وللنجاح طريق

                                                      

                          د.نادرة الحسامي

وللنجاح طريق

هل للنجاح سر , ومن منا لا يسعى اليه ! نعم للنجاح سر وطريق، ومن سار عليهما امتلك الناصية، اين هو وما الطريق اليه؟ انه انت! فسر النجاح يكمن فيك أولا وبداخلك وعليك اكتشافه كل يوم , بمعنى ان تركز اهتمامك عليه وتسعى للاستفادة منه, وبذلك تنفتح الحياة امامك فرصا ومباهج , كل منا يستيقظ صباحا من نومه ويفتح عينيه ليرى ما حوله، ومن بجانبه , ومن معه , وما يحيط به, فيفكر بها ويقول الحمد لله انا أرى , وادرك ما أرى , واستمتع بما أرى , وهل بعدها نعمة اذا ما قارنت نفسي بمن قلت عنده نعمة البصر , او فقدها لسبب او اخر , اذن انا بخير, تبدا الأمور بإحساسك بذاتك وبما عندك وهذا يملئ قلبك حبورا وبهجة وطاقة تدفعك لان تستفيد من هذه النعمة النظر ما استطعت , فكيف اذا احسست بكل بما تملك من حواس وافضال ستشعر انك سيد الحياة وعليك ان تحركها وتستفيد منها .

تحدثت عن احدى النعم واهمها! وهل أستطيع ان أقول انها الأهم؟ ربما، ولكن حواسنا جميعا هي ادواتنا تحركنا ا انها أدواتنا للمعرفة , تماما كما السكين للجزار والجراح وكما المطرقة للنجار والاسكافي , بدونها تنعدم أدوات التقاط المعرفة والتفاعل مع الحياة ومع الاخرين , لهذا ينبغي ان نحافظ عليها ما استطعنا ولكن كيف ؟ , لكل حاسة عزف منفرد تعزفه بذاتها و ولكن هي لا تنسى ان يتناغم لحنها مع لحن بقية الحواس, فاذا ضعفت احداها تداعت الحواس الأخرى لها سهرا ومدارة , وتعويضا حتى تتشافي وتعود لتعمل كما كانت اقله او اكثره , فمرضها ضعف وحزن ينقل صاحبه من حال لحال.

كيف استطيع ان احب ادواتي، أي حواسي , واحافظ عليها, بعدما عرفت انها هي اذرعي التي تمتد في كل مكان , تلتقط وتمتص, تشرب وتأكل , تتذوق وتشم وتلمس وترى ,ينبغي ان افهم متطلبات كل منها وما تحتاجه, ما يفرحها وما يجعلها منتعشة ونشيطة , لتعطي وتمتد , اعتني بعيني فلا اسهر كثيرا , وانام جيدا ولا اتعبها , اغسلها بالماء النظيف ويدي نظيفة, اقطرها كي ترتوي من الداخل , واضع النظارات لاحميها من هجوم الخارج عليها , واذا تعبت اضع الكمادات عليها لأمدها بالراحة والدفء , واذا ضعفت اساعدها كي تصحح مسارها وتواصل عملها , وهل هذا يكفي لا ! علي ان أريها كل ما يبهجها، فاللون الأسود يعميها والأبيض يبهرها وقوس قزح يفرحها..

بداتها بالصباح والنور، والاحساس بالذات وبالوجود، وبابسطها نعمة البصر كيف احافظ عليها واسعد بوجودها واستمتع بها واستفيد منها، فهي فرصة , نعم فرصة , عليك ان تتقن فن حملها والنهوض بها لأنها اداتك في تحقيق ما تصبو اليه رغبة وطموحا. عيني تحب الجمال ومن لا يحبه بأشكاله والوانه ! عيني تحب الفرح يغمر القلوب , فهل قلوبكم تشبه قلبي! عيني تحب الألوان المتناسقة لأنها تعزف لحنا عذبا ناعما، وتحب ايضا الألوان غير المتناسقة! التي تنذر وتتوعد، لأنها تجعلني أفكر بلحن حب مختلف، وهل هناك اضعف منها أداة للتعبير..

13. 12. 2022 جنيف

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

819 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع