د .علوان العبوسي
كشف القاضي رحيم العكيلي رئيس هيئة النزاهة السابق اثناء لقاؤه على قناة الشرقية - برنامج المدفع (ان هناك ثلاث جهات سياسية نافذة في الدولة مهمتها الاساسية الاستيلاء على عقارات المسؤولين السابقين داخل المنطقة الخضراء وخارجها عبر اساليب الاحتيال والنفوذ والقتل ان تطلب الامر ذلك ونقلها الى اشخاص آخرين مقابل مبالغ طائلة ،
مشيراً الى أن كل من عمل بمجال مكافحة الفساد قبل عام 2012 اصبح الان ملاحقاً وعليه دعاوى قضائية ،كما كشف عن وجود شخصية سياسية في مجلس النواب الحالي تتخذ من مفقس للدواجن مقراً لسرقة وتهريب النفط العراقي بعد احداث ثقباً فيه ثم تعبئته في صهاريج ونقله الى خارج البلد )، اما عن مستوى الفساد فقد اشار (ان الموسسات الامنية هي الاكثر فساداً سواء على مستوى الوفود والتعاقدات الداخلية والخارجية او على مستوى الوحدات بادخال اسماء وهمية ضمن قوائم الراتب تصرف لهم يستلمها الامر ) ، كما اوضح العكيلي ماهية الفساد المالي في الكهرباء وكيف صرفت عشرات المليارات من الدولارات دون ناتج حقيقي ، واضاف امور كثيرة تخص الفساد الاداري والمالي لايمكن قبولها في اي دولة من دول العالم حتى المتخلفة .
في حقيقة الامر اللوم لايقع على سلطات الدولة الثلاث فقط وبات كل العراقيين يعلمون علم اليقين مدى عمق الفساد المالي والاداري والاخلاقي الذي وصلت الية خلال عشر سنوات من الاحتلال الامريكي الصفوي للعراق ولكن الحصة الاكبر في المساهمة بهذا الفساد هو الشعب العراقي خاصة من تآلف مع حكومات مابعد الاحتلال في انتهاكها لامواله وتهجير ابناؤه او قتلهم بالعشرات بدم بارد في كل يوم امام ناظريه دون ان يحرك ساكنا وهذا دليل القبول والرضا حتى بات موضوع التفجيرات والقتلى مالوف ومقبول مايلبث ان يُنسى في نهاية يوم الحادث لكي يستقبل تفجير او انتهاك آخر وهكذا تجري الامور في عراق ما بعد الاحتلال واصبح العراقي ينتظر دوره في الموت او الاعدام المبرمج ، نعم هناك مطالبات للحقوق من ابناء العراق ولكن صورتها مفرقة وليست موحدة تشكو همها لابنا جلدتها فالمحافظات الشمالية والغربية وبعض المحافظات الوسطى منذ اكثر من ستة اشهر تطالب بمطاليب مشروعة تشمل كل العراقيين دون استجابة من قبل سلطات الدولة اسبابها الرئيسية عدم اسنادها من المحافظات الجنوبية انفاسها طائفية اقولها بكل صراحة كونها تروج لهم اكاذيب ان هؤلاء المحتجين هم من المجاميع الارهابية وصداميين ووهابية وكلام يفرق ولا يوحد يخلو من المنطق والصواب ، كما استطاعت هذه السلطات بث الفرقة بين ابناء بعض هذه المحافظات المحتجة وحرضتهم على الاقتتال فيما بينهم استجاب لها ممن عميت بصائرهم وبصيرتهم لتحقيق هذا الغرض وهم ابناء عشيرة واحدة ياللاسف .
كنت سعيداً وانا اقرأ مقال الاستاذ احمد العبيدي (ابن الرافدين بعنوان شعب بلا ارادة) المنشور في موقع العراق فوق خط احمر وهو يشخص بدقة المؤامرة الامريكية الصفوية منذ احتلالهم العراق وفشلهم في احداث الفرقة الطائفية هذا الهدف الذين جاءوا من اجله ، اخيراً اتفقوا على تفجير الامامين الشريفين في سامراء لاشعال فتيلها وقد نجحوا في ذلك ، ثم الحسابات التقديرية بالارقام لاحصاء اجمالي القتلى والجرحى بواسطة السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والتكفيريين بعد عام 2006 وكيف يتمكنون من القيام بهذه الاعمال الجبانة تحت اشعة الشمس دون خوف او رادع يردعهم وحتى هذه اللحظة ففي شهر رمضان الجاري قُتل اكثر من 500 عراقي وجرح اكثر من 1000 وهدمت جوامع وحسينيات واسواق ومقاهي لترويع المواطنين لكي يخلو لهم الطريق في الامعان بتخريب البلاد والعباد وشعبنا المسكين لم يظهر بتاريخه القديم ولا المعاصر هذه الاستكانه القاتلة دون رد فعل سوى المحافظات التي اشرت اليها .
بودي ان ينتبه شعبنا ويستقي الدروس من شعبنا العربي في مصر عندما أمر قواته المسلحة درع مصر القوي لتخليصهم من حكم الاخوان المسلمين بعد ان بانت تباشيرهم خلال عام من حكمهم والتي لم يعتد عليها هذا الشعب طوال تاريخه النضالي منذ تاسيس الدولة المصرية الحديثة ، فقد قام هذا الشعب بثلاث ثورات عظيمة الاولى في 25 يناير(كانون الثاني)2011 اسقط فيها حكم الرئيس محمد حسني مبارك والثانية في 30 يونيو(حزيران)2013 اسقط حكم الاخوان برئاسة محمد مرسي العياط والاخرى في 26 يوليو الجاري مطالباً قواته المسلحة انهاء حالات الارهاب التي يقوم بها الاخوان بعد اسقاط الرئيس محمد مرسي .
في يوم الجمعة 26 يوليو 2013 المصادف 17 رمضان 1434 خرج الشعب المصري عن بكرة ابيه شاغلا كافة الميادين والساحات والشوارع المصرية تلبيتاً لنداء القائد العام للقوات المسلحة الفريق الاول اركان حرب عبد الفتاح السيسي لبيان رايهم في انهاء ارهاب الاخوان الذي تتعرض له قواته في سيناء وعموم الشعب المصري في كافة انحاء الجمهورية (كان نداء السيسي لكون مجلس النواب لم يشكل بعد والشعب مصدر السلطات) ، حالة نادرة لم يسبق لها مثيل في كل المعمورة يخرج شعب بكافة طوائفه تحت اشعة الشمس الحارقة والمسلمين صيام مطالباً القوات الامنية بانهاء الارهاب ووسائلة ، المسيحيون يشكلون جدار يحيط بالمسلمين اثناء ادائهم لصلاة المغرب عند حلول وقت الافطار، بالاضافة الى تهيئتهم مئات الالاف من وجبات الافطار في ميدان التحرير والميادين الاخرى ، اي وحدة واي شرف واي شعب هذا وهو ينتخي لبعضة في مكافحة الارهاب لكي تبقى مصر رائدة قوية وهي تجابه اعتى هجمة بربرية ضدها بعد العراق وليبيا واليمن وسوريا ، وهكذا تتزايد الجموع في الميادين العامة حتى بزوغ فجر يوم جديد وهي تفوض القوات الامنية اتخاذ الاجراءات المناسبة لانهاء حالات الارهاب التي تعيشها بسبب سلوك الاخوان المعادي لمصر .
اما الاخوان فقد تجمعوا في بعض الميادين وهم ينددون ويتوعدون لشعب مصر والقوات الامنية تساندهم بعض الفضائيات المعنية باشعال فتيل الازمة بين الاخوان والشعب المصري كقناة الجزيرة الاخبارية القطرية وبعض القنوات الاجيرة وهي تشوه نقل الحقيقة ، لقد واجه الاخوان الشعب الذي يرفضهم بالقوة واطلاق عتاد الخرطوش وقنابل الملاتوف عليهم وعلى القوات الامنية ،بعد ان هيئوا سواتر من الرمال والاحجارة وكانك تعيش في ساحة حرب .
ان الغرض من مقالي هذا هو لحث شعبنا في جنوب العراق ان يتوحد مع ثوار الانبار والموصل وصلاح الدين وديالى وسامراء وكركوك وبغداد ضد الفساد والجهل ومروجو الطائفية التي جاء بها الاميركان وتفويض أيران قيادة هذا البلد وهو يرى ما يجري كل يوم من وسائل ارهاب الدولة ضده سواء المباشرة بالمفخخات او العبوات الناسفة او الارهابيين او غير المباشر الممثلة بسرقة المال العام والخاص والفساد والبطالة والمحاصصة الطائفية وترك امور البلد على الغارب دون رد فعل من ابناء الشعب ، والا عشر سنوات تمر والعراق من سيئ الى اسوء لايستقر على حال كيف نفسر ذلك اين تذهب مليارات الدولارات وشعبنا يزحف تحت خط الفقر وكوادره الواعدة مهجرة خارج العراق وقواته المسلحة الجديدة عبارة عن مليشيات تقتل ابناء الوطن بافتراضات كاذبة تغطي فشلها الذريع في حفظ الامن ....كفاك ذل وهوان ياشعبنا يامن ارضخت الانكليز لمطاليبك في ثورة العشرين وانت موحد بكل فصائلك وطوائفك ثم في الحرب العراقية البريطانية في 2 مايس 1941 ووقوفك مع ابناء امتنا العربية في مواجهة العدو الاسرائيلي في 48 و67 و73 ، الست من حمى البوابة الشرقية للوطن العربي في الحرب العراقية الايرانية ملقناً ابناء فارس درساً لا ينسى ابد الدهر وكل هذا نتيجةً لوحدتنا الوطنية ،عليك ان تنهض ضد من يسعى الى خراب البلد مع سبق الاصرار والترصد وسترى شمساً جديدة تشرق على ربوع الرافدين بعون الله وتذكر ايها العراقي الشريف الشعار القائل قوتنا بوحدتنا وضعفنا بفرقتنا .
والسلام عليكم وكل عام وانتم بالف خير
983 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع