هادي جلو مرعي
ذهب صديقي الى الدولة الفقيرة تلك الواقعة قبالة سواحل أفريقيا وتتكون من عدة جزر صغيرة في المحيط الهندي ،صحبة أحد المستثمرين وكان سكنه في كوخ على المحيط قرب أشجار جوز الهند الباسقة وكان المنظر يبدو رائعا
فالزرقة التي تبهر الأنظار كانت تشع من السماء ومن صفحة البحر الممتدة الى البعيد بينما خضرة الأشجار والنباتات التي تملأ الجزر لاتترك مكانا ولاوقتا للدهشة .مطار الجزيرة صغير للغاية لايسع الطائرات الكبيرة ونائب الرئيس يضع في يده مانسميه ( المهفة) ليحصل على الهواء مع إرتفاع مستوى الرطوبة ودرجة الحرارة التي لن تبلغ مهما بلغت مستواها في العراق أو في الخليج .والطريف إن واحدة من الجزر تقع تحت السيادة الفرنسية وفيها مطار صغير وجميل ،وقد جرى فيها إستفتاء شعبي وكانت الإجابة على سؤال ( هل ترغب في الإستقلال أم البقاء في ظل السيادة الفرنسية ) ؟وقد أجاب المستفتون بالبقاء في ظل سيادة الدولة الأوربية المتطورة والناهضة على الإستقلال ومن ثم الحرمان والبهدلة والجوع .
تحصل الجزر القمرية على مساعدات من دول عدة لكنها لاتكفي لتلبية متطلبات الحياة اليومية والنهوض بواقع الإنسان في مجموعة جزر معزولة في المحيط الهندي ومن بين تلك المساعدات ماتقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة من كميات قليلة من البترول ،والحياة هناك هادئة للغاية بينما النظام الديمقراطي يتيح للمعارضة عقد الإجتماعات واللقاءات وهي لاتمتلك مقرات لها فتضطر لعقدها في مطاعم فقيرة أو على ساحل البحر أو في الفنادق البدائية التي تشبه الأكواخ .لكن منظر الجزيرة مبهر للغاية فالبحر الأزرق يلهب الأحاسيس والأشجار والنباتات تثير الكوامن بينما السماء الزرقاء والغيوم المتراكمة كالجبال تسحب الخيال الى أفق مترام لانهاية له ولازوال.
كان صديقي في رحلة الى تلك الجزر رفقة مستثمر عراقي لا أعلم بالضبط ماالذي دفعه للذهاب بعيدا والإستثمار في جزر قد تغرق يوما بفعل الإرتفاع التدريجي لمياه البحار والمحيطات ؟لكنه في النهاية يمتلك القدرة والجرأة والقرار وقد ذهب بالفعل وإلتقى مسؤولين فيها ..معظم الدول العربية الفقيرة بحاجة الى نوع من الإستثمار وأنواع من المساعدات ..في ضواحي بغداد القريبة عادت ظاهرة إحراق النفايات خلال الأسابيع الماضية وبدأ سائقو سيارات الأزبال بنقلها الى مناطق قريبة يقطنها مئات آلاف المواطنين وفيها حراك إقتصادي وخدمي خاصة في شرق بغداد ( حي النصر والعماري والباوية والكرامة والسعادة والشاعورة وأم جدر ومناطق أخرى بدأت تظهر للتو كتجمعات سكنية صغيرة وكبيرة) .
تسبب الغازات المنبعثة من النفايات المحترقة أمراضا خطرة وليس التسمم آخرها ،كما إن سحب الدخان المتصاعدة والحرائق الكبيرة تملأ المكان بالضجر وتكاد تخنق كل شعور بالأمل حيث يتعمد أولئك السواق الفاجرون نقل الأزبال الى هذه المواضع التي صدر قرار بمنع رمي النفايات فيها ثم يعمد البعض الى إحراقها للحصول على بعض المقتنيات و تفعل النار فعلها فتحرق الأوراق والنباتات والأغراض القابلة للإشتعال ليتبقى ماهو ثمين من لقى يأمل المنقبون في المزابل العثور عليها في الرماد.
هذه دعوة للإستثمار في المزابل ..كيف ؟ لاأدري.
982 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع