ايام الأبيض والأسود وليالي معرض العراق الدولي للكتاب.

                                                              

                              مازن خالد مفتن


ايام الأبيض والأسود وليالي معرض العراق الدولي للكتاب.

في السابع من كانون الأول /نوفمبر الجاري، انطلقت فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب على أرض معرض بغداد الدولي في منطقة المنصور ببغداد. وبرعاية مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، وحملة هذه الدورة تسمية "دورة هادي العلوي"، ولمن لا يعرف المفكر العراقي الكبير هادي العلوي. فهو هادي نوري سلمان العلوي، مفكر ومؤرخ ماركسي ولد في بغداد، وتخرج من كلية الاقتصاد بجامعة بغداد، وتوفي ودفن في دمشق، وهو شقيق الكاتب حسن العلوي، والذي يعرف بين العراقيين اكثر من أخيه، والذي حصل على شهره واسعة بينهم.

كانت ايام وليالي المعرض مختلفة هذا العام، فقد كانت جميلة جداً، فمع حلول ليل بغداد البارد وهدوء شوارعها الصاخبة والمزدحمة، كنت أصل الى المعرض، وكانت الأجواء أكثر من رائعة، فمكتبات شارع المتنبي موجودة هناك، واناس شارع المتنبي الذين احبهم موجودين ايضا مع 360 دار نشر ومليون عنوان من الكتب.
كان الأسود والأبيض وجداريات الأسود والأبيض حاضرة في كل مكان وما بين الكتب ورائحة الكتب وأجواء شتاء بغداد، وانغام اغاني الطرب العراقي الأصيل الذي كانت تصدح به سماعات المعرض في كل مكان، كان الفريق المتقاعد حسن البيضاني أول من التقيته من الكتاب العراقيين في المعرض، والبيضاني هو ضابط في الجيش العراقي تدرج في الرتب العسكري حتى وصل إلى رتبة فريق ركن، وكان أخرى منصب قد شغله هو رئيس أركان قيادة عمليات بغداد قبل أن يحال الى التقاعد، وهذا الرجل وعلى الرغم من كونه عسكري محترف، الا انه رجل اكاديمي وكاتب وله عدد من الكتب والمؤلفات المهمة. كما كان المفكر غالب الشابندر هو ثاني من التقيه في المعرض من الكتاب العراقيين. كما رأيت كل من الدكتور الموسوعي علي النشمي والمرشحة السابقة لمنصب وزيرة الثقافة السيدة ميسون الدملوجي.

ليلة سلامات وابو خمرة
كذلك كانت ليلة حضور الفنان الكبير حميد منصور وغنائه على أرض المعرض من الليالي المميزة في المعرض، وكذلك الحال في أمسية الشاعرين الكبيرين كاظم الحجاج وموفق ابو خمرة، وكان لقصيدة ابو خمرة التي ألقاها صدا كبير بين الحضور "لا ليل المزبن كضه ولا كضت ايام اللف" والتي كان من ابياتها:
نردس ونرجع ليوره - كل البلد راجع بك
أحزاب اجتك يا وطن - متحزمة تكثر الطك
لا تأمن بشارب حزب ـ ما بقى شارب على الحك
الدحيح في بغداد
وكذلك كان من الاحداث الرئيسية في معرض الكتاب هذا العالم هو حضور صانع المحتوى واليوتيوبر المصري احمد الغندور، والذي اشتهر باسم الدحيح نسبة إلى قناته وبرنامجه على اليوتيوب. وخلال حديث سريع مع محاور الدحيح الاستاذ عماد الخفاجي سألته عن رأيه عن هذا الكم الهائل من الشباب والشابات الذين حضروا للقاء الدحيح أجاب بأنه توقع اكثر من هذا الحضور، وبحسب رأي فإن الدحيح حقق اكثر حضور في المعرض واكبر من اي كاتب او كتاب عراقي، وأن اليوتيوب هزم الكتاب، وان الكثير من الشباب والشابات والطلاب والمراهقين الذين حضروا للدحيح لو سألت عن إسم احد الكتاب العراقيين او عن هادي العلوي ذات لن يعرفوا احدً منهم.
فخري كريم ويم مشهدي
وكذلك وخلال ليالي المعرض التقيت بالسيد فخري كريم زنكنه رئيس مؤسسة المدى "الراعي الرسمي لمعرض الكتاب" وبعد السلام عليه وشكره ومؤسسة المدى على الجهود المبذولة في إقامة المعرض، تجاذبت معه أطراف الحديث وسألته عن رأيه بحضور صانع المحتوى المصري احمد الغندور وسألته "هل هزم اليوتيوب الكتاب"، أجاب ان "المهم هي المعرفة وكيف تصل إلى المتلقي سواء عن طريق الكتاب او يوتيوب وهذا هو المهم".
وفي سؤال آخر للأستاذ فخري كريم سألته عن رأيه بالكاتبة السورية "يم مشهدي" وعن امكانية دعوتها إلى بغداد خلال دورات المعرض القادمة. استغربت من عدم معرفته لها، حيث أجاب من هي "يم مشهدي" على الرغم من أن صحيفة المدى التي يرأس تحريرها كانت هي الصحيفة العراقية الوحيدة التي طالما تحدثت عن مشهدي، وان العدد 3441، الصادر في 27 اب /أغسطس 2015، ‪ اورد حديثاً مطولاً معها تحت عنوان "يم مشهدي للمدى مسلسل قلم حمرة يختلف عن ظروف اعتقالي عام 2011".‬
وفي الختام كان لتواجد مطعم صاج الريف ومقهيي رضا علوان وقهوة وكتاب أضافة جميلة للمعرض حيث استمتعت بتناول وجبات الطعام الشهية وشرب الشاي العراقي والقهوة واكل الكليجة وأنواع الكيك اللذيذة، وتمنيت ان يشاركني الجميع هذه الأجواء الساحرة والاوقات الجميلة ويستمتعوا بتلك الساعات التي لا تنسى.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

537 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع