داود البصري
فضيحة الصفقات الغازية التي عقدها وزير الطاقة العراقي حسين الشهرستاني مع أعمامه في إيران وهي بمليارات الدولارات قد فضحت حقائق الصراع الكبير داخل الإدارة العراقية وهو صراع يتسم بالغباء المفرط و بإنعدام الضمير ، و بقلة الشعور بالمسؤولية!
رغم أن حكومة المالكي تدعي بأنها حكومة متدينة و مؤمنة و تخاف الله!! ، فالمالكي يضع كل اللوم على فضيحة النقص في الطاقة الكهربائية على عاتق وزيره و حليفه و صديقه الشهرستاني و حيث إتهمه بتقديم معلومات مضللة لدولته حول أوضاع الطاقة الكهربائية في عموم البلاد و خصوصا في الجنوب اللاهب الملتهب!! و بما أن المالكي يعيش سعيدا في حصون المنطقة الخضراء و تحت حماية فيالق حمايته التي هي أكثر بكثير من التعزيزات و القواعد الإسرائيلية في الجولان!! فإنه لايعلم ماذا يدور بعيدا عن خضرائه ؟ و لا يدري ماهو حال المواطن العراقي إلا من خلال شبكة المنافقين العظمى المحيطة به و أبرزهم مستشاروه العباقرة ووزرائه التحفة! و الذين هم في حالة إنشغال دائم بالعبادة و الإيمان! ، رغم أن عالمهم النووي و هو وزير الطاقة كان قد وعد و أقسم بأغلظ الإيمان عام 2009 بإنه في غضون عام 2012 سيكون بإستطاعة الشبكة الكهربائية العراقية تزويد الرفاق المناضلون في الصومال! و إنارة مرافيء القراصنة!! و توفير الدعم اللوجستي الكهربائي لهم!! و لكن سرعان ما أتضح حجم الكذبة ( القنبلة ) ومرت الأعوام ولم يحدث ما وعد به الرفيق الشهرستاني بل أن كل ماحصل هو تراجع كبير و نقص فظيع و تململ في عموم الشعب ، ثم كانت الفضيحة الكبرى بالتعاقد بالمليارات على إستيراد غاز من إيران لتشغيل توربينات كهربائية أمريكية مخزنة في مخازن وزارة الكهرباء العراقية منذ عام 2010!!... كل ذلك و المالكي لايعلم ما يدور ؟ و كأنه ليس حاكما للعراق ؟ بل حاكما لولاية قندهار ؟... لقد سبق لرئيس حكومة الفشل العراقية أن وعد قبل شهور طويلة بأن 100 يوم كافية لحل مشاكل العراق ؟ !! ،وصدقه البعض من السذج متفائلين بحسن النوايا!! رغم أن الرائد لايكذب أهله..! و رغم أن الأناء ينضح بما فيه ؟.. إلا أن الحصيلة كما هو معلوم كانت صفرا ولم يفلح المالكي إلا في تبرئة نفسه و إلقاء المسؤولية على الآخرين رغم أن المسؤولية الحكومية تضامنية! وهو يتحمل ضمنيا و أدبيا و سياسيا كل أخطاء و مصائب العباقرة الذين يعملون معه و الذين شفطوا الأموال و أرهقوا العباد ، ولعل النجاح الوحيد لنوري المالكي هو في تعزيز قوات مكافحة الإرهاب الطائفية و المعروفة بإسم قوات ( سوات ) السيئة الصيت و السمعة و التي أوغلت في دماء العراقيين في ساحات الإعتصام و في عمليات التصفية الطائفية الفظة و القذرة ، لقد أعلنت الجماهير العراقية رأيها الصريح في تظاهرات و إحتجاجات الأيام الأخيرة و التي دعت حكومة المالكي صراحة للتنحي و التواري بل و المحاكمة أيضا لأنها حكومة الفشل بأفظع و أسوأ معانيه وصوره ، لقد إنتهى زمن الكذب و التواري خلف متاريس الدجل ، وحتى حلفاء المالكي الطائفيين كجماعة المجلس أو الصدريين قد ضاق تبرمهم بل أن إبراهيم الجعفري نفسه قد إستنكر و رفض الهجمات التي شنها المالكي على حلفائه الطائفيين متهما إياهم بأنهم هم من يضعون العصى في دواليب حكومته الناقصة و التعبانة ، الفضائح و الرزايا و المصائب التي تسببت بها حكومة المالكي خلال السنوات السبع العجاف الماضيات هي أكثر من كافية لتسقط حكومات عدة ، إلا ان في العراق كل المقاييس مقلوبة ، و كل المقاربات معكوسة ، لذلك فقد تحمل الشعب العراقي مصائبا لاتتحملها شعوب عديدة... فضيحة الطاقة الكهربائية و الغاز الإيراني باتت كفيلة بحرق سفينة حكومة مهلهلة لم تقدم سوى الخراب ، ولم تعزز سوى الفوضى ، ولم تنتج سوى قيادات فاشلة لا تصلح للعرض إلا في ساحات المحاكم... لقد قال الشعب كلمته وبات رحيل قادة الفشل مسألة وقت فقط لا غير... اللهم إلا إذا نجح الشهرستاني في تصدير الكهرباء للصومال!!! عند ذاك تتغير المعادلات..!!.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
955 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع