من صنع مارادونا؟

                                                  

                         عائشة سلطان

من صنع مارادونا؟

مباريات كرة القدم، هي في نهاية الأمر لعبة رياضية تحضر فيها لغة الرياضة وأدواتها ومعادلاتها وشروطها، ولكنها أيضاً ليست مجرد رياضة فقط، إنها مؤشر ومقياس وسياحة وسياسة، فليس من العبث ولا من الفراغ أن نجد هذه الشعبية الطاغية للعبة، كما أنه لا يمكن أن تمر مرور الكرام على أي منا تلك الصفقات المليونية التي تتم من أجل شراء لاعبين مهمين وانتقالاتهم من أندية لأخرى.

ولذلك فليس من الغريب أن تكون برشلونة أكثر مدن إسبانيا استقطاباً للسياحة ويكون ملعب كامب نو من أكثر الأمكنة التي تتم زيارتها هناك مع أنه ليس متحفاً ولا قصراً ولا حديقة ولا ملهى ليلياً، إنه ملعب كرة القدم الأشهر التابع لنادي برشلونة والذي كان يلعب فيه الأسطورة ميسي، وقد افتتح عام 1957 في إقليم كاتالونيا.

الذي يوجد في نهائيات كأس العالم، هو الفريق الأقوى، واللاعبون الذين يسجلون أكثر هم الذين يتحولون إلى نجوم ويحققون مكاسب فلكية في كل مكان، ولذلك فكرة القدم ليست لعبة، إنها تجارة وصفقات وترويج سياحي لوجهات لم تحظَ قديماً بالاهتمام المطلوب، ولذلك فالدول حين تهتم بالأندية واللاعبين وبالكرة فإنما تستثمر لنفسها في الحاضر والمستقبل.

ولذلك حينما تستمع لمعلقي الكرة وهم يتناولون مباريات الدول التي تتأهل للنهائيات ستشعر كأنهم يتحدثون عن أقطاب عظمى في طريقها لشن حرب عالمية متسلحة بـ11 لاعباً وكرة جلدية جميلة صار اسمها الساحرة المستديرة، لقد وصل العالم في سنوات سابقة إلى قناعة مفادها أن العالم تسيطر عليه أمريكا سياسياً والبرازيل كروياً، أما اليوم فقد عادت الصدارة الكروية لأوروبا وإن كان ظل البرازيل والأرجنتين يتقافز في الملاعب عبر ميسي ونيمار وغيرهم.

هل التفوق في كرة القدم وراثة؟ فلماذا لم يورث بيليه موهبته الفذة لأبنائه إذن؟ هل هي إمكانيات جسدية؟ فانظروا إلى ميسي ومحمد صلاح، هل تحتاج إلى مناخ جيد وملاعب متفوقة وثراء فاحش وإمكانيات؟ لقد جاء الأسطورة مارادونا من قاع الفقر والعدم، ولكنها الموهبة والإرادة والتدريب والشغف.. ذلك ما يصنع مجد لاعبي كرة القدم.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1969 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع