سيف الدين الألوسي
هذه صرخة كبيرة من أحد الأخوة المرابطين الى اليوم في الوطن الجريح وفي بغداد الجريحة خنساء اليوم مع الأسف ..
وقفت صامتا أمام كلمات أخي وصديقي وحضر لي منظر خروج جنازة من أحد بيوت الشهداء وأهله يصيحون لقد راح وضاع منا !
لأكن صريحا فقد طفحت أعيني بالدموع وأنا لا أدري ماذا أجيبه ... نعم لا أدري ماذا أرد عليه ! هو يقول سوف لن يبقى أحدا في هذا الجحيم , كفانا ذل ومهانة وأجرام ... وأنا أقول الجميع في مصيبة داخل وخارج العراق وهل ترك البلد سيحل مشكلة الفرد العراقي ؟ الجواب لا أدري !! فالجميع يعانون بدرجات متفاوتة ومنهم من يموت موتا بطيئا في الداخل أو في الخارج , وحتى الموت أصبح خلاصا يتمناه الكثيرون !!
في كل المراحل التي مرت في العراق كانت السلطات تحارب السياسيين ومن هو ضدها , نعم لقد ذهب الكثير الكثير من الشهداء في زمن النظام السابق ومنهم دفاعا عن بلده وهو أسمى أنواع الشهادة وقسم دفاعا عن مبادئه التي يؤمن بها , ودفع العراقيون الكثير الكثير من أجل أخطاء كبيرة أرتكبت بحقهم , ولكن للأنصاف هل كان النظام السابق يقتل ويعذب كيف ما يشاء وبدون سبب ؟ نحن من واكبنا تلك الفترة من الزمان نقول كلا والله الشاهد , نعم ذهب أبرياء كثيرين ولكن النظام لم يكن بتلك الصورة التي نعيشها اليوم في العراق ! حيث لم تكن هنالك علاقة للنظام السابق بأكثرية العراقيين ممن لم يتدخلوا بالسياسة وغيرها من الأمور التي تمسه مباشرة ! ولو كان على علاقة بتلك الامور مثل ما يحدث اليوم لكان أكثر من ثلاثة أرباع الشعب العراقي قد تمت تصفيته !
نعم كانت هنالك سلبيات كثيرة وأخطاء جسيمة وتضحيات جمة , ولكن كانت هناك دولة ومؤسسات ولو ضعفت في السنوات الأخيرة !
لا أدري لماذا تم تضييق الحريات في زمن العولمة والأنترنيت من قبل ذلك النظام ؟ هل هو جهل أم قلة معرفة ؟
لماذا منعت القنوات الفضائية وخدمات الأنترنيت ووسائل الأتصالات في ذلك الوقت ؟؟ هل لمنع الناس من معرفة ماذا يدور في الخارج ؟ لا أدري ؟
لو فكر النظام السابق وسمح للعراقيين بمشاهدة من كان يعارضه ويتكلم بأسم الشعب العراقي المظلوم لتغيرت كثير من الأمور وأنكشفت شخصيات لم تكن معروفة لمعظم العراقيين ومنهم أنا من يكتب هذه الكلمات اليوم ! حيث كنت أتابع الأخبار والتهديدات عن وطني بوسيلة واحدة هي الراديو , وجل وقتي أقضيه بتغيير المحطات المشوش عليها بقوة !!! هل كان التشويش والمنع الاعلامي مفيدا للعراقيين المحبين لوطنهم وأرضهم وبلادهم ؟ والله لا أدري ؟
اليوم ضاع كل شئ وفي بلد ساهم الجميع بأضاعته أن كانوا يعلمون أو لا يعلمون !
في موقع الگاردينيا الكريم الأصيل , الكثير من الأخوة الكتاب و القراء العسكريين والأمنيين والسياسيين والمتابعين , أود سؤالهم هذا السؤال ؟ هل ما يجري اليوم في العراق هو عمل مجموعات منظمة أو عمل مخابرات ودول لها خبرة في أدارة مثل تلك العمليات وخصوصا من جيران العراق ! سيتهم البعض دول كبرى وأنا أقول أن بعض الدول الكبرى أصبح موضوع العراق لا يعنيها بسبب الأزمات الأقتصادية وهذا رأي شخصي فقط وحسب ما أراه وأشاهده وأقرأه اليوم .
ولأكون واضحا فأن جميع الدول المحيطة بالعراق لها مصالح في تدميره وبقائه في حالة لا موت ولا حياة , وأول هذه الدول أيران التي عرفت كيف تتصرف وكيف تسيطر على مقدرات هذا البلد , وكذلك من تحالف معها من دول عربية وأحزاب وميليشيات !!! كذلك دول أخرى محيطة وقريبة من العراق عربية وغير عربية , من مصلحتها الأقتصادية والأستراتيجية أضعاف العراق من كل النواحي , ومن أهمها العلمية كونه كان أحد منابع العلوم كافة ورائدها في المنطقة . وتلك حقيقة يجب على كل منصف أن لا يتجاهلها .
في كتابتي المتواضعة هذه لا أدافع عن أي شخص ولا عن أي نظام ولكن من حقي ومن حق كل العراقيين أن يدافعوا عن بلدهم وشعبهم ودماء أهله الزكية وأموال بلدهم التي ستبقى تهدر دون أيجاد مخرج لتلك الأزمات المتلاحقة لهذا البلد الضحية ... من هو المعني بذلك ؟ برأي متواضع أن أستعمال القانون الدولي وتحرك خبراء القانون الدولي العراقيين لمناشدة الدول الكبرى بالادلة والبراهين هو أفضل الوسائل في زمن أصبح فيه العراق ضعيفا بجيشه وأمكانياته , وهذه الطريقة قد أستعملتها دول وشعوب كثيرة لأستعادة حقوقها ومنها الكويت و دول أوروبية كثيرة سابقا !!! عسى أن يفعل القانون ما عجز عنه السلاح والشعارات والثورية , فلم يبقى من جراء ذلك لنا في وطننا غير تلك الذكريات التي ستقتلنا في
المنافي البعيدة رغما عنا ... كل ما أقوله هو أن يحفظ الله تعالى لنا وطنا أحببناه وارض طيبة عشقناها وتفاخرنا بها وشعبا ندعو له بالسلامة والرخاء وجمع الشمل .. اللهم آمين .
974 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع