عبد يونس لافي
رُحْماكَ لا تقلْ ودِّعْ حبيبًا
(خلجات ألحَّت على أن تُنثرَ، لتترجِمَ لحظاتِ الوداع)
ها هِيَ قَهْرًا
حانت الساعةُ هَيّا
فَتَهَيَّأْ للوداعْ
فماذا انت يا مهووسُ فاعلْ؟
تلك خمسةٌ مرَّتْ سِراعًا
كنتُ أحيا الوقتَ صمتًا
سوى وخَزاتِ الروحِ لا اسمعْ
صِرْتُ أهوى الوخزَ في صمتي
عمَّقَ ذاك الصمتُ إحساسي
بأنَّ سوى نداءِ الروحِ لا ينفعْ
كان ذاك الصمتُ يأْسِرُني
¬¬يدُقُّني في الّأرضِ دقًّا دونما وَتدٍ
أحْبَبْتُهُ وألِفْتُهُ
كانت تَخَلَّلُهُ تسابيحٌ
أُرَتِّلها دونَ أن أفْهمَها
مكتوبةً في لغةٍ،
لا يفهمُها إلّا مجانينُ المدينةْ!
لغةٍ معطاءةٍ عذبة
أُريدُ ان أبقى هنا
ما هو ذنبي إنْ انا
أُغْرِمْتُ في طيبةْ؟
دعوني يا الْأحبَّةُ ايُّها الصحبُ*
أُريدُ ان أبقى فلا تأتوا!!
أمْهِلوني
أمْهِلوا قلبًا متيَّمْ
تاهَ حُبًّا
لا تلوموهُ إذا هامَ حولَ القبرِ
لا يقوى على نطقٍ فَتَمْتَمْ
تَمْتَماتي كدُموعي فوق خدَّيَّ تسيلْ
لم تكنْ سوى تفعيلةِ بَحْرٍ
لم تَرِدْ على بالِ الخليلْ**
اۤهٍ وأعرفُ أنَّني محكومٌ مقيَّدْ
عليَّ أُوَلّي الوجهَ
شطرَ ذيّاكَ المقامْ
فأنا للعمرةِ جئتُ، والعمرةُ تَقْضي
طوافًا ثم سعيًا ثم تقصيرًا
هناكَ في البيت الحرامْ
أسْرِعْ أيُّها الْمُتْعَبُ
ودِّعِ المسجدَ ودِّعْ من تُحِبْ
وعلى مَضَضٍ ودّعْتُهُ ثم بكيتْ
لكنَّ صوتًا كان يأتي من بعيدْ
أنْ ستأتي …… ويُعيدْ
ويُعيدُ مرَّةً اخرى، فلا تقنَطْ
سيدعوكَ الحبيبْ
نعمْ ستأتي عن قريبْ
نعمْ ستأتي عن قريبْ!
*صديقٌ من اصدقاءِ العمرِ المُمَيَّزين، أصَرَّ إلاّ أن يأتي من جَدَّةَ، صُحبةَ
احدِ اصدقاءِه لكي يأْخذني بسيارته الى محل إقامتي في مكة.
**الخليل هو الخليل بن احمد الفراهيدي، العالم البصري اللغوي، واضع
علم العروض وأوزان الشعر.
978 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع