ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
الزيارات لمراقد الصالحين في الموصل
الموصل مدينة مقدسة ، ومقدسة فعلا .. وهذا مما أؤكده انا كاتب هذه السطور ، ويؤكده الكتاب والمؤرخون الاقدمون والمعاصرون .فيها مراقد للأنبياء عليهم السلام وفيها مشاهد ومقامات ومراقد يقدسها الناس ، ويزورونها ، ويتباركون بها لا بل يتفائلون بها لتسير حياتهم بسلاسة ، ودقة ، وانضباط ورفق .
ومن حسن الحظ ، ان لدينا عددا من الكتب والمصادر التي تؤرخ لهؤلاء الأنبياء والصالحين والاولياء وتشير اليهم ، وتتحدث عن سيرهم وكراماتهم وقد اعتمدت الكثير من هذه المصادر ، وانا اكتب مقالاتي ودراساتي عن الحياة الدينية والفكرية والأدبية والثقافية في الموصل في مختلف العصور والعهود .
وانا لا اريد ان ادخل في تفاصيل مشروعية هذه الزيارات ، واقصد زيارات الاولياء والصالحين فهذا شأن اتركه للناس ومعتقداتهم ، لكني غالبا ما اسمع ان زيارات هذه المراقد ، والقبور ، والمشاهد ليست للتوسل ، وانما اكراما لهؤلاء ودورهم في تثبيت معتقدات الانسان الروحية والامر لا يقتصر على المسلمين بل ثمة أماكن يزورها المسيحيون ، والايزيديون ، والشبك ، والكاكائية ، والصابئة ، واليهود وغيرهم للتبرك واستذكار هذا الولي وهذا الرجل الصالح ومن الطريف ان لدينا في مدينة الموصل محلة قائمة بذاتها في الجانب الأيمن تسمى محلة عبو خوب وعبدوخوب ، كلمة تركية معناها الرجل الصالح .
الناس في الموصل ، واقصد (العامة) من الناس الذين تستهويهم هذه المراقد والمقامات والمشاهد ، يذهبون لزيارة كل هذه الأماكن ، والبعض وخاصة من النساء يذهبن بالحناء والخرق والاقفال لتودع في جنبات هذا المرقد او الضريح .
انا في الخمسينات من القرن الماضي ، ادركت الموصليون ، وهم يزورون مرقد النبي جرجيس ، ومرقد النبي يونس ، ومرقد النبي شيت ، ومرقد الخضر عليهم السلام .كما ادركتهم يزورون الشيخ فتحي ، والشيخ محمد الافغاني (شيخ الشط) ، والشيخ قضيب البان والشيخ ، محمد الخرازي والامام يحيى بن القاسم ، والامام عبد الرحمن ، والامام إبراهيم ، والامام محسن ، والامام عون الدين ، والست نفيسة والست ام كلثوم ، وبنات الحسن ومرقد الست شاهزنان .
كما اعرف ان الايزيدية يزورون مراقد عديدة منها مرقد الشيخ عدي بن مسافر الاموي الهركي في وادي لالش أي وادي الصمت في الشيخان –عين سفني .كما يزور المسيحيون الكنائس ومنها كنيسة الطاهرة التحتانية ، وكنيسة الطاهرة الفوقانية ، وكان اليهود يزورون مرقد النبي دانيال في حضيرة السادة ، ومرقد النبي ناحوم في ناحية القوش .
احتاج الى صفحات كثيرة ووقت طويل لأروي لكم قصة المراقد المقدسة للأولياء والصالحين والانبياء لكن أقول ان الله سبحانه وتعالى قد انعم على هذه المدينة المقدسة مدينتنا الموصل ، بالعديد من المراقد والمشاهد والقبور والأماكن المقدسة وهي تعد ولا تحصى ولابد من التذكير بأهمها ومنها مرقد الامام الحسن بن علي وقد اصبح مقرا للمدرسة البدرية في عهد السلطان بدر الدين لؤلؤ في القرن 13 الميلادي ، ومرقد الشيخ أبو عبد الله بن عيسى بن يحيى بن علي الموصلي المعروف بالشيخ قضيب البان وهو زوج ابنة الشيخ عبد القادر الكيلاني توفي سنة 574 هجرية -1179 ميلادية ومرقده في باب سنجار عند ملعب الموصل الرياضي المعروف ملعب قضيب البان ، ومرقد شمعون الصفا لدى المسيحيين في محلة الساعة ، ومشهد النقطة القريب من معسكر الغزلاني وفيه اودع رأس الامام الحسين الشهيد قبل نقله الى الشام ، ومرقد المحمودين الامام حامد والامام محمود وهما ابنا الحسن بن الامام علي بن ابي طالب عليهم السلام والان جامع المحمودين ، والامام الحسن ، والامام زيد والامام عبد الله الباهر والامام علي الهادي والامام علي الأصغر والست فاطمة والست نفيسة عليهم السلام ورضي الله عنهم ، ومرقد السلطان اويس القرني، والشيخ محمد الغرابيلي ، والشيخ عيسى دده في دكة بركة ، والشيخ حسان البكري في السرجخانة ، والشيخ محمد الخلال في سوق الخشابين والشيخ عامر الخثعمي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المشاهدة ، والشيخ الدندان ، والشيخ عمر المولى، والشيخ شمس الدين الموصلي في باب العراق ، والشيخ عبد الله المكي في محلة المكاوي ، والشيخ منصور في محلة المنصورية ، والشيخ أبو العلا القريب من شارع غازي ، والشيخ العناز في باب الجديد والشيخ محمد الغزلاني ، والشيخ حسن الشامي وغيرهم .
-الصورة لمرقد النبي شيت.
1503 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع