المهندس: هامبرسوم أغباشيان
المصور ارشاك يانيكان
ورد في مجلة الگاردينيا الثقافية الغراء (العدد 3 تموز/يوليو 2023 ) صورة تاريخية جميله مع التعليق. المصدر كما ذكر في ذيل التعليق هو الاستاذ علي غالب البصام الذي يرفد المجلة بالصور والكتابات النادره كما ورد في كلمات الشكر للأستاذ رئيس التحرير.
وفيما يلي الصورة والتعليق:
صورة تاريخية.- يوم زفاف العروس المصرية ملك فيضي على الأمير عبدالأله والذي أصبح وصياً على عرش العراق
صورة نادرة التقطت بعدسة المصور آرشاك ببغداد عام 1936 للعروس المصرية ملك فيضي يوم زفافها علي الامير عبد الاله الذي اصبح الوصي علي عرش العراق،بينما تجلس علي الارض كأشبينات الأميرة بديعه صاحبة كتاب وريثة العروش والأميرة جليله التي احرقت نفسها لاحقا..
ومن اقصي اليمين تقف احدى اقارب العروس وهي روحيه فيضي ثم الأميرة عبديه فالأمير عبد الإله يليه الملك غازي ومن أقصى اليسار الأميرة راجحه والأميرة صالحه ثم الملكة نفيسه زوجة الملك علي والدة الأمير عبد الإله
أما الواقفون في الخلف فعلى اليمين الملكة عاليه وبجانبها والد العروس صلاح الدين فيضي ثم زوجته والدة العروس بهيه فيضي
انتهى التعليق
في أسفل الصورة ومن الناحية اليمنى توقيع مصور الملوك أرشاك يانيكيان الذي التقط هذه الصورة.
ولكن من هو مصور الملوك ارشاك يانيكيان
- ولد المصور ارشاك يانيكيان عام 1906 في مدينة سيس التابعه لولاية أدنه في تركيا.
- انتقلت عائلته (الوالدين ، ارمين ، ارشاك وخمسة شقيقات ) الى حلب في بعد مجازر عام 1915 وبعد انتهاء الحرب حاولت العائلة الرجوع الى ديارها ولكنها لم تستطيع بعد ان بدا الكماليون بتصفية من تبقى من الناجين من المجازر العثمانيه واصبح حياتهم في خطر، لذلك لجئوا الى بيروت عام 1922.
- عمل لدى مصور في بيروت، وفي عام 1925 التقى في بيروت بصاحب استوديو عراقي كان يزور لبنان سنويا لشراء ما يحتاجة من مواد لعمله، ودعاه الاخير للعمل معه في بغداد ، وبعد ان استأذن ارشاك من رئيسه انتقل الى العراق في نفس العام.
-عمل مع صاحب الاستوديو العراقي مدة سنتان في بغداد ثم اسس محل للتصوير خاص به حوالي عام 1927.
- في نفس السنه حالفه الحظ وصور الملك فيصل الاول (رحمه الله) في قصره تصويرشخصي (portrait)، واعجب الملك بها، ومنذ ذلك الحين اصبح ارشاك المصور الخاص للملك.
- استمر في العمل كمصور للقصر وصور الملك غازي ثم الملك فيصل الثاني وشخصيات عراقيه عديده (رحمهم الله جميعا).
المصور ارشاك بملابسه الانيقه داخل الاستوديو واقفا في الوسط
- بعد وفاة والديه انتقل شقيقه وشقيقاته الخمسه الى بغداد ، وساعدهم جميعا ووجد لهم اعمالا ضمن نشاطاته.
- جاء في جريدة المؤتمر العدد 338 في 27 شباط 2003 (..... وكذلك المصور ارشاك الذي افلح في الاشتغال على التصويرالشخصي، البورتريت، وتعد صوره الخاصه برجالات العراق ، من سياسيين ومثقفين، مرجعا مهما لا يمكن الاستفناء عنها في دراسة تلك الحقبه التاريخيه، ويتذكر العراقيون صوره العديده الملتقطه لشاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري وكذلك صورته المعبره للزهاوي، وغير ذلك من الصور الاخرى الحيه عالية الاتقان والجمال في آن).
الشاعر الكبير محمد صدقي الزهاوي (من ارشيف المصور ارشاك)
- في صبيحة يوم 14 تموز عام 1958 ومع سقوط الحكم الملكي ، نزلت الجموع الى الشارع لتعبر عن فرحتها ، وكانت بعض الصور الملكيه معروضة في واجهة محل ستوديو ارشاك الواقع قرب جسر الاحرار من جهة شارع الرشيد في ساحة الملك فيصل الثاني (ساحة حافظ القاضي)، فاحتفل البعض بطريقتهم الخاصه حيث هاجم المتظاهرون الاستوديو وكسروا واجهة المحل والباب ودخلوا المحل لنزع الصورالملكية المعروضة واتلافها تعبيرا عن السخط على الحكم الملكي ، واستغل بعض ضعفاء النفوس الفرصة ونهبوا المحل ( الكاميرات وادوات الاناره والافلام واطارات الصور الخ). وصل ارشاك الى المحل متاخرا بعد ان ابلغته شقيقته التي كانت تسكن في العماره المقابله للمحل بما يحدث، وبذلك ضاع ارشيف مصور لجزء مهم من تاريخ العراق الملكي.
- كان المحل مؤمنا لدى احدى شركات التامين، وعنما طلب ارشاك التعويض من الشركة لم يعوض عن خسائره لاستثناء شركة التامين اعمال الشغب او الهيجان الشعبي (الاضطرابات الاهليه) من وثيقة التامين ولذا كانت الشركه غير ملزمه بالتعويض.
- استمر في العمل في محله الجديد الواقع قرب المسرح الوطني لغاية وفاته عام 1985.
- بالاضافه الى محل التصويراسس معملا للنسيج، فلقد كان في زياره الى نيويورك عام 1949 وهناك اشترى 40 ماكنه للنسيج من شركة كانت قد اعلنت افلاسها ونقلها الى بغداد، وعين اخاه الكبير مديرا للمعمل.
- اسس في عام 1954 محلا للغسيل (لوندري) عصري حيث استخدم مكائن اوتوماتيكيه لغسل الكلابس.
- اسس مع رجال اعمال اخرين اول معمل لانتاج البيره في العراق (معمل شهرزاد) وحصل على اجازة التاسيس ،وكانت له حصه كبيره في المعمل وتم شراء المكائن من شركة (Seinman) الالمانيه بمبلغ 300 الف دينار (الذي كان يعادل تقريبا المليون دولار) وكان مبلغا كبيرا في حينه،ووصلت قسم من المكائن ، ولكن لم يسجل المعمل اي تقدم بسبب توقف قرض المصرف الصناعي ولاسباب تعود للمصرف.
- بعد عام 1958 والظروف التي تلتها، عانى من ضائقة ماليه وكان من الصعب عليه الاستمرار في اعماله، ولكن في عام 1965 دخلت الحكومه شريكا في معمل بيره شهرزاد التي اسسها سابقا وتم تعويضه وكذلك مساهمين اخرين ب 10% من ما يعادل حصصهم وتحسنت حالته الماديه.
- بالاضافة الى مهنة التصور التي كان يمارسها وكونه رجلا للاعمال ، كانت لديه نشاطات في المجال العلمي ، فقد اوجد طريقه حديثه لتصفية المياه وحصل بموجبها على شهادة (براءة اختراع) من المملكه المتحده، وكذلك اوجد طريقه جديده لازاله الملوحه من الاراضي الزراعيه، وكذلك طريقه لمعالجة نضح المياه في سراديب الابنيه القريبه من نهر دجله. علما بانه كان يجيد القراءه والكتابه بالارمنيه وقليلا بالانكليزيه ولم يجيد القراءه والكتابه بالعربيه.
- كانت له سياره (Porshe) موديل عام 1954 وكانت هذه السياره الوحيده من نوعها في العراق لفتره طويله.
- له ثلاثة ابناء اثنان منها يحملون شهاده في الهندسة (الكبير منهم يحمل شهادة الماجستير في الهندسة من انكلترا) والثالث خريج الكليه الطبيه في بغداد.
نشكر المهندس ارشاك يانيكيان الابن لتزويدنا بالمعلومات التي ساعدتنا في كتابة هذا المقال.
لوس أنجلس في 8 تموز 2023
1100 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع