أ.د. عبدالسلام الطائي /استاذ علم الاجتماع
تهدف هذه المقالة للكشف عن التوائم بين الخطاب الديموغرافي الدولي الجديد والخطاب الدينو/غرافي بايران وسوريا ولبنان والعراق الشهيد (الجديد).
وتداعيات ذلك على تشويه وتجنيد وتسليط بعض الجماعات الهامشية سياسيا على الكل الاجتماعي, دون الاخذ بالاعتبار بان الكل العراقي ديموغرافيا أكبر من مجموع الأجزاء المكونة له اثنيا ودينيا.
ان المتلازمة بين التغير الديمغرافي كسبب ومؤشراته من المتغيرات الجيو /سياسية/اقتصادية /عسكرية كنتيجة, هي اشبه بلوحة تشكيلية ذات سلسلة متصلة الحلقات تتلاحق فيها النتائج(تشكيل السلطة) بالمقدمات( التغير الديمغرافي السوي وغير السوي).لذا فان هذ المتلازمة تطرح على الحكام والمحكومين العديد من التساؤلات: منها ما يتعلق باشكالية:
التغير الديموغرافي ونتائجه على تشكيل السلطة ونظام الفصل العنصري ببغداد.
وصم الشروك بالمعدان وموقف المعدان من النظم الوطنية ومن ثورة العشرين والاحتلال لعام 2003.
العلاقة ما بين النسق الديمغرافي الاصيل والنظام السياسي الدخيل.
اضافة لسوسيولجيا الغياب والحضور الديمغرافي.
يبدو ان حلم عن النظام العالمي الجديد الذي كان شعاره (الحرب غير المستحيلة والسلام المستحيل) ، نعم السلام المستحيل الذي بات واضح المعالم, لان العالم لايزال غير آمن مستقر منذ ذلك الحين.ان حلم النظام العالمي الجديد اخذ يعيش اجواء شم النسيم المنعش بعد انهيار الاتحاد السوفيتي 1991.لكن السيطرة على الدول التقليدية بطرق غير عادلة او مشروعة عسكريا واقتصاديا كالعراق نموذجا ,جعلت الشعوب بتلك الدول غير آمنة بالنظام العالمي لانها بدات تشعر بانه غير مضمون النتائج .انعكس ذلك سلبا على عمليات التتكيف والاندماج بالمدينة العالمية , التي باتت تهيمن عليها ثقافات ماورائية ذات طابع كهنتوتي / ثيوقراطي تقوم على أساس العرق والدين واللغة. التي حولت المدينة العالمية الى غابة مفترسة ياكل السمك الكبير فيها السمك الصغير على صعيد الدول الكبرى.بينما ياكل السمك الصغير السمك الكبير وبدعم من الدول الكبرى للدول الاخرى كالعراق وسوريا ولبنان... من خلال الهاب وتجييش الثقافات الفرعية مذهبيا واثنيا المناطق اللينة والرخوة
لقد نسي النظام العالمي الجديد بعد انهيار الاتحاد السوفيتي مفهوم الأيديولوجيات التي اعتمدة كنموذج بالحرب الباردة سابقا بين الاشتراكية والراسمالية والامبريالية. كما ان هناك مصطلحات سياسية سادت ثم بادت كالرجعية والتقدمية واليسارية والامبريالية والشيوعية. وظهرت مصطلحات بديلة تقوم على العرق والدين والطائفة والاقليات. تم تسليط الضوء عليها يالمسرح السياسي الجديد. لذلك فان العديد من ألاكاديميين اعادوا ترتيب اوراقهم وفق نظريتي مالثوس واستراتيجية Hervé Brás([1] لتحليل مخاطر التغير والتضخم السكاني واستحداث الاخير ستراتيجية "الشيطان الديموغرافي مقابل الشيطان النووي والعكس). لمواجهة مخاطر التضخم السكاني للون الاسمر والاصفر الافرو/اسيوي. يؤكد الديموغرافيون الاوربيون بانهم سيرون في عام 2025 من بين كل 10 اشخاص باوربا 6 منهم صينيون وهنود واسيون واثنان منهم افارقة وواحد من امريكا اللاتتينية وواحد من اوربا. فالشعوب الاوربية ستتغير من اللون الابيض الى اللون الاصفر يرافق ذلك تغير في شكل النظام والسلطة طبعا !
بلا شك ان نسيان الصراع الايديولجي واستبداله بالصراع الدينو/ ثنو/غرافي. بات ذلك يطرح العديد من التساؤلات الهامة. سيما ما يتعلق بالتهديدات الجديدة والصراعات التي ستفرض انعكاساتها على التفكير المتعلق بالاستراتيجية والعوامل الدينو/ثنو/غرافية المتحركة . خصوصا العائمة منها على المسطحات المائية- المعدان- والجبلية او ما يطلق على تلك بالمناطق المتنازع عليها داخل البلد الواحد!. لزيادة حجم الاقلية قوميا واختزال الاكثرية مذهبيا او العكس في البلدان المستهدفة دوليا. علوم الدراسات المستقبلية للعراق تشير الى زيادة معدلات العنف والمخدرات وتجنيد الجماعات شبه الامية, الهامشية والمهمشة في المناطق اللينة والرخوة ديموغرافيا( موفق الناصري , جامعة البكر, 1992 ) خاصة من الاقليات المجاورة لمدن ايران الجبلية والعائمة على السطحات المائية ايضا. لان العنف من الناحية النفسية والاجتماعية صورة من صور القصور الذهني حيال موقف معين, وقد يصل العنف لمرحلة الانهيار العقلي والجنون .كما ان الخطاب الدينو/ثنو/ غرافي المتطرف بالعراق وايران ولبنان بشقيه التكفيري والسياسي المتوائم والمتناغم مع الخطاب الدينو/ثنو/غرافي الدولي, لعب ادورا خطيرا في زرع الكراهية والعنف خلال سنوات ما بعد الاحتلال, من خلال استحضار الجانب المؤلم والاستفزازي في التاريخ لمشاعر البسطاء,(يا لثارات الحسين ولعن الله امة قتلك وامة ظلمتك ومصطلح الروافض والنواصب والعجم والشروك والاكراد... سيما عندما يجري ذلك متزامنا مع الفتاوى التي تصدر في الخفاء والعلن من قبل رعاة ورعاع الدينو/ثنو/غرافيا / السياسية لبعض الرعيان والمعدان المختلة والمحتلة عقولهم. لأيقاظ وتجييش وإلهاب روح الكراهية والتحريض على العنف بين الدين الواحد وبقية الاديان السماوية. وهكذا حول الخطاب( الديني )/ التكفيري / السياسي العنف من قيمة منبوذة في الدين والسياسة إلى واجب (ديني) ( الهي ) وسياسي, تناغما وتوائما مع الخطاب الديموغرافي الدولي الجديد .
الذي سيكون رصيده وخزينه بلا شك الجماعات الامية الهامشية كالمعدان وغيرهم كدروع البشرية لاحقا اتباع ثقافة فقه البسطال الامريكو/راني. اولئك اللذين كانوا يشكلون بؤر تمرد ومقرات خلفية خفية جغرافيا للاستراتيجية الايرانية, اللذين تم تجميد تمردهم ومنع تظاهرهم حتى ضد الخدمات منذ الاحتلال وليومنا هذا. رغم فقدانهم للكهرباء والماء الصافي, انهم قوم ينيرون الظلام بحرق الاخشاب ويكافحون الحشرات بحرق روث الجاموس , لكنهم لا يمتلكون القدرة على التظاهر كما يجري بالبصرة والناصرية ... وما رمي جثث المغدورين خلف السدة بمدينة الثورة موطن المعدان وغيرها من المناطق التي ينتشرون فيها كالحويصلات الرؤوية الا شاهد ودليل حي على سيولة تجنيدهم واستغلالهم.
مما تجدر الاشارة اليه اختلاف التركيبة الجيو/ اجتماعية للشروكي عن المعيدي ويمكننا القول ان كل معيدي شروكي جغرافيا- نسبة للشرق وشروق الشمس- وليس كل شروكي معيدي وهنا لابد من القول ان بعض المثقفين الشروكـ يتحسس من وصفه بالمعيدي وكانها شتيمة! . من الجدير بالذكر ايضا ان الليبين يسمون سكنة المنطقة الشرقية ببنغازي ب(الشراكوة), وان القائد الوطني العقيد عبدالسلام جلود من الشراكوة اي شروكي. كما تعد بنغازي من اكثر مدن ليبيا ثقافة وتحضرا بسبب جوارها لمصر في الوقت الذي تعد منطقة الاهوار من اكثر المدن مقارعة للنظم الوطنية وتخلفا بالعالم لمجاورتها لايران فضلا عن اهمالها المتعمد من قبل حكام وسياسيي ما بعد 2003.!
هذا يتطلب ايلاء تلك الجماعات رعاية واهتمام خاص, كي يشعروا ان العراق لا ايران حضنهم الطبيعي الامن كمواطنين صالحين. وان لا ينظر اليهم نظرة دونية لا انسانية قائمة على الوصم الاجتماعي خلافا لحقوق الانسان وكانهم خارج نطاق الجنس البشري. فهم ليسوا من مصابين لا بالامراض المستوطنة ولا بالمستعصية ولا بمرض الجذام كي يتم تهميشهم وتصنيفهم وعزلهم في مستشفى التويثة بديالى وبمنطقة الاهوار ليعيشو حياة (الغيتو) لابد الدهر .
ولكي لا يظل المعدان دروعا بشرية دائمة لايران واحزابها بالعراق بغية تحويلهم الى ديدان معوية داخل المجتمع العراقي, حينها سيظطرون لرمي انفسهم باحضان ايران اكثر وستقوم الاخيرة بإلهاب المزيد من روح الكراهية والتحريض على العنف لديهم ضد العراقين .فمن اجل ذلك ومن اجل ان لا تتكرر (ثورة الزنج )وحركات التمرد التي جعلت منطقة الاهوار مركز عمليات حربية للزنج منذ سنة 869م(د. فيصل السامر) وحتى قيام الانتفاضة المعدانية 1991 وما رافقها من جرائم مقززة للانسانية. لذا يتطلب من العقول العراقية المختصة الحفاظ على عملية التضامن والتماسك السكاني للمجتمع العراقي واعادة النظرة والنظر بالتركيبة الاجتماعية الديموغرافية لحمايتهم ورعايتهم كعراقين مغضوب عليهم من الضالين من سياسي ما بعد 2003 الجهلة والاميين اللذين قد يهدفون من وراء ذلك تسهيل عملية تجنيدهم لايران باسم المذهب والدين
أن قبائل الفرات الأوسط الاصلاء التي لا زالت تتفاخر بانهم اكثر حمية وأشد في نزعتها الثوريه وعندما قامت ثورة العشرين وانتشرت في الفرات الأوسط بقت قبائل دجلة ( الأهوار ) هادئة ومؤيده لحكومه الاحتلال البريطاني. وحملهم السلاح فقط ضد النظم الوطنية... ( الدكتور على الوردي , طبيعة المجتمع العراقي) ومما يؤكد تلك الحقيقة التي اشار اليها الوردي ما جرى فعلا ب(الانتفاضة المعدانية) او(الشعبانية ) التسمية من حيث الزمان التي انطلقت من الاهوار عام 1991 .
صور عن الحياة الهامشية للمعدان بالعراق الجديد
المعدان العراقيون يعيشون تحت خط الفقر لا يتمردون ولا يتظاهرون اليوم كما جرى قبل 2003 من وراء ذلك؟
اين اعمدة الكهرباء ام انهم يعيشون على الطاقة الشمسية بالسطوح.؟ تفضلوا وانظرو.
مهنة المعيدية بالمدن بيع القيمر والروبة ,اين حقوق المراة يا وزارة حقوق الانسان ؟
تشغيل الاطفال محرم دوليا وممنوع بقانون رعاية الاحداث رقم 76 لسنة 1983
السكن الافقي للمعدان بالعراق. كيف تصلهم الحصة التموينية؟! سؤال لهيئة النزاهة.
967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع