ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
خالد الدرة .. الكاتب ، القاص ، والصحفي الساخر ١٩٠٩-١٩٩٦
قلة من غير جيلنا ..جيل الاربعينات من القرن الماضي ، يعرف الاستاذ خالد الدرة القصصي والكاتب الساخر والصحفي الوطني العراقي والعربي القومي ..كان شجاعا في قول الكلمة الحقة ..وقد قرأتُ له واعُجبت بكتاباته فهو كاتب مقالة من الطراز الاول قلما نجد من يشبهه الان ..يمتلك ثقافة واسعة ، وله قدرة على التأثير في قرائه ..يُعد من كتاب القصة العراقيين الرواد ..
قال عنه الاستاذ حميد المطبعي في "موسوعة اعلام وعلماء العراق " انه .." بغدادي ..وانه كاتب ساخر هيًج عواطف الناس في عقدي الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي " .ابتدأ النشر في سنة 1938 في الصحافة ودخل كلية الحقوق ببغداد وتخرج فيها سنة 1941 ..اما الاستاذ وحيد الدين بهاء الدين فقال عنه "لو تفادى خالد الدرة طريق الصحافة منذ البداية وتعاطى فن الادب ولاسيما القصة والرواية، لكان واحدا من اعلام القصة العراقية، لما امتازت به اقاصيصه ومسرحياته ورواياته المطبوعة والمبثوثة في الصحف والمجلات من واقعية في تناولها ومعالجتها وسلاسة في اسلوبها وادائها وبعد في مرماها ومغزاها وانفتاح في افكارها ومضامينها..." .
من قصصه ورواياته المنشورة :"المشعوذ " وهي قصة طبعت سنة 1938 و"لقتل الضجر " وهي قصة كذلك نشرت سنة 1940 ..وله مجموعتان قصصيتان الاولى بعنوان :" طبيعة الاشياء " 1942 ..والثانية بعنوان :" في قفص الاتهام " 1943 ..كما ان له رواية بعنوان :أفول وشروق " نشرها سنة 1945 ورواية بعنوان " الامير الشجاع موسى بن ابي غسان "1941 وروايته "بهلول الجنون " 1959 .ومن مسرحياته التي نشرها مسرحية "جرائم الدخلاء " ..
ومن مؤلفاته الاخرى كتاب بعنوان :" حول المنهج القومي " نشره سنة 1950 .كان كاتبا واقعيا وكثيرا ما تعرض للعنت من السلطة الملكية الحاكمة ومن السلطة الجمهورية التي اعقبتها بعد ثورة 14 تموز 1958 .ومن ذلك ان معظم قصصه صودرت لكونها تتعارض مع توجهات السلطة ومع ان قصصه لم تكن تمتلك معايير الكمال الفني الا انها عكست ما كان يعانيه الانسان العراقي من ظلم واستبداد وتكميم للأفواه وخاصة في ظل الحكومات التي كان يشكلها نوري السعيد ..واتذكر ان مقالات خالد الدرة في مجلات ساخرة ومنها مجلتيه :"الفلقة " و" الوادي " كانت من المقالات التي يتداولها الناس خاصة وانها كانت تنشر مع رسوم كاريكاتيرية معبرة .ومن حسن الصدف ان دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960 والذي حرره محمود فهمي درويش ومصطفى جواد سنة 1961 وثق للاستاذ خالد الدرة وكتب عنه ضمن عرض جميل للمشهد الثقافي العراقي المعاصر مما ساعدنا على رسم صورة قلمية له .ومما جاء في الدليل :"ان خالد الدرة صاحب مجلة الوادي المحجوبة "كان يدعو الى الاصلاح ، ويتهجم على مسببي التدهور الاجتماعي بقسوة وعنف مع التعرض للشخصيات المسؤولة يومذاك ويرسم صورة قلمية لها " .
ومما ذكره كاتب المبحث الخاص بأدب القصة في العراق الاستاذ الدكتور صفاء خلوصي ان قصص خالد الدرة كانت محبوكة ، وانه كان متأثرا بالطريقة القصصية العربية القديمة وطريقته القصصية اقرب الى الطريقة الروائية وعلى نحو ما نجده في الف ليلة وليلة ..لذلك فأنه لم يعالج الاقصوصة (القصة القصيرة ) لأنها تحتاج الى قدرة فنية خاصة تختلف عن القدرة في كتابة الروايات وكان اكثر ماكتب القصة الطويلة .وكما انه يندر ان يجمع الانسان بين الشعر والنثر فكذلك يظهر انه من النادر ان يجمع الانسان بين كتابة القصة والاقصوصة .وابطال روايات الدرة -في اغلب الاحيان -كأكثر شخوص القصص العراقية ليسوا اكثر من دمى تتحرك ولكنها تفعل الافاعيل ..." . رحم الله الاستاذ خالد الدرة فقد قدم ما يفيد بلدة فأستحق ان نقف عنده ونستذكر جهوده .
*2016 والرابط :https://www.facebook.com/photo/?fbid=10201009628939884&set=a.166170001932
633 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع