د.طلعت الخضيري
ألحديقه السريه - ألحلقه الخامسة
عم الظلام عند وصولهما إلى محطه القطار في نهايه الرحله وكانت هناك عربه تنتظرهما . خلال الرحله نحو القصرأخذت تسمع ماري أصواتا غريبه موحشه فألقت النظر خلال الظلام فلم ترى شيئا وسألت
- ماهذا الصوت؟هل هو صوت أمواج البحر؟
- إنه صوت الرياح تعبث في أعشاب ألقفار والمستنقعات ألتي تحيط بالقصر. لا توجد أشجار أو سكن حول القصر.
بدأت ماري تفكر وتردد ..(نا لا أحب ذلك ولن أحبه أبدا).
وصلوا أخيراإلى القصرالقديم وكان مظهره من الخارج قاتم اللون وموحش ، عند مدخل القصر لاحضت ماري أن هناك صاله كبيره الحجم.
أحست بشعور من الضياع ثم توجها إلى الطابق الأعلى وإلى غرفه واسعه وعلى جانب منها موقد كبير إشتعلت به النيران وفي وسطها وضعت طاوله وعليها صحون الغذاء. وكان هناك سرير على جانب الغرفه.
بدأت السيده مدلوك قائله
- (هذه هي غرفتك ، تناولي العشاء ثم اذهبي إلى فراشك واعلمي أن السيد كريفن لا يرغب أن تتجولين في القصر).
عندما استيقضت صباح أليوم ألتالي ، وجدت هناك فتاة صغيره وهي منهمكه في تنظيف ألمدفأه و أن الغرفه كانت كبيره الحجم ومعتمه وقد علق على حائطها رسوم الكلاب والخيل وبعض السيدات وسألت ماري الفتاة
- من أنت؟
- أنا مارتا وإني سأقوم بخدمتك ياسيدتي.
- وماذا أرى من تلك النافذه؟
- إنها ألبراري تكسوها الأعشاب والشجيرات الصغيره هل تعجبك؟
- كلا إنني أبغضها.
- ذلك بسبب إنك لا تعرفيها جيدا ياسيدتي ، إنك ستحبيها في المستقبل ، إنها جميله في الربيع عندما تكون هناك ورود ذات رائحه زكيه، إن الهواء نقي هناك وما أجمل الطيور ، أنا لا أود أبدا ألإبتعاد عنها.
شعرت ماري بالغضب وهتفت
- إنك خادمه غريبه الأطوار. لم نكن في الهند نخاطب الخدم.. كنا نأمرهم فقط ..وكان عليهم ألطاعه وذلك كل شيىء.
لم يظهر على وجه مارتا أي انزعاج وتمتمت:
- إنني أعلم إنني أتكلم أكثر مما يجب.
وسألتها ماري..هل ستكونين خادمتي الخاصه؟
- في الحقيقه إنني أعمل لدى ألسيده مدلوك مديره المنزل .سأقوم بتنظيف غرفتك وأجلب لك الطعام وهذا كل ما سأفعله.
- ومن الذي سيساعدني على إرتداء ملابسي؟
توقفت مارتا عن العمل وحدقت النظر إلى ماري وقالت بصوت خافت
- ألا تستطيعين ارتداء ملابسك لوحدك؟
- كان الخدم هم الذين يتولون ذلك.
- إذا أظن يجب عليك أن ترتدي ملابسك الآن بدون أي مساعده . كانت أمي تردد أنه يجب على الإنسان أن يخدم نفسه حتى لو كان مهم و ثري.
أثار ذلك غضب ماري وصرخت
- إنك لا تعرفين أي شيىء.
شعرت ماري بليأس ،أنها أصبحت وحيده . بدى كل شيىء غير واضح أمامها . رمت نفسها على الفراش وأخذت تجهش بالبكاء.
وقفت مارتا بجنب الفراش وقالت بلطف
- لاتبكي هكذا .. أنا متأسفه ، لك الحق ، أنا لا أعرف شيئا ،أرجوك سيدتي كفي عن البكاء.
شعرت ماري بلطف وصداقه الفتاة نحوها . كفت عن االبكاء ثم استمرت مارتا بالكلام واكتفت ماري بالوقوف خلف النافذه وتضاهرت بعدم الإصغاء.
إستطردت مارتا تقول
- لدي أحد عشر أخ وأخت ،ليس لدينا الكثير من المال في بيتنا، ألكل يأكل كثيرا و الهواء ألنقي يسبب لهم ألجوع ،يتجول أخي ديكن ما بين الأعشاب في تلك البراري . هو في سن ألثانيه عشره من عمره وله حصان وحشي روضه و يمتطيه.
هناك سرآخر سأخبرك به . هناك حديقه سريه يحوطها جدار ، قفل عمك بابها منذ وفاة زوجته. لقد مضى على ذلك عشر سنوات وقد دفن مفتاحها في مكان مجهول خارج الحديقه.
بدأ الإهتمام على وجه ماري ، كانت دوما تتمنى أن يكون لديها حديقه صغيره وهمست مارتا ( أرجوك تناولي غذائك ،علي الآن أن أذهب لأن مدبرة المنزل تستدعيني).
لم تجب ماري ولكنها تناولت قليل من ا لشاي وقطعه من الخبز.
يتبع...
1226 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع