د.ضرغام الدباغ
يوليوس فوجيك
يوليوس فوجيك مناضل تشيكي، أعتقل وحوكم محاكمة صورية على يد المحتلين النازيين لبلاده، وحكم عليه بالموت بواسطة قطع الرأس بالفأس، وهي طريقة إعدام كانت تنفذ في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وربما دولاً أوربية أخرى، وفوجيك الذي ولد في 13 / 2 / 1903، واغتيل بهذه الطريقة بتاريخ 8/ 9/ 1943 في إحدى سجون برلين، أي كان له من العمر 40 سنة ونصف(ستة شهور)، ويوم مقتله لم أكن قد ولدت بعد، ترى هل كان فوجيك يعلم، أن مذكراته سوف تترجم إلى اللغة العربية، على يد عراقي. حقا الأبطال لا يموتون، فذكراهم تبقى خالدة في سفر الشعوب...!
إهداء
إلى المناضلين في بلادنا وفي الوطن العربي والعالم
إلى من يقدم روحه رخيصة من أجل المبادئ
إلى الشهداء من أجل الحرية
تحية ووفاء إلى بعض من رفاقنا، أصدقائنا، رموز جيلنا: سليمة خضير الصريفاوي، مؤيد الملاح، عبد الصاحب الرماحي، أحمد العزاوي، صبحي محمد داؤد، عبد الكريم مصطفى نصرت، عبد الودود عبد الجبار، سليم عيسى الزئبق، وليد محمود سيرت، طراد نصر الله، ثجيل جديح الشحماني، شوكت أدهام الحديثي، وريحان خزعل (أبو لؤي)، سكران، خالد، وداد، معن وهيب، محمد عبد الطائي، عزيز حميد السامرائي، عبد الحسين عبد الأمير، مجدي جهاد ...وغيرهم مئات واليوم ألوف، قوافل تضخ للوطن الحبيب دمائها ...
إلى هؤلاء جميعاً ... لن ننساكم أبدا
ضرغام
مقولات يوليوس فوجيك
ــ إن منظر الإنسان وضميره عندما لم يعد نقياً، هو مفزع أكثر من رؤية جسد يتألم من العذاب
ــ أيها الضعيف المنهار، كأن هناك حياة أخرى تعيشها إن استطعت أن تبيع حياة أحد الرفاق ..!
ــ كنت أتوقع وأنتظر الموت، ولكن ليس الخيانة
ــ نعم هذا كان رجلاً عندما كان لديه عمود فقري
ــ هو لم يتجنب الرصاص عندما كان يناضل في الجبهة الأسبانية، ولم يخن عندما عاش تجربة الاعتقال في فرنسا، ولكنه يقف الآن ممتقع الوجه أمام أحد رجال الجستابو الذي يمسك بيده هراوة، يحاول أن يتماسك، ولكن كم كانت شجاعته سطحية، بحيث ضربات معدودة فقط أدت به إلى الانهيار، سطحياً مثل قناعته، كان قوياً في الحال الاعتيادي، عندما يكون محاطاً بالتعاطف، كان قوياً لأن قناعاته كانت تحركه، ولكنه الآن معزول عنها، وحيد، يهاجمه الأعداء، ترى هل فقد قواه نهائياً، لقد فقد كل شيء لأنه ابتدأ يفكر بنفسه، وأن ينقذ جلده، لذلك ضحى برفاقه، لقد سقط في الخوف، والجبن قاده إلى الخيانة، إن الجبان قد يفقد أكثر من حياته، لقد ضاع، فر من جيش المجد، وألحق بنفسه عار الخيانة والقذارة.
ــ الزنزانات لها عيون، إنها تنظر إليك عندما تمضي إلى الإعدام، وأنت تعلم أن عليك أن تمضي رافعاً هامتك لأنك مناضل ولا يجوز أن تمضي بأقدام متثاقلة مترددة، إنها أخوية دموية، ولكنك تدخلها طواعية، وبدون المساعدة الأخوية، فسوف لن يكون بوسعك تحمل هذا المصير.
ــ المخلص سيبقى صامداً، والخائن سيخون، الضعفاء سيصابون بالحيرة، والأبطال يناضلون. في داخل الإنسان تستقر غالباً عوامل القوة والضعف، الشجاعة، الخوف، التماسك، الاهتزاز، النقاء، القذارة، وإلى جانب بعضهم البعض، ولكن هنا، لا يمكن إلا لأحدهم البقاء، أو عندما يحاول أمريء، ويا للعجب، أن يرقص بينهما، فإنه سيكون عجيباً، كالذي يريد أن يرقص بريشة صفراء على قبعته، وبيده عصا ملونة في مسيرة جنائزية.
ــ وبتقديري أنهم قتلة، قتلة ذوو طبيعة بشرية، يتكلمون التشيكية وبأيديهم الهراوة والحديد
ــ كل من عاش بإخلاص للمستقبل وسقط من أجل الأشياء الجميلة ومن أجلكم، هو عملاق قدَ من الصخر، كل من أراد أن يبني من تراب الماضي سداً ضد طوفان الثورة، إنما هو مخلوق مصنوع من خشب
ــ بوسعكم أن تنتزعوا منا الحياة، أليس كذلك جوستي(زوجته ورفيقته في النضال) ..؟ ولكن ليس شرفنا وحبنا ...!
ــ الرفاق الذين سيبقون أحياء بعد هذه المعركة، والذين سيأتون إلينا، إنني اشد على أياديهم من لأجلي وجوستي، فإننا قد نفذنا الواجب. ومن أجلكم سوف نموت
ــ " أيها المار من هنا .... عندما تذهب إلى اسبرطة، أعلن هناك: أنك رأيتنا راقدين هنا ... كما يأمرنا به القانون ......." (*)
ــ وما هي الحياة بالمقارنة مع مجد البطولة ...!!
ــ حياة الأفراد غير مهم بعد تمت مصادرة بلد بأكمله وحياة شعبه.
ــ " إن هذا سوف لن يفيدكم بشيئ، سيسقط الكثيرون منا، ولكنه سوف يقضى عليكم ".
ــ المجد ينادي الدماء بنشوة، والوحشية تقدم لها الجماجم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) كلمات خالدة لأبطال ملحمة أسبرطة، مدونة اليوم محفورة على صخور المرمر
3153 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع