اعداد: صديق الكاردينيا الدائم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن في الصوم الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى، وهو من أفضل العبادات فرضا كان أم نفلاً. فمن صام لله يوماً واحداً إيماناً واحتساباً باعَدَه الله عن النار سبعين سنة، كما ورد في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من صام يوما في سبيل الله باعَدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفاً".
فأيّ يوم صامَه العبدُ إيماناً واحتساباً لله ينال به الثواب المذكور، فإذا كان في الصيام مشقة ونُصُب لطول اليوم وشدّة حرّ فإنّ ثوابه أعظم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "إنّ لكِ منَ الأجرِ قدَرَ نُصبك ونفقتك". رواه البيهقي وأصله في صحيح مسلم. كما روي عن أبي موسى رضي الله عنه ((إن الله تعالى قضى على نفسه أنه من عَطّشَ نفسه لله عزّ وجلّ في يومٍ حارٍ كانَ حقاً على الله أن يُرْويه يومَ القيامة)) فكان أبو موسى يتوخى ذلك اليوم الحار الشديد الحر الذي يكاد ينسلخ فيه الإنسان فيصومه. وعلى هذا، فأجر الصيام عظيم ولكنه في شدة الحر يكون أعظم أجراً.. فمبروك لكم يا أهل العراق وأنتم تصومون رغم الحرّ ورغم انعدام الخدمات وبالاخص الكهرباء والماء، ورغم الزحام في الطرق، ورغم الارهاب الاعمي والتفجيرات.. فلكم يا أهل العراق الأجر العظيم ولشهداء رمضان الرحمة والمغفرة. عسى الله ان يجعل هذا العام ختاما لهمومكم واحزانكم وانفراجا و فرحا وحلا لجميع ازماتكم ومشكلاتكم ايها الشعب الطيب.
وكل عام وانتم بخير
1015 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع