهدف تقوية الارادة الوطنية ‘ والعراقيين الوطنين يعلمون حق العالم أنه ليس فقط الفساد الاداري و المالي المنتشر والذي يعرقل التقدم والبناء وراءه الخبراء الامريكين ‘ بل أن توسيع الرقعة الجغرافية لانتشار المخدرات (بكافة انواعها الخطيره) ومايحصل نتيجة ذلك من الجرائم غريبة تماما عن التكوين الاخلاقي والتربوي و في المقدمة الدينى للمجتمع العراقي ‘ وراءذلك المحتل الامريكي ‘ ولكي تسير خطته كما هو مطلوب ان يستمر عمل المحتل بربط الطبقة الحاكمه منذ البداية بمنظومة سلطة مرتبط بهم ( اي المحتل ) بحيث يبدو واضحا أن الهم الاهم عند المستفادين من احتلال بلدهم و وصولهم للحكم نظراً لارتباط الطبقات الحاكمة، منذ البداية، بمنظومة سلطة المحتل ، ليس لديها أدنى اهتمام بالتأكيد مما اذا كانت الوطنية مربحة أكثر من الخيانة، أو اذا ما كان التسول هو الشكل الوحيد الممكن للسياسة .‘ وليذهب الارض والناس الى الجحيم ..كما يبدو من تصرفات الناشطين ضمن مايسمى بـ (العملية السياسية ) .
• مختصر مفيد :
- لقد لذت بالصمت يا ألله ‘ لكن صعد النواح من روحي دون إرادة / جلال الدين الرومي .
- مقال مترجم من اللغة الكردية
960 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع